تعرف على جزيرة النفايات العملاقة التي تطفو في المحيط الهادئ
عربي21 ـ حمزة مثلوثي26-Mar-1803:32 AM
0
شارك
بات واضحا للعيان أن كمية النفايات البلاستيكية تزايدت بشكل لا يمكن تجاهله
نشرت مجلة
"نيوزويك" الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن منطقة القمامة البحرية التي تقع
في منتصف المحيط الهادئ الشمالي، حيث توجد كميات هائلة من النفايات البلاستيكية يبلغ
حجمها ضعف ولاية تكساس الأمريكية. وهي تطفو بحرية مسببة العديد من الكوارث البيئية،
مما يستوجب التدخل العاجل.
وقالت المجلة،
في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن العلماء الذين يضطلعون بدراسة المحيط
الهادئ اكتشفوا احتواءه على أكثر من 76 مليون طن من النفايات البلاستيكية، التي تشكل
ما يشبه مكب نفايات عائم. وتعتبر هذه الأرقام المفزعة أكثر بنحو 16 مرة من التقديرات
السابقة، ما يعني أن كمية النفايات التي تلقى في المحيط الهادئ ترتفع على نحو مطرد.
وأشارت المجلة
إلى توسع الرقعة الجغرافية لهذه النفايات، التي تغطي حوالي 620 ألف ميل مربع من مساحة
المحيط الشاسع، وهو ما يعادل ضعف مساحة ولاية تكساس الأمريكية. ورغم اعتماد العلماء
لوصف "جزيرة أو رقعة من النفايات"، إلا أن هذه المخلفات تبدو أشبه
"بحساء من البلاستيك" في عرض المحيط، نظرا لأنها لا تتحرك ككتلة واحدة وعائمة
من النفايات التي يمكن تبينها على سطح الماء.
وأفادت المجلة
بأن الباحث لوران ليبرتون ومجموعة من الزملاء العاملين في منظمة "ذي أوشن كليناب"،
عملوا على تحديد كمية النفايات الموجودة في المحيط. وقد ضمن هؤلاء العلماء هذه المعطيات
في دراسة نُشرت يوم الخميس الماضي في مجلة "سيانتيفيك ريبورتس". وقد بينت
هذه الدراسة أن هذه الرقعة تحتوي على كمية بلاستيك أكبر من المرات الفارطة، فضلا عن
احتوائها لكمية متزايدة من اللدائن البلاستيكية الدقيقة.
وبينت المجلة
أن دوامة نفايات شمال المحيط الهادئ، هي عبارة عن كتلة ضخمة من البلاستيك والمخلفات
الصلبة وشظايا من مختلفة الأحجام. وتعلق هذه النفايات صعبة التحلل داخل تيارات المحيط
الضخمة ولمدة عقود، لتشكل دوامة هائلة الحجم. وفي هذه الحالة، تتمركز هذه الدوامة في
الجزء الشمالي من المحيط الهادئ، لتطفو المخلفات داخل المياه شبه الاستوائية بين كاليفورنيا
وهاواي.
وأوضحت المجلة
أن فريق الباحثين اعتمد مجموعة من الصور الجوية، بالإضافة إلى بيانات مستخرجة من
652 شبكة جر، للتوصل إلى نتائج أكثر دقة حول ماهية هذه النفايات. وقد اكتشفوا أن البلاستيك
يمثل 99.9 بالمائة من الحطام الذي يجوب المحيط، بينما تشكل شباك الصيد 46 بالمائة من
تركيبة الحطام، في حين تشكل القطع البلاستيكية التي يتجاوز طولها خمسة سنتمترات القسم
الأكبر من هذه النفايات بنسبة تفوق 75 بالمائة.
ولتحري الدقة،
قدمت المجلة تحليلا لمختلف مكونات "حساء المخلفات البلاستيكية" الذي يتبع
تيارات المحيط الهادئ، حيث تطغى الحاويات البلاستيكية والأغطية على تركيبة هذه النفايات،
بالإضافة إلى الحبال والقوارير البلاستيكية. ومن المثير للاهتمام أن تواريخ صنع بعض
المنتجات تعود إلى سبعينيات القرن الماضي.
وأضافت المجلة
أن اللدائن التي يتراوح حجمها بين 0.02 و0.2 إنش تشكل ثمانية بالمائة من إجمالي المخلفات
البلاستيكية في المحيط. ولوهلة لا تبدو هذه النسبة مفزعة، لكن ذلك يمثل 94 بالمائة
من مجموع 1.8 تريليون قطعة بلاستيكية ضمن هذه الرقعة. وحيال هذا الشأن، صرح ليبرتون
إلى موقع "جيزمودو" بأن أغلب النفايات الموجودة حاليا قابلة للتفتت والتحول
إلى جسيمات بلاستيكية متناهية الصغر.
وأشارت المجلة
إلى مدى خطورة هذه الحقائق التي اكتشفها العلماء وتأثيرها المدمر على الحياة البحرية.
فقد تجد هذه الجسيمات موضعا لها داخل السلسلة الغذائية للأسماك، التي ينتهي بها المطاف
في طعام الإنسان ظنا منه أنها صالحة للأكل. وإن لم يكن ذلك كافيا، فإن هذه الأسماك
هي غذاء لأسماك أخرى؛ وبتواصل هذه السلسلة الغذائية ستتسع رقعة الكائنات المتضررة بسبب
النفايات البلاستيكية.
ونوهت المجلة إلى أنه بات واضحا للعيان أن كمية النفايات البلاستيكية تزايدت بشكل لا يمكن تجاهله، حيث إن نتائج البحث التي توصل إليها العلماء تثبت مدى تضرر المحيطات بشكل كبير بسبب دوامة
النفايات الضخمة التي لا تتوقف عن الدوران. ولعل كارثة تسونامي توهوكو في اليابان خير
دليل على مدى تأزم الوضع.
وبناء على المعطيات
المذكورة آنفا، شدد ليبرتون على ضرورة تكاثف الجهود الفردية والدولية من أجل وضع حد
لهذه الدوامة، ووقف تضخم كمية النفايات يوما بعد يوم. وأفاد الباحث بأننا مسؤولون بشكل
أو بآخر عن تفاقم هذه الكارثة البيئية، لذلك من الضروري اللجوء إلى الحلول البديلة
لتعويض البلاستيك. ثم يجب علينا العمل على الحد من تنامي حجم دوامة النفايات البلاستيكية،
من خلال اعتماد منهج "خفض الاستهلاك، وإعادة الاستعمال، وإعادة التدوير".