فوائد صحية مدهشة للمياه المعدنية الفوَّارة "الغازية"

تحتوي المياه المعدنية على المغنيسيوم والبوتاسيوم والكالسيوم، وهذه المعادن ضرورية لعمل الجسم ووظائفه الحيوية. أما المياه المعدنية الغازية (الفوّارة) فهي مياه طبيعية مضاف إليها غاز ثاني أكسيد الكربون بشكل طبيعي من المصدر أو عبر الكربنة الاصطناعية، وهو ما يميزها عن المياه العادية غير الغازية.

ويقول العديد من خبراء الصحة إن المياه الغازية غير المحلّاة يمكن أن تكون مرطِّبة للجسم مثل المياه العادية تقريبًا، بشرط اختيار الأنواع التي لا تحتوي على سكريات مضافة أو نكهات اصطناعية أو ألوان ومواد حافظة، حتى لا تتحول إلى مشروب غازي ضار شبيه بالصودا التقليدية.

فيما يلي أبرز الفوائد الصحية المحتملة للمياه المعدنية الفوّارة، كما أشار إليها تقرير طبي، مع بعض التوضيحات العلمية:

غنية بالمعادن

اختيارك للمياه الغازية المعدنية يساعد على إضافة مجموعة متنوعة من المعادن إلى نظامك الغذائي اليومي، ما دامت هذه المياه تأتي من مصدر طبيعي وتحتوي بشكل طبيعي على المعادن.

يمكن أن يختلف نوع وكمية المعادن الموجودة فيها بحسب المصدر، لكن غالبًا ما تشمل المعادن الحيوية مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم والكالسيوم، وهي عناصر تلعب دورًا مهمًّا في دعم صحة العظام والعضلات والأعصاب وتنظيم ضغط الدم.

وتشير بعض التقارير إلى أن المعادن الموجودة في المياه المعدنية قد يمتصها الجسم بسهولة نسبيًا، خاصة عندما تُستهلك بانتظام وبكميات معتدلة، إلى جانب نظام غذائي متوازن.

السيطرة على سكر الدم (بحدود معيّنة)

تحتوي بعض أنواع المياه الغازية المعدنية على البيكربونات، وهي مادة موجودة طبيعيًا في الجسم وتساعد في الحفاظ على درجة حموضة متوازنة للدم وسوائل الجسم.

ووجدت دراسات طبية أن استهلاك مياه معدنية غنية بالبيكربونات ضمن نظام غذائي صحي قد يُحسِّن بعض مؤشرات سكر الدم والتمثيل الغذائي للدهون لدى أشخاص يعانون من اضطراب طفيف في هذه القيم، لكن هذه النتائج تبقى «مساندة» ولا تُغني عن الأدوية أو متابعة الطبيب لمرضى السكري أو ما قبل السكري.

لذلك يمكن اعتبار المياه المعدنية الغازية جزءًا مساعدًا من نمط حياة صحي، وليس علاجًا بديلاً لأي مرض.

بديل صحي للمشروبات المضرة

إذا كنت معتادًا على شرب الصودا السكرية أو مشروبات «الدايت»، فإن استبدالها بالمياه المعدنية الفوّارة غير المحلّاة قد يكون خطوة صحية مهمة.

فالمشروبات الغازية التقليدية غالبًا ما تكون محمّلة بالسكر الذي يرفع الإنسولين، أو بالمُحلّيات الصناعية التي تثير حولها تساؤلات صحية عديدة، وقد ربطت دراسات عدة بين الإفراط في تناول هذه المشروبات وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكري من النوع الثاني، والسمنة، ومشكلات صحية مزمنة أخرى.

أما المياه المعدنية الفوّارة غير المحلّاة، فلا تحتوي عادة على سعرات حرارية أو سكر مضاف، وتمنح الإحساس بالانتعاش والفقاعات نفسها تقريبًا، ما يجعلها بديلاً أفضل بكثير لمن يرغب في التقليل من المشروبات الغازية المضرة.

منع الإمساك وعسر الهضم

أظهرت دراسات علمية أن شرب المياه الغازية المعدنية قد يساعد بعض الأشخاص الذين يعانون من الإمساك وعسر الهضم الوظيفي على تحسُّن حركة الأمعاء وتخفيف الشعور بالامتلاء أو الانزعاج بعد الأكل.

