هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بين ابن سلمان وأردوغان بون شاسع،
أما الأول فينطلق بسرعة الصاروخ نحو تحسين وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وموقع إيلاف هو مثال علني لذلك ويبدو ان ما خفي كان أعظم، وقد جاءت تصريحات العاهل السعودي لمجلة ذي أتلانتك الأمريكية هدية لإسرائيل باحتفالاتها بأعيادها، وخيبة أمل جديدة للفلسطينيين والعرب وكل أحرار العالم .
أما الثاني فيتوجه وبالتدريج الواضح نحو الابتعاد بعلاقات بلده العريقة عن دولة إسرائيل وسيدتها أمريكا، ومن محاسن الصدف أن يترافق احتفال إسرائيل بتصريحات ابن سلمان بأحقية إسرائيل بدولة قومية على أرض فلسطين كتنازل مجاني يغيظ كل فلسطيني وعربي حر، لدرجة تشبيهها بوعد بلفور جديد، مع القلق والنعي والبكاء الإسرائيلي المستمر من تزايد الفجوة بينها وبين دولة إقليمية صاعدة بحجم تركيا .
تزايدت في الآونة الأخيرة التقارير التي تؤكد التقارب السعودي الإسرائيلي، والذي لا يمكن أن يأتي إلا على حساب الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، فكيف بدولة عربية هامة بحجم السعودية أن تطور علاقاتها مع دولة ما زالت تمارس كل أساليب القهر والعدوان على الشعب الفلسطيني كاستمرار الاستيطان وقضم الأراضي وقتل المدنيين الفلسطينيين كما حصل في مسيرة العودة قبل ساعات من تصريحات ابن سلمان لمجلة ذي أتلانتك، وتنتهك يوميا حرمة المسجد الأقصى المبارك قبلة المسلمين الأولى؟
قد يعبر هذا التقارب عن الفشل المستمر في السياسة السعودية الداخلية والخارجية بقيادة ابن سلمان، والتي انتقلت بالسعودية من معسكر التعاون أو على الأقل عدم العداء لقوى عربية وإسلامية أصيلة إلى مربع التحالف مع أعداء الأمة ضدها، وقد تمثل ذلك في اعتبار ابن سلمان الحركة الإسلامية الوسطية أي الإخوان المسلمين أحد أطراف مثلث الشر في المنطقة، إضافة إلى إيران والحركات السلفية المتطرفة، والأدهى من ذلك والأمر هو مرور هذه السياسة السعودية الخطيرة (أشداء على الإخوان رحماء على إسرائيل) دون رفض علني واضح من قبل القوى الحية في العالم العربي، أحزابا كانت أو مؤسسات رسمية وغير رسمية .
في مقابل هذا يتعزز التحالف التركي بقيادة أردوغان مع القوى الحية للعرب والمسلمين، الأمر الذي يقلق إسرائيل ويدفع قادتها كما تسيبي ليفني لاعتبار أردوغان مشكلة حقيقية لإسرائيل وتأكيد الوزير يسرائيل كاتس على عداء أردوغان لإسرائيل وتحالفه مع حماس والإخوان المسلمين، ودعوة الوزير أردان لإعادة النظر في العلاقة مع تركيا، وزيادة التحريض في وسائل الإعلام الإسرائيلية والتي كان آخرها تقرير القناة 11 للتلفزيون الإسرائيلي حول تنامي النفوذ التركي في فلسطين والقدس بشكل خاص .
وهكذا فمن الواضح أن فلسطين والقدس لن تتردد وإن أجبرت على إخفاء ذلك لاعتبارات واقع الغابة الأليم الذي تعيشه أمتنا العربية والإسلامية، والذي يتجنى على الضعفاء ويقدس الطغاة من أن تختار بين ابن سلمان وأردوغان وكذلك فعلت إسرائيل .