هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال مستشرق إسرائيلي بصحيفة يديعوت أحرونوت، إن الانتخابات الرئاسية التي ستحصل اليوم في مصر تتزامن مع نجاح الرئيس عبد الفتاح السيسي بالقيام بقمع شامل للمعارضة في بلاده بصورة غير مسبوقة، مستفيدا من الدروس التي أسفرت عنها ثورة 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك.
وأضاف
البروفيسور إيلي فودة في مقاله الذي ترجمته "عربي21" أننا لسنا بصدد انتخابات حرة، وإنما أشبه ما يكون باستفتاء عام أعد خصيصا لمنح
السيسي فترة رئاسية جديدة، بعد أن أقصى جميع المرشحين الذين كانوا يمثلون لفرص
نجاحه تهديدا جادا حقيقيا مثل رئيس الوزراء الأسبق أحمد شفيق، ورئيس الأركان
السابق سامي عنان.
وأشار
فودة، أستاذ الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية بالجامعة العبرية، أن المعارضة
المصرية التي دعت لمقاطعة الانتخابات واجهت حملة دعائية قاسية من أنصار السيسي،
وصفتها بالخيانة، حتى إن المؤسسة الدينية في مصر انضمت للجوقة الرسمية، وهكذا فإن
النتائج المتوقعة للانتخابات الرئاسية تفسير طبيعي للقمع الذي واجهته المعارضة من
نظام السيسي خلال السنوات الأربع الماضية.
وأوضح
أن السيسي يذهب للحصول على ثقة المصريين من جديد، لكنه لم ينجح خلال سنوات حكمه بإيجاد
حلول للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي أخرجت المصريين للشوارع قبل سبع سنوات،
كما أن تعامله مع المجموعات المسلحة في سيناء لم تحقق نجاحات جادة، في حين أن
ممارسات القمع والاضطهاد ضد المعارضة الإسلامية والعلمانية على حد سواء، تفوقت
عما كانت في زمن مبارك.
تسافي مزال السفير الإسرائيلي الأسبق في مصر قال، إن الانتخابات الرئاسية المصرية باتت محسومة، فالسيسي سيفوز بسهولة، ومع ذلك فإن نظامه يمارس ضغوطا ثقيلة على وسائل الإعلام المستقلة والناقدة مما أسفر عن تدهور خطير في مستوى حرية الرأي والتعبير، وتمثل في ظاهرة اعتقال الصحفيين بزعم تعريضهم أمن الدولة للخطر.
وأضاف
في مقاله الذي نشره موقع المعهد الأورشليمي للشؤون العامة والدولة، وترجمته "عربي21" أن المنظومة الرسمية في الدولة أقامت
خطا ساخنا للمصريين للإبلاغ عن أي تقرير صحفي قد يمس بأمن الدولة، فيما حذر السيسي
في الأسابيع الأخيرة وسائل الإعلام من نشر ما وصفها أكاذيب تشوه صورة قوات الأمن، وتضر
بالمصالح القومية للبلاد، معتبرا القيام بنشر هذه التقارير خيانة وطنية.
آساف غيبور الخبير الإسرائيلي بالشؤون العربية سافر إلى مصر لتغطية العملية الانتخابية من وسط القاهرة، وقال إن النتيجة السهلة المتوقعة لفوز السيسي بولاية ثانية كانت تتطلب من البرلمان أن يمدد له أفضل من إنفاق الملايين على حملة انتخابية معروفة نتائجها سلفا.
وأضاف
في مقاله بصحيفة مكور ريشون، وترجمته "عربي21" أن من يتجول بشوارع القاهرة، يرى صور السيسي تطل عليه من كل جانب، مع العلم أن الانتخابات
الرئاسية المصرية لا يمكن وصفها بالعملية الديمقراطية.
وختم
بالقول: الوضع الاقتصادي السيء لمصر أحد أهم التحديات التي يواجهها السيسي، رغم
إعلانه في بداية ولايته الرئاسية السابقة البدء بسلسلة إصلاحات عاجلة لإنعاش الوضع
الاقتصادي المتهالك، دون جدوى.