في إحدى الدراسات التي أُجريت على أشخاص يعانون من مشكلات هضمية، لوحظ أن شرب المياه الغازية ساعد في تحسين حركة الأمعاء وأعراض عسر الهضم مقارنةً بالمياه العادية، خاصة لدى من يعانون من إمساك مزمن أو بطء في حركة الأمعاء.

هذه النتائج لا تعني أن المياه الغازية علاج وحيد للإمساك، لكنها قد تكون عاملًا مساعدًا ضمن حمية متوازنة غنية بالألياف والخضروات وممارسة النشاط البدني.

تهدئة دوار الحركة

يُعرَف دوار الحركة بأنه شعور بالغثيان والدوخة يحدث عندما تختلف الحركة التي تسجلها الأذن الداخلية عن الحركة التي تراها العين، وهي حالة شائعة تصيب بعض الأشخاص عند السفر بالسيارة أو الطائرة أو القطار أو القارب.

ويجد بعض الأشخاص أن شرب رشفة من المياه الغازية قد يساعدهم في تهدئة الغثيان أو الانزعاج المرتبط بدوار الحركة، خاصة إذا كانت باردة وخالية من السكر. قد يكون ذلك مرتبطًا بتحفيز التجشؤ وتخفيف الإحساس بالامتلاء في المعدة، ما يمنح شعورًا مؤقتًا بالارتياح.

مع ذلك، تبقى الاستجابة فردية؛ فبعض الناس قد لا يشعرون بتحسن، أو قد تزعجهم الفقاعات إذا كانوا يعانون أصلًا من ارتجاع معدي مريئي.

أكثر أماناً من مياه الصنبور في بعض الدول

في عدد من الدول، تمثل جودة مياه الصنبور مشكلة حقيقية بسبب احتمال تلوثها ببعض المواد الكيميائية أو الميكروبات أو بقايا الأنابيب القديمة، وهو ما يجعل الاعتماد على المياه المعدنية الموثوقة خيارًا أكثر أمانًا في نظر كثيرين.

وقد كشفت دراسات في بعض الدول عن وجود مئات المواد الكيميائية أو آثار الملوِّثات في مياه الصنبور، إضافة إلى جزيئات البلاستيك الدقيقة التي عُثر عليها في عينات مياه من دول مختلفة حول العالم.

مع ذلك، لا يمكن تعميم هذه المشكلة على جميع البلدان؛ ففي دول أخرى تخضع مياه الصنبور لرقابة صحية صارمة وتكون آمنة تمامًا للشرب. لذلك يبقى الأهم هو معرفة جودة مياه الصنبور في بلدك، والاعتماد على مصدر موثوق، سواء كان مياهًا معدنية أو مياه شبكة عامة مراقَبة.

يزيد من التنبيه البدني

تحتوي المياه المعدنية الفوّارة على مزيج من المعادن المختلفة، مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم، وهي معادن أساسية لانقباض العضلات وعمل الأعصاب والمحافظة على توازن السوائل في الجسم.

الحصول على ترطيب جيد مع تزويد الجسم بهذه المعادن يمكن أن يساعد في دعم اليقظة البدنية وتقليل الشعور بالتعب الناتج عن الجفاف أو نقص السوائل، خاصة لدى الأشخاص الذين يستبدلون المشروبات السكرية أو المنبّهات الثقيلة بالمياه المعدنية.

ومع ذلك، يجب التذكير بأنها ليست «مشروب طاقة» بالمعنى المتداول، ولا تحتوي عادة على كافيين، بل تعمل أساسًا كوسيلة ترطيب غنية بالمعادن.

يقلل من خطر أمراض القلب (ضمن نمط حياة صحي)

أشار التقرير إلى أن المياه المعدنية لديها القدرة على المساهمة في استقلاب الدهون في الجسم، ما يساعد في خفض الكولسترول الضار (LDL) الذي يمكن أن يتراكم في الشعيرات الدموية ويرفع ضغط الدم ويزيد خطر الإصابة بالنوبات القلبية.

