صحافة دولية

"أ بي ثي": هذا كل ما يعلمه فيسبوك عنك.. وأنت تتجاهله

خسرت فيسبوك عددا لا بأس به من مستخدميها - جيتي
خسرت فيسبوك عددا لا بأس به من مستخدميها - جيتي
نشرت صحيفة "أ بي ثي" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن المعلومات التي يخزنها فيسبوك عن المستخدمين، انطلاقا من المكالمات الصوتية ووصولا إلى الرسائل النصية لهواتف الأندرويد.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن فضيحة تسريب بيانات مستخدمي فيسبوك إلى شركة "كامبريدج أناليتيكا" للاستشارات قد أثارت عدة شكوك في صفوف المستخدمين. فمن ناحية بات رواد هذا الموقع قلقين بشأن انتهاك الشركات التكنولوجية لبياناتهم الشخصية. ومن ناحية أخرى، أثارت هذه الفضيحة تساؤلات عن مدى مسؤولية المستخدم في السماح لفيسبوك بالنفاذ إلى التعليقات، وجهات الاتصال الخاصة به، وجميع التفاصيل المتعلقة بحياته الشخصية.

وبينت الصحيفة أن العديد من الأشخاص باتوا يحذرون من أن فيسبوك يقوم أيضا بحفظ سجل المكالمات الهاتفية والرسائل النصية، بينما تدافع الشركة عما تقوم به طالما أن ذلك كان بموافقة المستخدم. ومن المعروف أن شركة فيسبوك التي تمتلك مليارين و350 مليون مستخدما مسجلا، تجمع البيانات التي يقوم المستخدم بإدخالها يدويا، بما في ذلك عنوان البريد الإلكتروني، والاسم، والصورة، والسيرة الذاتية.

كما تشمل عملية جمع بيانات المستخدمين، المكالمات التي يجرونها عبر التطبيق المتاح على الأجهزة المحمولة لأندرويد، الذي يعد نظام التشغيل الأكثر انتشارا في العالم.

وأضافت الصحيفة أن عملية تعقب فيسبوك للمستخدم قد طالت أيضا قائمة الاتصالات الخاصة به، وأرقام الهواتف، فضلا عن جميع المعلومات المتعلقة بأنشطته. ويعمل فيسبوك على تسجيل جميع المكالمات ومدتها، فضلا عن الرسائل في قواعد البيانات الخاصة به. ونظريا، تمكن عملية تسجيل البيانات هذه الشبكة الاجتماعية من اقتراح الصداقات لإضافتها فيما بعد إلى الملفات الشخصية، بهدف تحسين خوارزمية الاتصال عن طريق خدمة "أشخاص ربما تعرفهم".

وفي شروط الاستخدام يمكن مزامنة سجل المكالمات والرسائل النصية، ويمكن أيضا إلغاء تفعيل هذه الآلية. وقد أكدت مصادر تابعة للشركة أن "هناك شركات أخرى، مثل تويتر أو غوغل، تعمل على جمع معلومات حول التطبيقات التي يقوم المستخدمون بتحميلها على هواتفهم المحمولة من أجل تعميق نماذج أعمالهم، بالاعتماد على بيع الإعلانات عبر الإنترنت".

 وأوضحت الصحيفة أنه بفضل التفاعلات والبيانات التي يتم إدخالها عن طواعية من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تتمكن هذه الشركات من الحصول على معلومات قيمة بشأن المستخدمين. وعادة ما تكون هذه المعلومات المسجلة حول أذواق المستخدمين ومختلف اهتماماتهم، وذلك بهدف تصنيف وتقسيم الإعلانات وعرض الإعلانات حسب الطلب.

وأضافت الصحيفة أن هذا الجدل قد أثير على خلفية تعليقات العديد من المستخدمين عبر الشبكات الاجتماعية، الذين أكدوا أنهم بمجرد تحميل سجل البيانات الشخصية، التي يمكن طلبها من خلال صفحة "التعديلات"، يعثرون على تفاصيل غير معروفة بالنسبة لهم، مثل تاريخ المكالمات وإرسال الرسائل القصيرة.

وأفادت الصحيفة بأن تسجيل هذه البيانات ضروري لقبول الأشخاص الذين يستخدمون الماسنجر وفيسبوك لايت عبر أجهزة أندرويد. وفي بيان نشر على موقعها الرسمي على الإنترنت في أعقاب هذا الجدل، ذكرت مصادر مقربة من الشركة أن "هذه العملية تساعد على العثور على الأشخاص الذين تهتم لأمرهم ويهمك البقاء على اتصال بهم. وإذا كنت لا ترغب في استخدام هذه الخاصية بإمكانك إلغاء تنشيطها وسيتم حذف السجل بأكمله".

وأشارت الصحيفة إلى أن شركة فسبوك أكدت أن تخزين بيانات المستخدمين الشخصية يتم بطريقة آمنة، ولا يتم "بيع" المعلومات لأطراف ثالثة. ووفقا للمنصة، فإن الشكاوى الصادرة في حق الشبكة الاجتماعية بخصوص تسجيل مكالمات الأشخاص وتاريخ إرسال الرسائل النصية دون إذن، هي ادعاءات لا تمت للواقع بصلة. كما تقر الشركة بأن المستخدمين أنفسهم يقبلون بتفعيل هذا الخيار.

وبعد قضية كامبريدج أناليتيكا، تم محاصرة فيسبوك من قبل الهيئات التنظيمية والإدارات الأمريكية والأوروبية، التي عبرت عن شكوكها حول كيفية تعامل هذه الشركة مع بيانات ملايين المستخدمين.

وذكرت الصحيفة أن لجنة الطاقة والتجارة الأمريكية فتحت تحقيقا بشأن الانتهاكات المحتملة للقانون، التي قد تؤدي إلى فرض غرامات بملايين الدولارات ضد الشركة. كما أرسلت هذه اللجنة بيانا إلى مارك زوكربيرغ عبرت فيه عن مخاوفها ومشاغلها حيال هذه المسألة، في انتظار إدلاء زوكربيرغ بشهادته رسميا في جلسة استماع في الكونغرس.

وأشارت الصحيفة إلى أن شركة فيسبوك خسرت خلال السنة الماضية، ولأول مرة في تاريخها منذ فتح "أبوابها الافتراضية" سنة 2004، عددا لا بأس به من المستخدمين. كما يفكر المزيد من المستخدمين اليوم في حذف ملفهم الشخصي من منصة مارك زوكربيرغ، خاصة منذ فضيحة كامبريدج أناليتيكا، على الرغم من أن هذه المهمة ليست سهلة.

 وفي هذا السياق، يمكن العثور على خيار "إلغاء تفعيل" الملف داخل الخانة الخاصة بالإعدادات. ورغم القيام بذلك، سيكون من الضروري المرور عبر عدة مراحل إلى أن يصبح فيسبوك غير مرئي، لكن ذلك لا يعني إزالته بصفة كلية. 

وفي الختام، أكدت الصحيفة أنه في حال كان المستخدم يرغب في قطع علاقته تماما بالفيسبوك يتحتم عليه الانتظار لمدة لا تقل عن 90 يوما حتى تتم إزالة حسابه بصفة دائمة وفعلية.
التعليقات (0)