قال متحدث، السبت، إن المعارضة السورية لن تحضر مؤتمر السلام الذي تستضيفه
روسيا في
سوتشي هذا الأسبوع مشيرا إلى أن الاجتماع محاولة من حليفة الحكومة السورية الوثيقة "لتهميش" عملية السلام الحالية التي ترعاها الأمم المتحدة.
جاءت تصريحات المتحدث في ختام اليوم الثاني والأخير لمحادثات تتوسط فيها الأمم المتحدة بين الحكومة السورية والمعارضة. وبعد المحادثات قالت الأمم المتحدة إنها لم تقرر ما إذا كانت ستشارك في مؤتمر السلام في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود.
وترى دول غربية وبعض الدول العربية أن مؤتمر سوتشي محاولة لخلق عملية سياسية منفصلة تقوض جهود الأمم المتحدة وتضع الأساس لحل مناسب أكثر لحكومة رئيس النظام السوري بشار
الأسد ولحليفتيه روسيا وإيران.
وقال يحيى العريضي المتحدث باسم وفد المعارضة في محادثات
فيينا إن الجولة الحالية في فيينا كان يفترض أن تكون حاسمة وأن تمثل اختبارا للالتزام لكنهم لم يشهدوا هذا الالتزام وكذلك لم تشهده الأمم المتحدة.
ولم تحرز تسع جولات لمحادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة بين الأطراف المتحاربة تقدما يذكر نحو إنهاء الحرب الأهلية السورية التي أسفرت عن سقوط مئات الآلاف من القتلى ونزوح 11 مليون شخص من ديارهم.
وعقدت جولات المحادثات السابقة بشكل متقطع في جنيف وبحثت إجراء انتخابات جديدة وإصلاح الحكم وصياغة دستور جديد ومكافحة الإرهاب.
وبعدما أصبح للأسد اليد العليا في ساحة المعركة بعد نحو سبعة أعوام من اندلاع الصراع، يبدو أنه لا يرغب في التفاوض مع خصومه على الإطلاق ناهيك عن التنحي في إطار أي حل سلمي كما تطالب جماعات المعارضة.
وقال العريضي إن من الواضح أن شخصا ما يعرقل العملية برمتها ويريد أن يهمش جنيف والعملية السياسية بالكامل.
ومع استمرار المحادثات مساء الجمعة قال متحدث آخر باسم المعارضة إنه تلقى تعهدا من روسيا بأن تضغط على الجيش السوري لتطبيق وقف لإطلاق النار في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب العاصمة دمشق.
ويقول مسلحون بالمعارضة وعاملون في مجال الإغاثة إن قوات الجيش السوري صعدت بمعاونة المقاتلات الروسية من قصف الجيب الواقع بالقرب من دمشق خلال الشهرين الماضيين ما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين وإصابة المئات.
وبعدما أعلن العريضي لاحقا أن المعارضة لن تحضر المحادثات لم يتضح مصير خطة وقف إطلاق النار.
وتقوم القوات السورية بشن هجمات على جيبين متبقيين للمعارضة المسلحة بإدلب في شمال غرب البلاد وفي الغوطة الشرقية قرب دمشق. وأرسلت تركيا قواتها إلى شمال
سوريا لقتال وحدات حماية الشعب الكردية التي أسست حكما ذاتيا في المنطقة وتعتبرها أنقرة تهديدا لأمنها.
وطرحت وثيقة صاغتها الولايات المتحدة والأردن وبريطانيا وفرنسا والسعودية توصيات لمبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا لما تصفه بنهج عملي لسير عملية سياسية متمهلة.
وتشمل توصيات الوثيقة "التركيز بشكل محدد وفوري على مناقشة إصلاح الدستور وتنظيم إجراء انتخابات حرة ونزيهة" الأمر الذي ردده وفد المعارضة في فيينا.
لكن مبعوث الحكومة السورية للمفاوضات بشار الجعفري رفض الوثيقة قائلا إنها "مرفوضة جملة وتفصيلا".
وقال الجعفري في بيان للصحفيين: "ما تسمى الورقة غير الرسمية بشأن إحياء العملية السياسية في جنيف بشأن سوريا مرفوضة جملة وتفصيلا ولا تستحق الحبر الذي كتبت به لأن شعبنا لم ولن يقبل بأن تأتيه الحلول بالمظلات أو على ظهر الدبابات".
وأضاف: "الهدف من سوتشي هو حوار وطني سوري-سوري دون تدخل خارجي حيث سيحضر المؤتمر نحو 1600 مشارك يعكسون مختلف مكونات الشعب السوري".
إلا أن العريضي قال إن سوتشي تهدف إلى إعطاء مظهر للمصالحة بين السوريين وإن كثيرا من المشاركين اختارتهم دمشق.
وقال دي ميستورا إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سيقرر كيف سترد الأمم المتحدة على الدعوة لحضور مؤتمر سوتشي. وأضاف أن روسيا قالت إن مؤتمر سوتشي يهدف إلى دعم عملية الأمم المتحدة.
وأضاف: "أحيطت علما ببيان روسيا الاتحادية الذي يفيد بأن نتيجة المؤتمر (في سوتشي) ستقدم إلى جنيف كمساهمة في عملية المحادثات بين السوريين برعاية الأمم المتحدة".