هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "لي أوكي ديلا غويرا" الإيطالية تقريرا عرضت فيه أبرز الأسباب التي جعلت الأسد مصرا على استهداف الغوطة الشرقية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الغوطة الشرقية تعد من أكثر المناطق التي تضررت من الهجمات التي يشنها نظام الأسد، الذي ما انفك يستهدف المدن الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية. وفي الواقع، لم يلحق النظام السوري أضرارا بالغة بدمشق بالمقارنة مع الدمار الذي شمل محافظة حلب. وعلى خلاف بقية المحافظات السورية، إن أكبر مشكلة تعاني منها دمشق هي الأزمة الاقتصادية.
وأشارت الصحيفة إلى أن نظام الأسد يشن هجمات عشوائية على منطقة الغوطة الشرقية التي تمتد من ضواحي الشرقية للعاصمة، فضلا عن أنها تضم مدنا هامة مثل دوما وحرستا، إلى جانب مناطق ريفية شاسعة. ويعزى سبب تتالي الغارات على هذه المنطقة إلى أنها تعد من بين معاقل المعارضة السورية مما جعلها هدفا لصواريخ الأسد.
وذكرت الصحيفة أنه من المستبعد أن تنتهج قوات النمر سياسة الاحتواء بشأن المعارضة. وفي الآونة الأخيرة، تداولت بعض مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لقوات النمر شريط فيديو يظهر وصول تعزيزات من الأسلحة للقوات الموالية لدمشق إلى الغوطة الشرقية. ويمكن الجزم أن قوات النمر على وشك شن المزيد من الهجمات على المدينة، مع العلم أن هذه القوات خاضت سابقا معارك حاسمة ضد جبهة النصرة وتنظيم الدولة.
وأكدت الصحيفة على أهمية الغوطة الشرقية بالنسبة لنظام الأسد، الذي يسعى لاسترجاعها في أسرع وقت ممكن؛ نظرا لأنها تضم شبكة من المخابئ ومخازن الأسلحة والذخائر وهو ما يبرر تحصن المعارضة بالمدينة وهي محاصرة. وعلى الرغم من الحصار الذي فرضه النظام السوري لسنوات على معاقل المعارضة، لا تزال الغوطة الشرقية صامدة.
وأفادت الصحيفة بأن الغوطة الشرقية تعد شوكة في حلق النظام السوري لأنها باتت تشكل خطرا على العاصمة دمشق، ويعزى ذلك إلى قربها من المباني التابعة للحكومة. ومؤخرا، يستعد الجيش السوري لخوض معارك حاسمة ضد قوات المعارضة، التي أصبحت تمثل تهديدا مباشرا للمدينة الأكثر أهمية بالنسبة للنظام.
وأوردت الصحيفة أن قوات المعارضة قد تمكنت خلال سنة 2012 من فرض سيطرتها على عدد من أحياء العاصمة السورية، إلا أن قوات النظام استعادتها بعد فترة وجيزة كان قبلها النظام السوري على وشك الانهزام. على إثر ذلك، تراجعت الفصائل المعارضة إلى أحياء الواقعة في أطراف وقرى وبلدات الغوطة الشرقية.
ونوهت الصحيفة بأنه خلال الفترة الممتدة بين سنة 2013 وسنة 2017 تمكنت قوات النظام من فرض سيطرتها على العديد من المناطق ولم يبق أمامها سوى الغوطة الشرقية. وفي إطار استعادة السيطرة الكاملة على جميع المحافظات السورية، كلفت قوات النمر بمهمة استرجاع آخر معقل تابع للمعارضة.
وأوضحت الصحيفة أن المدينة تعرضت لحصار محكم مما تسبب في اندلاع أزمة إنسانية. وتجدر الإشارة إلى أنه سنة 2013 تحول حي جوبر إلى جبهة قتال ساخنة، باعتباره نقطة إستراتيجية قريبة من العاصمة وبوابة للغوطة. وفي تلك الأثناء، قصف النظام السوري مواقع المعارضة بالأسلحة الكيميائية، ما أسفر عن مقتل وجرح العديد من المدنيين. وردا على هذه الغارات، شن الرئيس الأمريكي هجمات استهدفت مواقع تابعة للنظام السوري.
وفي الختام، أكدت الصحيفة أن الدافع الرئيسي وراء إصرار النظام السوري على استهداف الغوطة الشرقية يتمثل في سعيه لضمان أمن دمشق. وخلال الفترة الأخيرة، استهدف الأسد مدينتي حرستا ودوما المحاصرتين في الغوطة الشرقية، بقذائف تحمل غازات سامة راح ضحيتها المدنيون، كما ألحقت دمارا شاملا بحي جوبر.