عقد رئيس مركز المصالحة الروسي الأدميرال "كوليت
فاديم" اجتماعا مع أعضاء لجنة المصالحة الوطنية في المنطقة الجنوبية في مبنى
المحافظة بمدينة
درعا قبل أيام، وهدد بنقل العمليات العسكرية إلى المنطقة الجنوبية
بعد إنهاء ملف
الغوطة الشرقية، بهدف استعادة السيطرة على الأجزاء الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وطالب فاديم الحاضرين بايصال رسائل شديدة
اللهجة لفصائل الجيش الحر في درعا لتسوية أوضاعهم وتسليم سلاحهم قبل أن يتقرر
الهجوم العسكري على المنطقة.
بينما نشرت القناة المركزية لقاعدة حميميم
بيانا جاء فيه :"لا نعتقد أن التنظيمات المتمردة جنوب سوريا لديها الجرأة
الكافية لاتخاذ قرار بمهاجمة مواقع القوات الحكومية تنفيذاً لتهديداتها، هذه
المنطقة تخضع لاتفاقية
خفض التصعيد ومن غير المقبول انتهاكها تحت أي ذريعة".
بدوره، قال أبو بكر الحسن الناطق باسم
"جيش الثورة" أكبر فصائل الجبهة الجنوبية لـ"عربي21": إن
انهيار قرار خفض التصعيد في الجنوب السوري مرتبط باستمرار العملبات العسكرية في
الغوطة الشرقية، ولن يقف ثوار درعا مكتوفي الأيدي أمام حرب الإبادة التي تشنها
قوات النظام مدعومة بالمقاتلات الحربية الروسية.
وأردف الحسن: "خرقت قوات النظام قرار خفض
التصعيد عشرات المرات خلال الأسبوع الماضي، ما استدعى قيام فصائل الجيش الحر بالرد
على تلك الخروقات، وقصف عدد من مراكز قوات النظام، وسيستمر استهداف مواقع قوات
الأسد حتى وقف القصف عن الغوطة الشرقية، وثوار حوران مستعدين لكل احتمالات التصعيد
العسكري في المنطقة".
وتداول نشطاء رسالة من السفارة الأمريكية بعمان
إلى فصائل الجيش الحر في المنطقة الجنوبية مفادها، "يجب احترام قرار خفض
التصعيد كي لا نعطي أي مبرر لنظام الأسد ان يتمدد إلى أراضي حوران والقنيطرة ويقتل
الشعب السوري مجددا، نحن نتعهد أن نعمل ما بوسعنا للضغط على النظام لوقف عملياته
الإجرامية بحق المدنيين السوريين، ونعمل أن تنتهي هذه المأساة بأسرع وقت".
بينما قام مجلس حوران الثوري وعدد من الفعاليات
المدنية بتنظيم مظاهرات وقفات احتجاجية بمدن وبلدات درعا تضامنا مع مأساة الغوطة
الشرقية، ودعا رئيسه الدكتور عبد الحكيم المصري إلى أن يكون قيام الثوار بعمل
عسكري جنوب سوريا مدروسا ومنظما في حال استمرت تلك الحملة، وطالب أعضاء هيئة
التفاوض إلى تقديم استقالتهم كون ما يجري في الغوطة ينسف أي مسار محتمل للمفاوضات،
ويؤكد على عدم جدية النظام وروسيا للتوصل لحل سياسي قريب.
يذكر أن فصائل الجيش الحر في الجنوب السوري شنت
حملة قصف بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة على مواقع النظام في مدينة درعا وازرع
وخربة غزالة، ومدينة البعث في محافظة القنيطرة، كرد على قيام قوات الأسد بقصف
الأحياء السكنية في مدينتي درعا وداعل وبلدة الكرك الشرق، ما أدى لسقوط عدد من
الجرحى مساء الجمعة 24 شباط / فبراير الحالي.