سياسة دولية

الغارديان تهاجم الإسرائيليين وتطالب بوقف قتل المدنيين‎

الغارديان: الجيش الإسرائيلي لم يبدُ خجلا وهو يرتكب ما يمكن أن يعدّ جرائم حرب- جيتي
الغارديان: الجيش الإسرائيلي لم يبدُ خجلا وهو يرتكب ما يمكن أن يعدّ جرائم حرب- جيتي

هاجمت افتتاحية صحيفة الغارديان البريطانية السلطات الإسرائيلية بشدة، واتهمت جيش الاحتلال الإسرائيلي بقتل المدنيين العزل. 

 

وقالت الصحيفة إنه من غير المقبول إطلاقا أن يقوم جنود جيش تخضع قيادته لحكم ديمقراطي مدني بإطلاق النار على المتظاهرين وقتلهم، رغم أنهم جميعا تقريبا غير مسلحين، ولا يشكلون أي تهديد على الإطلاق. إلا أن الجنود الإسرائيليين على الحدود بين غزة وإسرائيل ارتكبوا ذلك اليوم كما يبدو.

 

وأضافت أنه ينبغي أن ينتاب الإسرائيليين قلق وخوف إزاء تعرض المتظاهرين السلميين للرصاص الحي دون رقيب أو حسيب.

 

وأكدت الصحيفة أن عشرات الفلسطينيين لقوا مصرعهم، وأصيب المئات منهم بجراح بينما كانوا في مسيرة نحو الحدود؛ للتعبير عن حقهم في العودة إلى بيوت آبائهم وأجدادهم.

 

وانتقدت الصحيفة الجيش الإسرائيلي، وقالت إنه لم يبد الجيش الإسرائيلي خجلا وهو يرتكب ما يمكن أن يعدّ جرائم حرب. ورغم أن هذه تهم لا يستهان بها، إلا أنها قوبلت بحالة من اللامبالاة. من خلال حصارها لغزة، تسجن إسرائيل ما يقرب من مليوني إنسان، وتحتجزهم خلف الأسلاك الشائكة والأبراج العسكرية. لقد عاملت إسرائيل العنف الذي وقع كما يعامل السجان شغبا يقع داخل السجن، فألقت باللائمة على السجناء. 

وأكدت الصحيفة أن هذه الأعمال ناتجة عن تلك الذهنية الخطيرة التي يحملها الإسرائيليون، لكنهم يفعلون ذلك لأن اليمين المتطرف في إسرائيل، ومعه معظم الوزراء الحاليين في الحكومة، يتبنون فكرة أن بإمكان إسرائيل -بفضل تفوق قوتها العسكرية- إنهاء التطلعات الوطنية للفلسطينيين.

 

واتهمت الصحيفة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتغذية الجرأة الإسرائيلية على قتل المدنيين، وقالت إنه ما من شك في أن هؤلاء السياسيين يستمدون جرأتهم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وفى بوعده بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. واليوم، قام سفير السيد ترامب في إسرائيل، والذي كان قد منح المال للجماعات اليهودية اليمينية المتطرفة في إسرائيل، بافتتاح سفارة بلاده في القدس. إنها خطوة رعناء ومستفزة، ومن شأنها أن تلحق الضرر بفرص إحلال السلام. فكما هي قضايا اللاجئين والمستوطنات والحدود، يعدّ وضع القدس من القضايا التي لم تحسم. لا توجد دولة معينة يعترف لها العالم بالسيادة على القدس، بل من المفروض أن يتحدد وضعها من خلال المفاوضات. 

واتهمت الصحيفة ترامب بالانحياز إلى إسرائيل، وأضافت أنه من خلال انحيازه لإسرائيل يكون السيد ترامب أغلق الباب تماما على أي ادعاء بأن إدارته يمكن أن تلعب دور الوسيط النزيه في الصراع. وكل محادثات سلام يشرف عليها فريق السيد ترامب فإنها مرشحة للفشل حتى قبل أن تبدأ. وسوف يرى الرئيس الأمريكي عين اليقين ما يجري عندما تتصادم الحقائق التي صنعها على الأرض مع الواقع.

 

وتساءلت الصحيفة عن مصير الفلسطينيين في القدس، وقالت: فما هو مصير ثلاثمئة ألف فلسطيني يعيشون في القدس الشرقية؟ هل سيتم سوقهم جميعا وحشرهم في جيوب ضيقة من الأرض بلا حقوق وقد صودرت أراضيهم؟ هل سيحدث ذلك بسبب قيم "الحق والسلام والعدل"، التي قال بنجامين نتنياهو أثناء استقباله للسفير الأمريكي في القدس إن إسرائيل تؤمن بها؟ لقد تسبب السيد ترامب والسيد نتنياهو بتهييج شعب دفع دفعا إلى حافة اليأس.  

وأكدت الصحيفة أنه بعد سحب القدس من على الطاولة، لم يبق للفلسطينيين سوى المطالبة بحق العودة، فالفلسطينيون يعتبرون خروج أو طرد اللاجئين حينما أقيمت دولة إسرائيل في مثل هذا الوقت قبل سبعين عاما نكبة حلت بهم. بينما يرى الإسرائيليون أن تنفيذ حق العودة لا ينسجم وبقاء دولة ديمقراطية ذات أغلبية يهودية على قيد الحياة، بات حق العودة على شفة كل فلسطيني.

 

واختتمت الصحيفة البريطانية افتتاحيتها بالقول إنه ينبغي ألّا يكون الصراع في الأرض المقدسة معادلة صفرية بحيث لا يكون هناك سوى منتصر واحد، بل الأغلب أن العكس هو الصحيح. إما أن يخفق الطرفان، ويستمر الحال كما هو الآن حيث يقوم تجمع سكاني مدني بامتهان وترهيب تجمع آخر، أو أن يجدا سبيلا للعيش جنبا إلى جنب في دولتين متجاورتين، توفر كل واحدة منهما لشعبها الاستقلال الخاص به والأمن الذي يحتاجه. لو أمكن بكل سرور التوصل إلى مثل هذه النتيجة، فسيكون من المعقول أن تصبح القدس الغربية عاصمة لإسرائيل، وأن تصبح القدس الشرقية عاصمة لفلسطين. وهذا واضح للجميع إلا للسيد ترامب وللسيد نتنياهو، اللذين استسلما بدلا من ذلك لرؤية تتمثل في استمرار الهيمنة الوحشية على شعب بائس.

2
التعليقات (2)
من سدني
الثلاثاء، 15-05-2018 02:59 ص
وعد رباني سيزول الاحتلال الصهيوني بعد تحرير مكه والمدينة والعواصم العربيه وستكتب الغارديان والصحف الاوربيه كيف يتم تطهير فلسطين من هذا الرجز وقطع راس الأفعى بتل ابيب وبعدها يسقط الذنب في سوريا ومصر وفي جزيرة العرب ومجوس ايران وان غداً لناظره قريب
Kamal
الثلاثاء، 15-05-2018 02:35 ص
كل ما تم ذكره صحيح و لا غبار عليه و لكن هذا الكلام المعسول أيضا لا يبرئ بريطانيا و هم اساس المشكلة و سبب كل ما بحل للشعب الفلسطيني و هم أي البريطانيين هم من وهبوا الأرض المقدسة للعصابات الصهيونية سابقا. إذا كلهم عصابات مجرمة و قتلة

خبر عاجل