سياسة دولية

طهران تتشدد وتغلق نهائيا أبواب تعديل اتفاقها النووي

حذر علي أكبر ولايتي مستشار خامنئي الأوربيين أيضا اليوم الخميس من مغبة "تعديل" الاتفاق النووي- أ ف ب
حذر علي أكبر ولايتي مستشار خامنئي الأوربيين أيضا اليوم الخميس من مغبة "تعديل" الاتفاق النووي- أ ف ب

أغلقت طهران نهائيا أية احتمالات من شأنها تليين موقفها الخاص بقبول الطلب الأمريكي إجراء تعديلات وإضافات على الاتفاق النووي، معلنة بصورة واضحة رفضها أية تعديلات جديدة.

 

وقال وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف اليوم الخميس "إن مطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتغيير الاتفاق النووي الذي توصلت إليه طهران مع القوى العالمية في 2015 غير مقبولة"، وذلك مع اقتراب موعد نهائي حدده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقوى العالمية من أجل "إصلاح" الاتفاق.

 

وشدد ظريف على أن الاتفاق النووي لم يكن معاهدة تستلزم توقيع أو تأييد أي جانب، بل هو ملزم للجميع عقب تأييده من قبل مجلس الأمن الدولي.

وذكر ظريف أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت 11 مرة التزام طهران بالتعهدات المترتبة عليها بموجب الاتفاق، متهما الولايات المتحدة بالتنصل من مسؤولياتها "على طول الخط"، بوضعها عراقيل في طريق من يسعون إلى تطوير التعاون التجاري مع إيران.

وقال ترامب إنه سيرفض تجديد إعفاء إيران من العقوبات ما لم يصلح الحلفاء الأوروبيون "العيوب المروعة" في الاتفاق النووي بحلول 12 من أيار/ مايو.

وقال ظريف في رسالة نشرت على يوتيوب: "إيران لن تعيد التفاوض على ما تم الاتفاق عليه قبل سنوات وجرى تنفيذه".

 

وقالت إيران مرارا في تحد للمطالب الغربية إنها لا نية لديها للحد من نفوذها في الشرق الأوسط ولا قدراتها الصاروخية والتي قالت إن طبيعتها دفاعية ولا تتصل بأي شكل بالأنشطة النووية التي يشملها الاتفاق.

وتبقى بريطانيا وفرنسا وألمانيا ملتزمة بالاتفاق كما هو لكن حاليا وفي مساع لإقناع واشنطن بالبقاء فيه تريد بدء محادثات تتعلق بالبرنامج الإيراني للصواريخ الباليستية وعن أنشطتها النووية بعد 2025، عندما تنتهي صلاحية عدد من بنود الاتفاق الحالي الرئيسية، وأيضا عن دورها في أزمات الشرق الأوسط مثل سوريا واليمن.


اقرا أيضا :  أمريكا: إيران كاذبة.. النووي كان أكثر تقدما من وقت التفاوض


وحذر علي أكبر ولايتي مستشار الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الأوربيين أيضا اليوم الخميس من مغبة "تعديل" الاتفاق النووي والذي حدت بموجبه إيران بشدة من أنشطة تخصيب اليورانيوم للمساعدة في تهدئة المخاوف المتعلقة باستخدامه لتصنيع مكونات قنبلة نووية وحصلت في المقابل على تخفيف كبير في العقوبات الدولية المفروضة عليها.

ونقل التلفزيون الرسمي عن ولايتي قوله: "حتى لو حاول حلفاء الولايات المتحدة، خاصة الأوروبيون، تعديل الاتفاق... أحد خياراتنا سيكون الانسحاب منه".

ويسعى الأوروبيون الموقعون على الاتفاق لإقناع ترامب بالإبقاء على الاتفاق، الموقع في عهد سلفه باراك أوباما، ويقولون إنه ضروري لإحباط سباق تسلح يزعزع استقرار الشرق الأوسط وإن إيران ملتزمة بشروطه وهو موقف أيده أيضا تقييم للمخابرات الأمريكية والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال ظريف: "دعوني أوضح الأمر بشكل قاطع ونهائي: نحن لن نعهد بأمننا إلى جهة أخرى، ولن نعيد التفاوض على اتفاق نفذناه بالفعل بنية حسنة أو نضيف إليه".

وفي إشارة لعمل ترامب قبل الرئاسة في مجال العقارات أضاف ظريف: "ولنشرح الأمر بمثال متعلق بالعقارات... عندما تشتري منزلا وتنقل أسرتك فيه أو تهدمه لتبني في موقعه ناطحة سحاب فلا يمكن أن تأتي بعد عامين لتعيد التفاوض على السعر".

وقال ظريف: "يبدو الآن أن... بعض الأوروبيين يقدمون تنازلات أكثر على حسابنا... مثل هذا الاسترضاء (لترامب) يستتبع اتفاقا جديدا سيشمل أمورا قررنا جميعا استبعادها في مستهل مفاوضاتنا".

وقال ظريف في الفيديو متحدثا بالإنجليزية إن الولايات المتحدة "دأبت على انتهاك الاتفاق النووي، لا سيما بتخويف الآخرين لمنع الشركات من العودة إلى إيران".

وما زالت بنوك أوروبية كبرى وشركات تتجنب التعامل مع إيران خشية انتهاك عقوبات أمريكية أخرى مفروضة عليها مما يعرقل جهود إيران لإعادة بناء علاقات تجارية مع الدول واجتذاب الاستثمارات الأجنبية التي يحتاجها اقتصادها.

0
التعليقات (0)