هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "ووركينغ ماذر" الأمريكية تقريرا، تحدثت فيه عن الهاجس الذي يؤرق الأولياء أثناء تنشئتهم لأطفالهم، والذي يتمثل في دفعهم لاكتساب مهارات الذكاء، وضمان نجاحهم الفكري في المستقبل.
ولحسن الحظ، لا يعد تحفيز التطور المعرفي أمرا
معقدا، حيث يمكن حل هذه المشكلة، من خلال إدراج نشاطات وسلوكيات معينة في حياة
الطفل.
وقالت
المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن أول النشاطات التي يمكن من
خلالها تعزيز ذكاء الطفل تتمثل في تشجيعه على اللعب خارج المنزل. وإن كانت ممارسة
الرياضة بشكل منتظم في غاية الأهمية بالنسبة للطفل، إلا أن منحه بعض الوقت للعب
دون قيود يعد أمرا حيويا أيضا.
وقد
أثبتت إحدى الدراسات أن اللعب العشوائي ودون قيود مهم جدا في تنمية الذكاء
الاجتماعي للطفل. في الأثناء، يجب أن يمنح الأولياء أطفالهم بعض الوقت للعب خارج
المنزل. ففي الواقع، يساهم السماح للأطفال برسم حدودهم الخاصة، والتفاعل مع
أقرانهم بشكل كبير في تعزيز نمو قشرة الفص الجبهي، المنطقة التي سيعتمدون عليها
فيما يتعلق بالمواقف الاجتماعية بقية حياتهم.
وذكرت
المجلة أن النشاط الثاني الذي يمكن للأطفال ممارسته من أجل تعزيز ذكائهم يشمل
ممارسة ألعاب الفيديو. في الواقع، يجب ألّا يمثل بقاء الأطفال في المنزل، عندما
يكون الطقس ممطرا أو في مساء شتاء مظلم بعد عودتهم من المدرسة، وتمضية جل وقتهم
وهم بصدد الاستمتاع بألعاب الفيديو، مصدر قلق للوالدين.
وبينت
المجلة أن تحديد وقت معين لممارسة ألعاب الفيديو مهم جدا. في الوقت ذاته، أكدت
شيريل أولسون، الحائزة على دكتوراه في الطب، أن ألعاب الفيديو تتسم بفوائد لا تحصى
ولا تعد بالنسبة للأطفال. ففي الواقع، توفر لهم هذه الألعاب تدريبا على كيفية
مواجهة التحديات والتعبير الإبداعي والتفاعل الاجتماعي مع أصدقائهم، فضلا عن حل المشكلات،
في حين تمنحهم شعورا نادرا بالاستقلالية.
أما
النشاط الثالث، الذي يعدّ حاسما في تنمية ذكاء الطفل، فيتمحور حول جعل النوم
أولوية عائلية. في الغالب، يعد تخلي الوالدين عن اتباع سياسة متشددة فيما يتعلق
بجدول نوم أطفالهم في سن المدرسة أمرا مقبولا. ولكن، قد يكون لهذه الممارسات
تداعيات سلبية على ساعات نوم الأطفال. فعادة ما تتسبب قلة النوم في شعور
الطفل بالخمول خلال النهار، وتضعف قدرته على التركيز، ما من شأنه أن يلقي بظلاله
على درجاته في المستقبل البعيد.
وأشارت
المجلة إلى تقرير صادر عن مؤسسة النوم الوطنية الأمريكية، الذي كشف أن الأطفال
الذين تتراوح أعمارهم بين ست وثلاثة عشر سنة يحتاجون إلى ما بين تسع إلى 11 ساعة
من النوم، بينما يحتاج المراهقون إلى ما بين ثماني إلى عشر ساعات من النوم في الليلة.
وأفادت
المجلة بأن النشاط الرابع الذي يمكن للأطفال القيام به لتحفيز معدل الذكاء لديهم
يتمثل في المشاركة في دورات لتعليم الموسيقى. وبغض النظر عما إذا لم يبد الطفل
ميولا موسيقية، فلا بأس من تشجيعه على فعل ذلك. وفي هذا الصدد، كشفت دراسات أجرتها
جامعة نورثويسترن عن ارتباط الموسيقى بالقدرة على القراءة والكتابة.
ووفقا
لتلك الدراسات، يتمحور العامل الأساسي في هذا الصدد حول المشاركة النشطة للطفل في
دروس تعلم الموسيقى. وبالتالي، من المستحسن أن تعمل على تسجيل طفلك في الفرق
الموسيقية المدرسية أو حضور دروس خاصة في حال أراد ذلك.
وأوضحت
المجلة أن الأطفال الذين يتمسكون بتعلم الموسيقى وإنتاجها يكتسبون مهارة
"التمييز الفيزيولوجي العصبي" أثناء حلهم لشفرة مختلف الأصوات. ويمنح
هذا الوعي الكبير بالأصوات الأطفال قدرة أكبر على تحسين مهاراتهم في القراءة
والكتابة، وهما مؤشران يدلان على الذكاء في الصف أو في الاختبارات القياسية التي
يخضعون لها.
وقد
ذكرت المجلة أن الممارسة الخامسة التي يمكن للأولياء القيام بها من أجل تعزيز ذكاء
أبنائهم تتمثل في حثهم على بذل المزيد من الجهد والعمل الجاد. فقد قادت عقود من
البحث في مجال المحفزات والذكاء الباحثة كارول دويك، من جامعة ستانفورد، لاستنتاج
أن تشجيع الأطفال على بذل جهد مكثف والعمل الجاد له تأثيرات إيجابية على ذكائهم.
وأكدت
الباحثة أن الثناء على الأطفال لأنهم "موهوبون" يفيد ضمنيا بأنهم الأجدر
بالنجاح، ما يجعلهم يفتقرون إلى الحافز الضروري لتقديم أداء أفضل. في المقابل،
يساهم الاعتراف بأداء الطفل المتميز إثر نجاحه في حل إحدى المشكلات أو خوض مهمات
صعبة في جعله يدرك أن المواظبة تقود إلى نتائج جيدة، وأن بلوغ النجاح ليس أمرا
سهلا.
وفي
الختام، ذكرت المجلة أن التزام الأطفال بهذه النشاطات من شأنه أن يؤثر بشكل إيجابي
على مستقبلهم. في الأطفال، يعزز اتباع الأولياء لاستراتيجيات بسيطة لإحداث
تغيير في روتين أطفالهم، قدراتهم على التعلم وحل المشكلات، فضلا عن المهارات
الاجتماعية لديهم. والجدير بالذكر أن مؤشر معدل الذكاء ليس المؤشر الوحيد للنجاح
في المستقبل.