دراسات أخرى بيّنت أن الاستهلاك المنتظم لأنواع معينة من المياه المعدنية الغنية بالبيكربونات والمعادن قد يساعد في خفض الكولسترول الكلي والكولسترول الضار وتحسين بعض مؤشرات سكر الدم، خاصة عندما تُستبدل بها المشروبات السكرية في النظام الغذائي.

لكن هذه الفوائد تبقى جزءًا من «الصورة الكاملة» لنمط الحياة؛ فلا يكفي شرب المياه المعدنية وحده لحماية القلب ما لم يكن ذلك ضمن نظام غذائي متوازن، وممارسة نشاط بدني، والابتعاد عن التدخين، وضبط الضغط والسكر تحت إشراف طبي.

يقلل من الحموضة ومشكلات الهضم عند بعض الناس

يحتوي الماء المعدني في بعض أنواعه على كبريتات وبيكربونات، وهي عناصر يمكن أن تحفّز البنكرياس على إنتاج الإنزيمات الهاضمة مثل الليباز والأميليز، ما قد يساعد في تحسين عملية الهضم وتقليل بعض مشكلات الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ والإمساك الخفيف وتراكم الغازات.

كما يمكن أن تساهم البيكربونات في معادلة جزء من حموضة المعدة أو المحتوى الحمضي في الجهاز الهضمي، وهو ما قد يخفف الإحساس بحرقة المعدة لدى بعض الأشخاص.

مع ذلك، يعاني آخرون من تفاقم أعراض الارتجاع المريئي أو الغازات مع المشروبات الغازية عمومًا، لذا تبقى التجربة فردية، والأفضل مراقبة استجابة الجسم وعدم الإفراط في الكمية.

جيد للبشرة

يحتوي بعض أنواع الماء المعدني على جزيئات السيليكا، وهي مادة ترتبط بدعم تكوين الكولاجين في الجلد، وهو البروتين المسؤول عن مرونته ونضارته.

وتشير أبحاث إلى أن الحصول على قدر كافٍ من السيليكون (أحد صور السيليكا) قد يساعد في الحفاظ على قوة الجلد والشعر والأظافر، وأن تحسّن مستوى الكولاجين قد يساهم في تقليل التجاعيد والبقع الداكنة والبهتان مع الوقت.

لكن دور المياه المعدنية وحدها في تحسين البشرة يبقى محدودًا؛ فهي جزء من نمط حياة صحي يشمل التغذية الجيدة، وشرب كمية كافية من الماء، وحماية الجلد من الشمس، والعناية الموضعية المناسبة.

متى يجب الحذر من شرب المياه المعدنية الفوّارة؟

رغم الفوائد المحتملة للمياه المعدنية الغازية، هناك حالات يُفضَّل فيها الحذر أو استشارة الطبيب قبل الإكثار منها:

الأشخاص الذين يعانون من الانتفاخ المستمر أو متلازمة القولون العصبي قد تزعجهم فقاعات الغاز وتزيد إحساسهم بعدم الراحة.

من يعانون من الارتجاع المعدي المريئي قد يشعرون بزيادة الحرقة مع المشروبات الغازية عمومًا.
بعض أنواع المياه المعدنية تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم، وهو ما قد لا يكون مناسبًا لمرضى ارتفاع ضغط الدم أو بعض أمراض الكلى.

الأنواع المنكّهة أو المحلّاة بالسكر أو المُحلّيات الصناعية قد تفقد كثيرًا من القيمة الصحية، وتقرّبها من المشروبات الغازية العادية.

لذلك يُنصح بقراءة الملصق الغذائي بعناية، واختيار مياه معدنية فوّارة طبيعية، غير محلاة، وبمحتوى معتدل من الصوديوم، وشربها باعتدال إلى جانب الماء العادي، وليس بدلاً عنه بشكل كامل.

في النهاية، يمكن أن تكون المياه المعدنية الفوّارة خيارًا صحيًا ومنعشًا، وبديلًا أفضل من الصودا السكرية، عندما نختار النوع الصحيح ونشربها بوعي واعتدال، وضمن نمط حياة متوازن يحافظ على صحة القلب والجهاز الهضمي والبشرة.