هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "إنترناسيونال" الإيطالية تقريرا سلطت من خلاله الضوء عن الخطوات التي ستتبعها تركيا بعد عملية غصن الزيتون في سوريا، بعد نجاح عملياتها العسكرية ضد الأكراد.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن تركيا كسبت الرهان عبر تدخلها في سوريا، بعد أن كللت العمليات العسكرية التي قادتها ضد الأكراد بالنجاح. وتمكنت تركيا كذلك من السيطرة على الجيوب التي كانت بحوزة الأكراد، بحصيلة خسائر منخفضة في صفوف الجيش، مع الحرص على عدم إلحاق أي أضرار بالمدنيين.
اقرأ أيضا: دخول عفرين يعزز الحضور التركي بسوريا ويخدم المعارضة المنهكة
وأشارت الصحيفة إلى أن عملية غصن الزيتون حظيت بموافقة وتأييد الشعب التركي. وفي الواقع، يشبه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في هذه النقطة، نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الذي ارتفع عدد مؤيديه عندما نجح في استعادة شبه جزيرة القرم. فقد فسحت عملية غصن الزيتون المجال للرئيس التركي لإعادة تشكيل المشهد السياسي في تركيا لصالحه.
وتمكن رجب طيب أردوغان من تعزيز تحالفه مع حزب الحركة القومية اليميني، وعمل حزب الشعب الجمهوري على تغيير توجهاته والتخلي عن حزب الشعوب الديمقراطي، الذي يدعم الأكراد، خوفا من أن يتهم بدعم الإرهاب.
وذكرت الصحيفة أنه بتاريخ 16 آذار/ مارس، وافق البرلمان التركي على مشروع قانون يسمح بعقد تحالفات انتخابية بين الأحزاب السياسية في البلاد، لخوض الانتخابات العامة المقبلة. ويعد كل من حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية المستفيدين الوحيدين من هذا القانون. ومن هذا المنطلق، يمكن الجزم بأن الرئيس التركي لن يتراجع عن قراره بخصوص محاربة الأكراد.
وأضافت الصحيفة أن الرئيس التركي سيركز على محاربة الأكراد، ومن المنتظر أن يسعى بعد عملية غصن الزيتون إلى استهداف وطرد الأقليات الكردية من الحدود التركية، جنبا إلى جنب مع كل من سوريا والعراق. ومن المتوقع أن تكون منبج الخطوة التالية في المخطط التركي، إلا أن ذلك من شأنه أن يتسبب في صدام بين واشنطن وأنقرة. ومن جهتها، أقرت واشنطن بدعمها لوحدات حماية الشعب الكردية، مؤكدة أنها لن تنسحب من المنطقة.
وعلى الرغم من الزيارة التي قام وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، لأنقرة في 16 شباط / فبراير كانت تهدف إلى تحسين العلاقات الثنائية مع تركيا والتفاوض بشأن عملية عفرين، إلا أن العلاقات التركية الأمريكية لا تزال متوترة. وبعد إقالة ترامب لوزير الخارجية، بات من الصعب التنبؤ بموقف البيت الأبيض في حال شن أردوغان هجوما يستهدف منبج.
وأكدت الصحيفة أنه من المستبعد أن تنسحب تركيا من المناطق التي أصبحت خاضعة لسيطرتها بعد النصر الذي حققته في عفرين. كما ساهمت عملية غصن الزيتون من تعزيز التواجد العسكري التركي في إدلب، التي لا تزال إلى حد الآن تحت سيطرة المعارضة السورية. وقد تمكنت أنقرة من إنشاء مراكز مراقبة في إدلب لضمان استقرارها والتصدي لأي خطر يمكن أن يهددها من القوات الموالية للنظام.
اقرأ أيضا: أردوغان لـ"ترامب وبوتين": لن نتراجع عن خطواتنا في سوريا
وأوضحت الصحيفة أن عملية غصن الزيتون مكنت أنقرة من الناحية النظرية، من التخطيط لبسط نفوذها على المناطق التي تمتد من نهر العاصي إلى نهر الفرات. إلى جانب ذلك، تدرس تركيا تواجد هيئة تحرير الشام في إدلب، وتعمل على إيجاد استراتيجية واضحة للتعامل معها. ومؤخرا، تحاول الحكومة التركية إعادة عدد من اللاجئين السوريين إلى منطقة الباب.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على خلفية التقدم الذي أحرزته القوات التركية في عفرين، أصبحت تركيا تطمح إلى إعادة تشكيل التركيبة السكانية في المناطق التي تسيطر عليها.