ملفات وتقارير

بعد دوما في الغوطة الشرقية.. أين تتجه حملة النظام السوري؟

النظام حقق انتصارات كبيرة على فصائل المعارضة المتناحرة في سوريا- جيتي
النظام حقق انتصارات كبيرة على فصائل المعارضة المتناحرة في سوريا- جيتي

مع استمرار عمليات النزوح من مدينة دوما في الغوطة الشرقية، ومصير المدينة المؤجل، في ظل عدم التوصل لاتفاق نهائي بين جيش الإسلام من جهة والنظام السوري رورسيا من جهة أخرى، تدور تساؤلات حول الهدف المقبل لحملة النظام ضد المعارضة في سوريا بعد الانتهاء من دوما.

 

ويتوقع النشطاء أن يكون مصير دوما كباقي المدن والبلدات في المنطقة المحاصرة في ريف دمشق، من تهجير جماعي وإجلاء للمقاتلين وعائلاتهم حتى خلو المدينة من المسلحين المعارضين.

وخسرت فصائل المعارضة الرئيسة في سوريا أبرز معاقلها خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، وتعرضت مناطقها للتهجير والنزوح الجماعي والتغيير الديمغرافي، ومنيت بهزائم أفشت بـ"قيامة" الثورة، رغم صمودها منذ 2011.

وباتت المعارضة السورية تسيطر على أقل من 10 في المئة من سوريا، بعد الهزائم المتتالية التي منيت فيها بأبرز معاقلها في حلب وريف دمشق، في حين يتحول معقلها الأساس في إدلب إلى منطقة استقبال النازحين وسط أوضاع إنسانية صعبة للأهالي، ويتم حصر المقاتلين من الفصائل التي غادرت مناطقها بعد الهزيمة في إدلب.

ومناطق المعارضة في سوريا محصورة بـ:

- ريف دمشق: دوما
- مناطق في إدلب
- مناطق في ريف حمص الشمالي مثل الرستن، وتلبيسة، وكفر لاحة.
- مناطق في درعا
- مناطق في ريف حماة الجنوبي
- جنوب دمشق مثل يلدا وببيلا

من جهته، اعتبر الناشط السوري أحمد الطيب في حديثه لـ"عربي21" أن الخطوة المقبلة للنظام السوري ستكون على مرحلتين:

- اتفاقيات: في ريف حماه الجنوبي وحمص الشمالي وجنوب دمشق، مشابهة لما حصل في الغوطة من حصار وقتال خفيف، ثم اتفاق خروج لفصائل المعارضة المسلحة ونزوح للأهالي وتغيير ديموغرافي.

- استفزازات ومفاوضات جديدة: للفصائل والأهالي في الجنوب السوري درعا، وفي الشمال السوري لمحيط إدلب، واستمرار القصف المدفعي والطيران السوري والروسي كمرحلة أولى يراد منها أن تتوج في النهاية لاتفاقيات مشابهة للغوطة.

ولكنه رأى أن أقرب خطوة للنظام السوري بعد دوما، ستكون جنوب دمشق، لا سيما مع تزايد التهديدات الروسية باقتراب انتقال الحملة العسكرية إلى الجنوب بعد الانتهاء من الغوطة الشرقية

اقرأ أيضا: تسخين روسي لبدء معركة جنوب دمشق.. ما الحجة التي تروجها؟

جنوب دمشق

وكان رئيس الهيئة السياسية في "جيش الإسلام"، أعلن في 12 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، التوصل لاتفاق بالإعلان المبدئي لوقف إطلاق النار وخفض التصعيد في جنوب دمشق برعاية مصرية.

وكانت مصادر محلية كشفت لـ"عربي21" الخميس الماضي، عن اجتماع جرى بين ضباط روس ولجنة عسكرية عن فصائل المعارضة السورية في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم في ريف دمشق الجنوبي.

وقالت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، إن وفدا روسيا اجتمع مع فصائل المعارضة السورية في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، بدعوة من الجانب الروسي في منطقة الرهونجي القريبة من البلدات المذكورة، حيث شدد الروس خلال الاجتماع على "حسم ملف جنوب دمشق".

اقرأ أيضا: تفاصيل لقاء جمع الروس بفصائل معارضة جنوب دمشق

من جانبه، قال المحلل العسكري اللواء المتقاعد، الدكتور فايز الدويري، لـ"عربي21"، إنه "لا يمكن معرفة الخطوة المقبلة للنظام السوري بدقة، ولكن المسؤولين الروس يتحدثون عن ريف درعا وريف حمص الشمالي وإدلب، ولكن العمل يجري على مصالحات في مناطق عدة تابعة للمعارضة السورية وأخرى تابعة لتنظيم الدولة كمخيم اليرموك والحجر الأسود، مع استمرار القصف الجوي على إدلب ودرعا".

