هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية تقريرا، أكدت فيها خطورة رهان السعودية والإمارات على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره ومستشاره جاريد كوشنر، ودعمهما لسياسة البلدين.
وقالت الصحيفة إن كلا من المملكة العربية السعودية وحليفتها ذات الأهمية المتزايدة، الإمارات العربية المتحدة، لم تتمتع بمثل هذه العلاقة الوثيقة التي تمتلكها مع ترامب مع أي رئيس أمريكي سابق.
وأشارت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21" إلى أن التحدي الأكبر الذي تواجهه الدولتان هو عدم ارتداد علاقتهما القوية مع ترامب عليهما بشكل سلبي لاحقا، وألّا تسبب لهما مشاكل مع السياسة الأمريكية الداخلية.
وقال معد تقرير الصحيفة، ياروسلاف تروفيموف، إن الارتداد بدأت تظهر مؤشراته عبر وجود حراك في الكونجرس من قبل الديمقراطيين وبعض الجمهورين، على إصدار قرار يوقف دعم المؤسسات العسكرية الأمريكية للسعودية في حربها باليمن.
وكشفت الصحيفة أن الروابط الوثيقة التي تقيمها الإمارات والمملكة العربية السعودية مع صهر ترامب، جاريد كوشنر، هو موضوع حساس، خصوصا في الوقت الذي يبحث فيه المحقق الخاص روبرت مولر في ملفات كوشنر وغيره من مسؤولي حملة ترامب وتأثير المانحين على الانتخابات الرئاسية.
وكانت أول وجهة خارجية للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، هي المملكة العربية السعودية، بعد تقلده الحكم في أمريكا.
ومنذ ذلك الحين، عزز الأمير محمد سلطته، وأطاح بولي العهد السابق، وأقام نفسه حاكما للمملكة يوما بعد يوم. وتهدف زيارة ابن سلمان الحالية للولايات المتحدة، وهي الأولى له بصفته وليا للعهد، إلى تعميق هذه العلاقات مع إدارة ترامب، وترويج المملكة العربية السعودية في أوساط مجتمع الأعمال الأمريكي.
وقال أندرو بوين، المتخصص في الشؤون الخليجية في معهد أميركان إنتربرايز، إن "العلاقة السعودية مع البيت الأبيض لم تكن بمثل هذه القوة من قبل، لكن العلاقة بشكل عام مع الولايات المتحدة ومؤسساتها العريقة ليست قوية على أرض الواقع.
وأضاف: "لقد وضعوا كل بيضهم في سلة ترامب- جاريد (...) إنها استراتيجية محفوفة بالمخاطر حقا. لقد أصبحت علاقتهم بالولايات المتحدة شديدة الحراك، ومن خلال لعبهم بالسياسات الداخلية، فإنهم يتعرضون لخطر التعرض للإحراق من قبل الإدارة القادمة".
وقالت الصحيفة إن أحد الأسباب التي جعلت الزعماء السعوديين والإماراتيين متحمسين جدا لإدارة ترامب هي المرارة التي ما زالوا يشعرون بها تجاه رئاسة أوباما. وأشارت إلى تجاهل كل من الرياض وأبو ظبي، في الوقت الذي استرضى فيه عدوهما "الفظيع" إيران.
وقد صرح المسؤولون السعوديون والإماراتيون أنهم يهدفون إلى تعزيز العلاقات عبر الطيف السياسي في واشنطن. وكجزء من جولته الأمريكية، من المقرر أن يجتمع الأمير محمد مع قادة الكونغرس من كلا الجانبين.
وأوردت الصحيفة قول علي شهابي، رئيس المؤسسة العربية، وهي مؤسسة فكرية مقرها في واشنطن تحظى بمكان خاصة لدى الحكومة السعودية، الذي جاء فيه إنه "يتم بذل جهد كبير من أجل ملاقاة كبار الشخصيات الديمقراطية. لكن في نهاية المطاف، يعد ترامب الرئيس الذي يجب التودد له".
ونقلت الصحيفة عن يوسف العتيبة، سفير الإمارات في واشنطن، قوله إنه "يقف وراء قوة علاقة بلاده بإدارة دونالد ترامب، توافق في الآراء حول قضايا السياسة الخارجية والتطرف". وأكد أنه يعني بالتطرف "كل الطيف الواسع من جماعة الإخوان المسلمين وصولا إلى تنظيم الدولة".
وواصل أنه "يتم العمل الآن مع إدارة ترامب، التي تحاول جاهدة خفض النفوذ الإيراني في المنطقة. ويعد هذا الجانب أولوية بالنسبة لدولته. وتتفق الجهتان حول التهديد الذي تشكله إيران، ليس فقط على دول الخليج، بل على الولايات المتحدة، وإسرائيل، والاستقرار ككل".
وأكدت الصحيفة أن معارضة إدارة أوباما في التصدي لإيران، دفعت إسرائيل، إلى التدخل في السياسة الأمريكية الداخلية. في المقابل، قد يضعف هذا التحرك دعم الحزبين التقليدي لإسرائيل.
وأفادت الصحيفة بأن جيرالد فييرشتاين، السفير الأمريكي سابقا في اليمن، ومدير شؤون الخليج في معهد الشرق الأوسط قال إنه "فيما يتعلق بالعلاقة مع الولايات المتحدة، لا توجد دولة قادرة على مقارنة وضعها بوضع إسرائيل. وليس من الحكمة أن لا تحافظ أي حكومة أجنبية على علاقات متوازنة على الجانبين في واشنطن".
وأوضحت الصحيفة أن الإمارات العربية المتحدة أدركت أنها في حاجة إلى إقامة مثل هذه العلاقات بين الحزبين خلال سنة 2006. وكان ذلك عندما واجهت ردة فعل غير متوقعة من الكونغرس، عند رغبة شركة موانئ "دي بي العالمية" في دبي امتلاك ستة موانئ أمريكية.
أما بالنسبة للمملكة العربية السعودية، فقد واجهت نكسة كبيرة في واشنطن منذ زمن ليس ببعيد خلال سنة 2016. وحدث ذلك عندما تجاوز الكونغرس النقض الرئاسي، وأقر قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب، أو ما يعرف بقانون جاستا، الذي قد يسمح لضحايا هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001 بمقاضاة المملكة العربية السعودية في المحاكم الأمريكية.
وفي الختام، نقلت الصحيفة عن أندرو إكسوم، الذي عمل نائبا لمساعد وزير الدفاع لشؤون سياسة الشرق الأوسط في إدارة أوباما، قوله إن "السعوديين يدركون، بعد قرار جاستا، أن لديهم مشكلة لا يمكن حلها بعد أربع سنوات من حكم ترامب. وبناء على ذلك، يبدو أن السعوديين قلقون تجاه تقربهم من إدارة ترامب، وحريصين على إقامة علاقات طيبة مع ديمقراطيي الكونغرس الرئيسيين".