هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال ميخال هراري الكاتب الإسرائيلي بصحيفة معاريف، إن إسرائيل مطالبة بتوثيق علاقاتها مع قبرص في ضوء المصالح المتبادلة بينهما، لاسيما أن المسافة بينهما لا تكاد تذكر، موضحا أنه بعد إجراء الانتخابات الرئاسية في لارناكا، ربما تفتح نافذة من الفرص لتعميق العلاقات الثنائية.
وأضاف
هراري، وهو السفير الإسرائيلي السابق في قبرص بين عامي 2010-2015، أن شبكة
الاتصالات بين الدولتين توثقت كثيرا في السنوات الأخيرة، واللافت أن تقوية
العلاقات الثنائية تحظى بشبه إجماع في الحلبة السياسية القبرصية، بما فيها الرأي
العام القبرصي الذي يبدو مرحبا بتطوير هذه العلاقات مع إسرائيل.
وأكد
في مقاله الذي ترجمته "عربي21" أن ذلك ظهر جليا في
المناظرات التلفزيونية الأخيرة خلال الحملات الانتخابية بين المرشحين القبارصة،
حيث تحدث الرئيس الحالي المنتخب لولاية جديدة نيكوس أناستاسيادس، أن هذه العلاقات
شهدت في ولايته السابقة انتعاشا غير مسبوق، ووصلت ذروتها، حتى إن منافسه في
المناظرة انتقده لأنه لم يقم بما فيه الكفاية للوصول بها لمراحل متقدمة أكثر.
وأوضح
هراري، وهو عضو مجلس الخبراء بمعهد ميتافيم الإسرائيلي للسياسات الخارجية والإقليمية،
أن علاقات قبرص وإسرائيل تتركز بالكثير من القواسم المشتركة، وتقوم على مصالح ثنائية
متبادلة سياسية واستراتيجية، نابعة من التغيرات المتلاحقة بالمنطقة، واكتشاف الغاز
الطبيعي في شرق حوض البحر المتوسط.
وفي
حين ساهم تراجع وبرود العلاقات التركية الإسرائيلية منذ عام 2010 بدور كبير في
الدفع بالعلاقات القبرصية الإسرائيلية إلى الأمام، فإنه من المفارقة القول إن هذه
العلاقات اكتسبت زخما عقب تجديد أنقرة وتل أبيب مصالحتها السياسية في العامين
الأخيرين، وهو دليل على قدرة إسرائيل على إدارة علاقاتها الخارجية حتى بين
الأعداء، في ظل سوء علاقات تركيا وقبرص.
وختم
بالقول: التقارب الجغرافي والتاريخ المتشابه بين إسرائيل وقبرص ساعدهما بتقارب
العلاقات بينهما، كما أن مستوى ثقتهما المتبادلة رفع من حجم السياحة الإسرائيلية إلى
قبرص بما يصل 160 ألفا في 2017، مقابل عشرة آلاف قبل ثماني سنوات.
وطالما
أن قبرص دولة صديقة لإسرائيل، وقريبة جدا منها، فإنه يمكن النظر لتطوير العلاقة
معها على أنها مسالة حيوية لهما معا، ومرشحة للمزيد من الارتقاء فيها بعد انتهاء
الانتخابات الرئاسية.