هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وصلت الجميلة إيفانكا تحمل الشعلة لصاعق التفجير للاحتجاجات والمواجهات في فلسطين المحتلة؛ زيارة رافقها فيها زوجها كوشنير مبعوث التأزيم إلى المنطقة، وبرفقة وزير الخزانة الأمريكي منوشين الحائز البطولة العالمية في فرض العقوبات وتجويع الشعوب الحرة.
طاقم الأزمة الأمريكي وصل في وقت ارتفعت فيه سخونة المشهد في
الأراضي الفلسطينية؛ فالمستوطنون يحتشدون على بوابات الأقصى وحائط البراق مهددين
باقتحام الحرم القدسي؛ منذرين باندلاع مواجهات دموية في القدس ومحيطها؛ فالقدرة
على ضبط الحماسة لدى المستوطنين والمتطرفين الصهاينة معدومة بالمطلق؛ ما سيجعل
اليوم الذي يحتفى به بنقل السفارة الامريكية يوما مشهودا على المستوى العالمي، يكشف
وحشية الاحتلال والتطرف الصهيوني.
الحشود الفلسطينية التي ستقابل حشود المستوطنين والمستعمرين
القادمين مما وراء البحار، ستقود حتما إلى مواجهة سرعان ما ستتسع إلى أرجاء
فلسطين كافة؛ فرب ضارة نافعة؛ ذلك أن الاستفزاز والتهور الأمريكي والصهيوني، كان المفتاح
الحقيقي لاستعادة القضية الفلسطينية لزخمها على الصعيد المحلي الفلسطيني وعلى الصعيد
الإقليمي والعالمي.
دوافع المتطرفين والمستعمرين القادمين مما وراء البحار واضحة؛
التأكيد أمام شاشات الإعلام الأمريكي بأن الحضور الواسع والأمر الواقع يرسمه
المتطرفون والمستوطنون؛ لذلك فإن كثافة الحضور والحماسة الممزوجة بالغباء والتهور
تقع في إطار الاستعراض الاستفزازي، الذي سيفجر المشهد بالكامل في الأراضي
الفلسطينية المحتلة.
في قطاع غزة الصورة لن تختلف كثيرا عمّا هي عليه الحال في القدس
والضفة الغربية، فالانفجار في وجه الاحتلال سيكون مبررا بالكامل في هذا اليوم
المشهود؛ بوجود نجمة الاستعراض الأمريكي وحاملة شعلة الانفجار الكبير إيفانكا ذات
الشهرة الواسعة، فحيثما تحل يحل معها الإعلام وتسلط الأضواء، غير أنها هذه المرة
سيرتبط اسمها واسم زوجها كوشنر، بأكبر حدث تاريخي لصدام دموي ومواجهة مأساوية بين
متظاهرين سلميين وقوة غاشمة مدججة بالسلاح، تدعمها إيفانكا ووالدها ترمب الذي سيلقي
كلمة عبر الأقمار الصناعية للاحتفال بالحريق الذي ستشعله ابنته في المنطقة.
سيتبع إشعال إيفانكا وزوجها للحريق شهر رمضان، ليمثل بداية
لمرحلة جيدة من المواجهات اليومية والصاخبة التي ستنتقل ككرة الثلج إلى أرجاء
العالم الإسلامي كافة بل العالم الحر. من الجميل ارتباط تلك الأسماء بإشعال جذوة الصراع
في المنطقة وزعزعة استقراره؛ إذ لن تعود رمزا للاستقرار أو السلام أو حتى الحل في
المستقبل، وسيرتبط اسمها بالفشل والدمار والخراب وإشعال فتيل الحروب، وإسالة
الدماء لمتظاهرين سلميين.
اليوم الاثنين 14 أيار/مايو بداية لمرحلة طويلة من الصراع التي
ستنعكس على مكانة أمريكا في المنطقة والعالم، وستطيح بأحلام إسرائيل وتحاصرها إلى
جانب المطبعين والمتصهينين الذين توقعوا حليفا يعالج عجزهم وافتقارهم للكفاءة،
لمواجهة منافسيهم في المنطقة، في حين أنه يواجه العجز والفشل في مواجهة 6 ملايين
فلسطيني قابعين في أحشائه بين اللحم والعظم، فكيف له أن ينشر جناحيه لمواجهة خصومه
والألم الحقيقي والخطر في أحشائه قابع.
مرحلة جديدة ستنطلق اليوم، وسيتابع العالم بأكمله تطوراتها على
مدى الأشهر القادمة. مرحلة ستكشف معها طبيعة الإدارة الأمريكية المفتقدة للمؤسسية،
والمعتمدة على إدارة مخملية لا ترى العالم إلا بعيون التاجر، أو الثري الذي اعتاد
إبرام الصفقات، وحل المشاكل في حفلات الكوكتيل وقاعات الفنادق الفخمة.
السبيل الأردنية