حمية الغلوتين.. ضرورة صحية أم "موضة"؟

يتبع الأشخاص المصابون بحساسية الغلوتين حمية خاصة، بحيث يمتنعون عن تناول الأطعمة التي تحتوي على هذا العنصر، خاصة منتجات القمح والشوفان والشعير.

ويصف أخصائي التغذية في العادة أي حمية غذائية لكل شخص على حدة، وذلك حسب وزنه وطوله وحاجته الصحية، حيث تختلف حاجة كل إنسان عن الآخر، ألا أن البعض يتبع نظام تخسيس للوزن، دون استشارة الأخصائي، ومن ضمنها حمية الغلوتين.

موضة أم ضرورة؟

واتباع الحمية غير المناسبة للشخص قد يؤدي لمشاكل صحية. وإحدى الحميات التي أصبحت شائعة ويلتزم بها حتى الأصحاء هي حمية الغلوتين، وهذا التصرف خاطئ، بحسب خبيرة التغذية آيات شطارة.

وتابعت آيات في حديث لـ"عربي21": "الغلوتين مهم للجسم، خاصة الهضم، بالتالي عندما يتجنب الأصحاء تناول أطعمة تخلو منه يضر بصحتهم، خاصة القلب، بحسب بعض الدراسات".

وأضافت: "ويعدّ الغلوتين من أشباه البروتينات، ويجب أن يتوافر في غذاء الإنسان، وعدم وجوده هو والكربوهيدرات بشكل عام في الحمية الغذائية أصبح موضة أو خرافة تغذوية لدى البعض".

من جهتها، قالت خبيرة التغذية ديما بدر، في حديث لـ "عربي21": "تصبح الحمية الخالية من الغلوتين، وهو البروتين الموجود بالقمح، موضة عندما لا يكون هناك أي أسباب طبية أو مناعية تستدعي استخدام هذه الحمية".

وبحسب المواقع المتخصصة، فإن الغلوتين موجود في القمح بنسبة 10%، حيث يمكن استخراجه بالعجن مع الماء، وهو مسؤول عن تكون القوام المطاطي للعجين، كما يوجد في الشوفان والشعير والسميد ومعظم الحبوب.

ويبقى السؤال: هل يمكن للأصحاء تقليل نسبة تناولهم للأطعمة الخالية من الغلوتين؟

تجيب خبيرة التغذية آيات شطارة عن هذا التساؤل، قائلة: "يمكن للذين يريدون خسارة وزن أن يقللوا من تناول الأطعمة الخالية من الغلوتين، وليس الاستغناء عنها بشكل نهائي، فمثلا الشوفان يوجد فيه غلوتين، وهو مليء بالألياف المهمة لعملية الهضم".

بدورها، قالت ديما بدر: "يمكن للأصحاء إذا أرادوا خسارة الوزن اتباع هذه الحمية، ولكن سيكون نزول الوزن سببه هو إنقاص السعرات الكلية المتناولة، عند التوقف عن تناول الخبز والمعجبات والكيك وبعض أنواع الحلويات المحتوية على القمح، ولكن سرعان ما يستردون الوزن المفقود عند العودة لهذه الأطعمة".

وأشارت إلى أن هذه الحمية توصف لمرضى السيلياك أو حساسية القمح، ويتم الكشف عنها عن طريق فحوصات مخبرية، وأعراض هذا المرض الإسهال ونزول الوزن وانتفاخات وغازات، وتسبب هذه الحساسية أيضا سوء امتصاص بعض الفيتامينات الهامة مثل فيتامين د.

يذكر أن كلا من الذرة والأرز، ودقيق الذرة، والبطاطا، والفواكه والخضروات، والحليب واللحوم بأنواعها، خالية من الغلوتين ما لم يضف إليها عند إعدادها أي من مشتقات القمح.