صحافة دولية

اشتباك بين جماعات "المقاومة" بتعز والقذائف تقتل مدنيين

طالب السكان بمحاسبة جميع المسؤولين عن الاشتباكات - جيتي
طالب السكان بمحاسبة جميع المسؤولين عن الاشتباكات - جيتي
نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريرا تحدث فيه عن تصاعد الاشتباكات بين جماعات المقاومة الشعبية وقوات الأمن في مدينة تعز، ما أسفر عن مقتل الكثير من الضحايا المدنيين.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن سكان ثالث أكبر مدينة في اليمن أصبحوا معتادين على أعمال العنف منذ اندلاع الحرب سنة 2015. وخلال هذا الأسبوع، شهدت مدينة تعز تصاعدا في الاشتباكات أثارت مخاوف سكان المدينة، نظرا لوصول القتال بين جماعات المقاومة الشعبية، التي انقلبت ضد بعضها البعض، إلى شوارع الأحياء السكنية.

ونقل الموقع عن أحد المواطنين الذي يدعى أنور سامي، ويعيش في شارع جمال الذي يقع وسط مدينة تعز، قوله إن "العديد من السكان كانوا يخشون مغادرة منازلهم جراء أعمال العنف والقصف العشوائي القادم من قلعة القاهرة، التي تطل على مدينة تعز". وأضاف المصدر ذاته أنه "بينما كان عائدا إلى منزله يوم الاثنين، اندلعت اشتباكات بالقرب منه أدت إلى إصابة بعض المدنيين، لكنه كان محظوظا لأنه تمكن من الهروب".

وذكر الموقع أن جميع المتاجر قد أغلقت، لذلك ينتظر اليمنيون بفارغ الصبر انتهاء الاشتباكات من أجل استئناف حياتهم العادية. وتجدر الإشارة إلى أن سامي لا يغادر منزله إلا لشراء الأغذية الأساسية من أقرب سوق أو للذهاب لعمله كمحاسب في حي الثورة.

وفي هذا السياق، أفاد سامي بأنه "عندما يغادر بيته، يشعر أنه لن يعود مرة أخرى، لذلك يمنع أطفاله من مغادرة المنزل ويتكفل بإحضار كل اللوازم من الخارج". وأردف المصدر ذاته أن "ما يحصل يعد من أخطر الاشتباكات لأنه لا أحد يمكنه تحديد مناطق النزاع، الذي يمكن أن يندلع في أي لحظة ومكان".

وأكد الموقع أن الاشتباكات العنيفة اندلعت، يوم الاثنين، بين كتائب "أبي العباس" التي يقودها القيادي السلفي في تعز، وقوات الأمن المدعومة من قبل الشرطة العسكرية. وقد جاءت هذه الجماعات بعد أن اعتقلت قوات أمن الدولة رجالا يشتبه في قيامهم باغتيال موظف اللجنة الدولية للصليب الأحمر، حنا لحود. وقد قُتل لحود بالرصاص في قرية الضباب، التي تعد المدخل الجنوبي الغربي لمدينة تعز، بينما كان فريق من عمال الإغاثة يغادرون المدينة.

وأشار الموقع إلى أن محافظ تعز، أمين محمود، أصدر تعليمات في اليوم ذاته لقوات الأمن، تأمرهم بشن حملة عسكرية ضد المجموعات "الخارجة عن القانون" في المدينة، بما في ذلك السلفيون، وإعادة المؤسسات العامة إلى الحكومة. وقد انطلقت هذه العملية العسكرية، يوم الاثنين، غير أن القوات الموالية للحكومة انقسمت بين من يدعمون ومن يعارضون قوات الأمن. لذلك، تشير الكثير من التقارير إلى أن الاشتباكات أسفرت عن سقوط العشرات من كلا الجبهتين.

وأفاد الموقع بأن الصراع بين قوات الأمن وقوات المقاومة الشعبية وصل إلى طريق مسدود، نظرا لأن أبا العباس يقود أكبر قوة سلفية داخل المقاومة الشعبية، ولعب دورا رئيسيا في تحرير تعز. وفي الواقع، تسيطر الكتائب الموالية لابي عباس على معظم المناطق في تعز ما يعني أن القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي هي المهيمنة على المدينة، في حين لا يزال المتمردون الحوثيون يحتفظون بأجزاء من المناطق المحيطة بها.

وأكد الموقع أن أبا العباس وقواته كانوا مدعومين، منذ ثلاث سنوات، من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. لكن خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر سنة 2017، تم تصنيفه ضمن الموالين لتنظيم القاعدة والدولة من قبل السعوديين، وحلفائهم الخليجيين، وقطر، والولايات المتحدة.

وفي الوقت الراهن، يسيطر أبو العباس على معظم الطرق الرئيسية داخل تعز، والمؤسسات العامة، من المحاكم والسجون ومراكز الشرطة إلى المدارس والمستشفيات وبعض المنشآت العسكرية، التي تقع غرب تعز. كما عمل المقاتلون الموالون له في المدينة على نشر السلاح، والصواريخ، والدبابات.

ونقل الموقع عن مصدر في قيادة مكتب أمن تعز التابع للحكومة، الذي رفض الكشف عن هويته، أن "أبا العباس وغيره من الجماعات المتطرفة في تعز لديهم محاكمهم وسجونهم الخاصة"، مؤكدا أنهم كانوا دائما يحمون المجرمين، وقد أدى اغتيال لحود إلى تفاقم الوضع بشدة.

وتابع المصدر ذاته أنه "لكل مجرم مجموعة تحميه في تعز، لذلك يجب إخضاع جميع المجرمين للمحاكمة العادلة في المحاكم الرسمية وليس في محاكم الجماعات الخارجة عن القانون". كما دعا المصدر نفسه "سكان تعز إلى دعم الحكومة ضد "العصابات" والتحلي بالصبر حتى تستعيد قوات الأمن المؤسسات العامة". 
التعليقات (0)