ولكنه اعتبر أن جنوب دمشق، ربما يكون فعلا الأقرب لكونه هدفا للنظام بعد الغوطة الشرقية، موضحا أنه ينقسم لقسمين، الأول منطقة مخيم اليرموك وحي التقدم والعسالي والحجر الأسود التي تشهد سيطرة لتنظيم الدولة.

أما القسم الثاني، فمنطقة يلدا وببيلا تتبع للجيش الحر، ولكن هذه المنطقة تشهد حديثا عن محاولة مصالحة مع النظام السوري يمكن أن تنجح، أما مناطق تنظيم الدولة، فتوقع الدويري أن يكون هناك قتال مع تفاوض، وفي نهاية المطاف أن يخرج التنظيم كما فعل في المناطق الأخرى.

ريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي

وفي ريفي حمص وحماة عشرات الألوية والفصائل المختلفة، ومؤخرا أعلنت الفصائل تشكيل "القيادة الموحدة للمنطقة الوسطى"، تحسبا منها لأي عمل عسكري للنظام السوري والقوات المساندة له على المنطقة، مع اقتراب حسم ملف الغوطة الشرقية.

ولكن الخبير العسكري الدويري، رأى أن تشكيل القيادة الموحدة في الريفين لا تكفي "لأن المنطقة صغيرة، والجماعات المسلحة أعدادها قليلة، وتسليحها محدود، ولها خمس سنوات محاصرة منذ 2012". 

ولكنه ذهب إلى أن الإعلان عن تشكيل الغرفة الموحدة "أفضل الخيارات المتاحة أمام جماعات المعارضة في حمص وحماة، لأنه ليس أمامهم خيارات سوى المصالحة أو التهجير أو القتال".

اقرأ أيضا: فصائل المعارضة تعلن تشكيل قيادة موحدة بريفي حمص وحماة

مناطق المعارضة في درعا

وفي درعا أيضا، استشعر الأهالي ومجلس محافظة درعا الحرة خطر اقتراب الحملة العسكرية للنظام السوري المنتصر في الغوطة الشرقية إلى مدينتهم، ما دفعهم إلى مناشدة فصائل درعا والقنيطرة بضرورة التحرك نصرة للغوطة، استباقا لأي عمل عسكري مرتقب في الجنوب، إلا أن المعركة باتت بحكم المنتهية هناك.

وأوضح الدكتور عبد الحكيم المصري رئيس "مجلس حوران الثوري"، الذي يضم وجهاء ومثقفين من معظم مناطق درعا الخارجة عن سيطرة النظام، لـ"عربي21" في وقت سابق حقيقة ما يجري، قائلا: "ليس هناك ما يجبر أهالي درعا على المصالحات، لكن استغلال عرابي المصالحات لتغير الخرائط في سوريا والتلويح بأن ما شهدته الغوطة وحلب سيطبق في درعا بحال لم تتم المصالحات هو السبب الحقيقي الذي دفع لظهور تلك الأصوات المحسوبة على النظام أصلا، وبثها لفكرة المصالحة حقنا للدماء، وتجنبا لتعرض المنطقة لحملة مشابهة للحملة التي تعرضت لها الغوطة الشرقية مؤخرا".

وسبق أن نقلت مصادر لـ"عربي21" في درعا، طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن القيادة الروسية هددت مناطق سيطرة المعارضة في ردعا والقنيطرة، ونشرت القناة المركزية لقاعدة حميميم بيانا قالت فيه إن القوات الجوية والبرية الروسية ستدعم التحرك العسكري باتجاه مناطق جنوب سوريا، بعد الانتهاء من محيط العاصمة دمشق.

يأتي ذلك على الرغم من أن هناك اتفاق خفض تصعيد في جنوب سوريا بدأ في التاسع من أيلول /سبتمبر من العام الماضي بضمانة روسية أردنية أمريكية، بعدما عجزت قوات النظام وحلفاؤه عن الوصول إلى معبر نصيب الحدودي، وتكبدوا خسائر في الأرواح والعتاد خلال معركة "الموت ولا المذلة" في حي المنشية والأحياء التابعة لسيطرة المعارضة في درعا، التي استمرت لأكثر من 6 شهور، دون تحقيق النظام أي تقدم ميداني.

اقرأ أيضا: روسيا تخيّر درعا بين "مصالحة النظام" أو مصير أهالي الغوطة

 

 

مناطق النفوذ في سوريا:

 

التعليقات (1)
ناقد لا حاقد
الجمعة، 06-04-2018 07:14 م
فشل الثوار في التوحد هي نقطة النظام القوية