هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تتصاعد يوما بعد يوم وتيرة السخونة السياسية وارتداداتها بملف العلاقات التي باتت مقطوعة بين الرباط وطهران، حيث كشف الناطق باسم الحكومة المغربية مصطفى الخلفي، عما أسماه "امتلاك بلاده أدلة أساسية دفعتها لقطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران".
وقال الخلفي بمؤتمر صحفي بالعاصمة الرباط، اليوم الخميس، إن المغرب يمتلك ثلاثة أدلة أساسية جعلته يقطع العلاقات مع إيران قبل يومين.
وأوضح الخلفي أن الدليل الأول هو "تدريب خبراء عسكريين من حزب الله اللبناني لعناصر البوليساريو على حرب الشوارع وتكوين عناصر كوماندوز"، أما الثاني فهو "إرسال أسلحة ومتفجرات من حزب الله إلى تندوف بالجزائر".
أما الدليل الثالث، فيتعلق "بتورط عضو بالسفارة الإيرانية لدى الجزائر في تنظيم تسهيل ربط الاتصالات واللقاءات بين البوليساريو وحزب الله".
ولفت الناطق باسم الحكومة المغربية إلى أنه قبل اتخاذ قرار قطع العلاقات مع إيران، تمت مواجهة طهران بهذه الأدلة من خلال زيارة وزير الخارجية بوريطة إلى طهران، ولكنها لم تقدم أية أمور لنفي ذلك.
وصرح مصطفى الخلفي أن قرار الرباط لم يخضع لأي سياق دولي، مشددا على أن أي قرار ضد وحدة بلاده، سيكون مكلفا للطرف الذي اتخذه.
اقرا أيضا : الجزائر ترفض إقحامها بالأزمة مع إيران.. وتستدعي سفير المغرب
وفي إطار تداعيات الأزمة أيضا قال مصدر دبلوماسي جزائري لوكالة الأناضول اليوم الخميس إن بلاده تدرس عدة خيارات دبلوماسية تجاه الرباط منها تخفيض التمثيل الدبلوماسي وطرد دبلوماسيين وغلق مقار قنصلية، ردا على ما تعتبره "حملة" مغربية تستهدفها منذ عدة أسابيع.
وأضاف المصدر الدبلوماسي الجزائري أن توصيات أخرى رفعتها الخارجية للرئاسة لاتخاذ قرار بشأنها، من بينها قيام وزير الخارجية عبد القادر مساهل بجولة عربية وغربية لتكذيب تصريحات الرباط بشأن وجود خبراء من "حزب الله" اللبناني في مخيمات اللاجئين الصحراويين في تيندوف الجزائرية.
كما تتضمن أيضا وقف التنسيق الأمني مع المغرب في إطار منظمات أمنية دولية أهمها مجموعة "5+5" التي تضم دولا أوروبية ومغاربية من غرب المتوسط.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن الخارجية الجزائرية رفعت عدة توصيات للرئيس عبد العزيز بوتفليقة تتعلق بالأزمة مع المغرب.
وكان المغرب، أكد في بلاغ عقب قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران أنه "يتفهم حرج الجزائر، وحاجتها للتعبير عن تضامنها مع حلفائها حزب الله وإيران والبوليساريو، ومحاولتها إنكار دورها الخفي في هذه العملية ضد الأمن الوطني للمملكة".
وقطع المغرب مؤخرا علاقاته الدبلوماسية مع إيران، بحجة دعم طهران لجبهة البوليساريو، الأمر الذي نفته سفارة إيران في الجزائر، مؤكدة أنه لا علاقة لها من قريب أو بعيد بنشاط هذه الجبهة.
جدير بالذكر أن الجزائر استدعت مساء الأربعاء السفير المغربي لديها احتجاجا على تصريحات وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الثلاثاء، التي أعلن فيها قطع بلاده علاقاتها مع طهران، مؤكدا أن الرباط لديها معلومات تفيد بإقدام دبلوماسيين بالسفارة الإيرانية لدى الجزائر على تسهيل عملية لقاء قياديين بحزب الله بقياديين من البوليساريو.