تغوص ماما هسريا يوميا في نهر في وسط إندونيسيا، وتسبح عكس التيار، ساحبة معها 200 قارورة للوصول إلى حيث يمكن ملؤها بالمياه العذبة، وبيعها لسكان قريتها.
تحت شمس حارقة قرب خط الاستواء، تقطع هذه السيدة البالغة 46 عاما مسافة أربعة كيلومترات في المياه الموحلة لنهر ماندار، لتصل إلى آبار المياه العذبة على ضفاف النهر، في سولاويسي شرق بورنيو.
وهناك، تملأ القوارير بالمياه الصالحة للشرب، بعدما نقّتها التربة أثناء تسرّبها إلى باطن الأرض.
تتقاضى هاسريا 500 روبية (ثلاثة سنتات من اليورو) عن كلّ قارورة، وهي واحدة من
نساء يؤمن عملهن اليومي
مياه الشرب لخمسة آلاف و800 عائلة في منطقة تينامبونغ، فهناك، يعاني السكان منذ سنوات من صعوبة الحصول على مياه الشرب.
وتقول هاسريا: "علينا أن نجلب الماء من البئر للشرب والطبخ. أما الماء المتوافر في القرية، فلا يستخدم سوى في الاستحمام والغسيل".
وهذه المنطقة ليست وحدها في إندونيسيا التي تعاني من هذه الأزمة بسبب المشكلات البيئية، لا سيما التلوّث.