صحافة دولية

هل استولت روسيا فعلا على جمهورية أفريقيا الوسطى؟

 الصحيفة قال إن ضباط روسيا تولى مهمة المسؤول الأمني لتدرب حراس رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى- جيتي
الصحيفة قال إن ضباط روسيا تولى مهمة المسؤول الأمني لتدرب حراس رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى- جيتي

نشرت صحيفة "فزغلياد" الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن استياء الصحافة الغربية من مسألة سيطرة المرتزقة الروس على جمهورية أفريقيا الوسطى.


وقالت في تقرير ترجمته "عربي21"، إنه خلال تشرين الأول/أكتوبر سنة 2017، توجه رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، فوستين ارشانج تواديرا، إلى سوتشي، حيث التقى بوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، وناشد روسيا كي تطلب من الأمم المتحدة رفع القيود على توريد الأسلحة والمعدات إلى جمهورية أفريقيا الوسطى، وفقا لما أفادت به التقارير الرسمية.


وأضافت الصحيفة أن رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى طلب من روسيا تزويد ثلاث كتائب محلية بأسلحة روسية، وهو طلب امتثلت له موسكو. وبعد مرور شهر، وافقت الأمم المتحدة على طلب الرفع الجزئي لحظر الأسلحة المفروض على جمهورية أفريقيا الوسطى. 


ونتيجة لذلك، حطّت طائرة إي أل-76 في مطار بانغي في كانون الأول/ يناير الماضي. وفي 31 آذار/ مارس سنة 2018، استضاف تواديرا بشكل رسمي موكبا تابعا لجيش أفريقيا الوسطى كان عناصره يرتدون زي الجيش الروسي، ويحملون أسلحة روسية.


وأشارت الحصيفة إلى أنه في 30 آذار/مارس، ظهر في صفوف الأمن الرئاسي الخاص برئيس جمهورية أفريقيا الوسطى بعض الأفراد الروس.


والجدير بالذكر أن مهمة ضمان الأمن والسلام العام في المناسبات الجماهيرية كانت موكلة إلى الجنود الروانديين التابعين لقوات حفظ السلام. في الأثناء، أصبحت إدارة رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى تؤمن، وبشكل رسمي، بضرورة تواجد القوات الخاصة الروسية لضمان أمن الرئيس، تواديرا.


وأفادت الصحيفة بأن أحد الضباط الروس تولى مهمة المسؤول الأمني، التي تقضي بإدارة عمل مجموعة الحراس الشخصيين لرئيس جمهورية أفريقيا الوسطى.

 

من جهتها، اعتبرت الصحف الفرنسية أن المسؤول الأمني يمثل وسيطا بين جمهورية أفريقيا الوسطى وروسيا في المجالين الدفاعي والاقتصادي.


وذكرت الصحيفة أنه في غضون أسابيع، تخلّى عناصر الجيش الروسي المتواجد على هذه الأراضي عن زيهم العسكري، فضلا عن تجهزهم بأسلحة حديثة، كما أنهم أضحوا يمثلون جزءا بارزا من حياة العاصمة، بانغي.

 

وقد تجاوزت العناصر الروسية القصر الرئاسي لتنتشر داخل الوزارات السيادية، على غرار وزارة الدفاع، وتظهر في الدوريات التي تجوب الشوارع.


ويبلغ عدد الموظفين الروس الرسميين والمتمثلين في المستشارين العسكريين، خمسة ضباط فقط، في حين ينتمي البقية إلى وحدات الشركات العسكرية الخاصة.


وبينت الصحيفة أنه منذ بضع سنوات، غلبت الفوضى على الوضع في جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث عرفت هذه البلاد إبادات جماعية على أسس دينية، لا سيما أنها تعيش توترات دينية وعرقية. 


إلى جانب ذلك، أضحت أراضي جمهورية أفريقيا الوسطى، خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، مستعمرة من قبل ثلاث إمبراطوريات ألا وهي؛ بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وفي إطار محادثات السلام، تم تقاسم أراضي جمهورية أفريقيا الوسطى الحالية بين الإمبراطوريات الرئيسية للعالم.


وأوردت الصحيفة أن الفوضى أصبحت منتشرة بعد استقلال جمهورية أفريقيا الوسطى خلال سنة 1960، وبعد استيلاء جان بيدل بوكاسا، على السلطة إثر عملية انقلاب نفذها في سنة 1966، حيث أعلن نفسه إمبراطورا على البلاد. 


وفي الواقع، كانت سياسة بوكاسا تقوم على الابتزاز، حيث قام بتهديد جميع الأطراف التي تعامل معها على غرار فرنسا، وروسيا، والصين، ورومانيا، ويوغسلافيا، فضلا عن شراء ذمة بعض السياسيين الفرنسيين.


وأوردت الصحيفة أنه في تشرين الثاني/نوفمبر سنة 2013، أرادت فرنسا استرجاع بعضا من سيطرتها على البلاد، حيث بدأت في تنفيذ عملية سنغاريس، ما كبّدها في كانون الأول/ ديسمبر العديد من الخسائر بسبب احتدام المواجهة بين المسلمين والمسيحيين.

 

وقد حاول الفرنسيون تنصيب كاثرين سامبا بانزا رئيسة لجمهورية أفريقيا الوسطى. وقد حثت بانزا الفرنسيين على إدخال المزيد من القوات إلى البلاد، مطالبة بتقديم المساعدات الإنسانية، ومتوعدة بشن حرب ضد المسيحيين.


وفي أيار/ مايو سنة 2014، وبعد بداية جولة جديدة من الإرهاب، وصلت وحدة تابعة للقوات الإستونية قوامها 45 مقاتلا إلى البلاد، إلا أن ذلك لم يساعد في حل النزاع القائم. علاوة على ذلك، بدأت القوات الفرنسية تدريجيا في الانسحاب والانتقال إلى جمهورية الغابون ومالي، ما فتح الطريق أمام الإستونيين، ومن ثم أمام الروس.


وأشارت الصحيفة إلى غياب البيانات والأدلة التي تكشف عن الأطراف المسيطرة على مناجم الألماس وأنابيب اليورانيوم في البلاد.

 

من جهته، لم يدلي تواديرا بأي تصريحات في هذا الشأن، حيث يولي أهمية قصوى لفاعلية الوحدات الروسية المدعوة إلى حماية الحدود، والقضاء على التهديدات التي تتعرض لها الجماعات المسلمة، وفرض الأمن من جديد في جميع أنحاء جمهورية أفريقيا الوسطى.


من هذا المنطلق، لم يطالب تواديرا بدخول القوات الروسية إلى أراضيه، بل اقتصر طلبه على تدريب جنوده على استخدام الأسلحة الروسية التي سُلّمت إليهم. بالإضافة إلى ذلك، أمضى تواديرا اتفاقا مع الموزمبيق يقضي بتسهيل عملية دخول السفن الحربية الروسية.


وفي الختام، نوهت الصحيفة إلى أنه بموجب هذه الاتفاقية، يمكن للسفن الحربية الروسية، وفقا لمخطط مبسط، التوقف في الموانئ الموزمبيقية للصيانة والتزود بالوقود، الأمر الذي يحول هذا البلد إلى قاعدة للبحرية الروسية.

التعليقات (0)