سياسة عربية

عريقات لـ"ترامب": إزاحة القدس ستزيح السلام عن الطاولة

أكد عريقات أن تصريحات ترامب يجب أن تشكل "إنذارا للقادة العرب وصناع القرار وكل دول العالم- جيتي
أكد عريقات أن تصريحات ترامب يجب أن تشكل "إنذارا للقادة العرب وصناع القرار وكل دول العالم- جيتي

في تصعيد غير مسبوق بين قيادة السلطة الفلسطينية والإدارة الأمريكية، اعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، أن رفع قضية القدس من أجندة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين سيزيح مسألة السلام بشكل كامل عن الطاولة.

 

وتأتي تصريحات عريقات بعد وقت قصير من تصريح أدلت به المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، أمس الخميس، وقالت فيه إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أعلن وفاة اتفاقية أوسلو، وأهان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأضافت هايلي، في كلمتها بالأمم المتحدة، أن "عباس رفض دور واشنطن في عملية السلام"، مؤكدة أن "السلام الحقيقي يتطلب قيادة لديها إرادة ومرونة للمضي في عملية السلام، إلى جانب الاعتراف بالحقائق الصعبة"، بحسب تعبيرها.

 

اقرأ أيضا: هايلي: عباس أهان ترامب ورفض دور واشنطن بعملية السلام


وشددت على أن الولايات المتحدة "ستبقى متحمسة لعملية التسوية"، مستدركة بقولها إن "بلادها لن تسترضي قيادة فلسطينية تفتقر للإرادة المطلوبة لتحقيق السلام".

وشن عريقات هجوما حادا على الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بسبب تصريحاته الأخيرة حول القدس، وقال، في بيان خاص نشرته وكالة وفا الفلسطينية الرسمية ، إن التصريحات بإزاحة القدس عن الطاولة "تؤكد عدم أهليته في رعاية أي عملية سلمية"، مؤكدا "أن قضية القدس لم تتم إزاحتها عن طاولة المفاوضات، وإنما تم إزاحة الولايات المتحدة خارج الإجماع الدولي".

ووصف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تصريحات ترامب بالإهانة للعرب جميعا من المسلمين والمسيحيين واليهود، الذين يدعمون إقامة سلام دائم وشامل، مضيفا: "من يعتقد أن القدس أزيحت عن طاولة المفاوضات، فعليه أن يعلم أن السلام أزيح عن الطاولة أيضا".

وانتقد عريقات "لغة ترامب الاستفزازية"، وإصراره على ممارسة "الابتزاز السياسي والمالي، وفرض العقوبات"، وإلقاء التهديدات والتعليمات على القيادة والشعب الفلسطينيين، معربا عن استنكاره الشديد لقول صاحب البيت الأبيض إن الأموال الأمريكية ستبقى على الطاولة طالما أن الفلسطينيين لن يلعبوا مع الأمريكيين.

 

وقال عريقات: "إن القضايا الجوهرية والمصيرية لشعبنا ليست لعبة كما يراها ترامب، ولن نسمح له بجعل وجودنا على هذه الأرض لعبة أو مقامرة، وعليه التمييز بين الحقوق الأصيلة للشعوب في حقها المشروع والمكفول في القانون الدولي في سيادتها على أرضها وتقرير مصيرها، وبين صفقات الأعمال والمقايضات وفرض الإملاءات بكيفية التعامل مع قضايانا الوطنية".


اقرأ أيضا: ترامب لنتنياهو: أزلنا القدس من طاولة المفاوضات


وأضاف: "إن إصرار ترامب على إزاحة القدس عن الطاولة، والتهديد باشتراط بقاء الأموال على الطاولة بمدى التزام الفلسطينيين بالشروط الأمريكية، والتأكيد على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بحلول العام 2019، هو ضرب من الوهم، وإن قضية الأموال والمساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة إلى شعبنا ليست منّة أو هبة إنسانية كما يعتقد ترامب، حيث إن قيمة الالتزام والتمويل الدولي ليست قيمة مالية أو قضية منح وتبرعات، وإنما هي قضية سياسية بحتة، وتعبر عن واجب المجتمع الدولي، والتزامه القانوني والسياسي تجاه شعبنا، حتى إنهاء الاحتلال، وتمكين شعبنا من السيطرة على أرضه وموارده واقتصاده وحدوده وأجوائه".

وأكد عريقات أن هذه التصريحات يجب أن تشكل "إنذارا للقادة العرب وصناع القرار وكل دول العالم"، وأوضح: "لقد حان الوقت لاتخاذ مبادرات جدية؛ لإنقاذ المنطقة والعالم بأسره من فوضى دولية لا تحمد عقباها". 

 

 من جهتها، أكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، لوكالة فرانس برس، أن "عدم لقاء ظالمك ليس دليلا على عدم الاحترام، بل دليل على احترامك لذاتك".

 

وأضافت عشراوي أن "هؤلاء الذين لم يكتفوا بعدم احترام حقوق الفلسطينيين بل وخرقوا القانون الدولي (...) هم هؤلاء في الإدارة الأمريكية، الذين قرروا الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".

 

من جهته، قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، لوكالة فرانس برس: "نحن نقول إنه ما لم تتراجع الإدارة الأمريكية عن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فستبقى خارج الطاولة (المفاوضات)".


ودعا أبو ردينة الإدارة الأمريكية إلى "التراجع عن قرارها، والاعتراف بدولة فلسطين والقدس الشرقية عاصمة لها، واحترام قرارات مجلس الأمن وقرارات الشرعية الدولية"، مؤكدا أن هذا ما يعتبره الفلسطينيون "أساس أي مفاوضات قادمة".

التعليقات (1)
ابن الجبل
الجمعة، 26-01-2018 10:48 ص
أنت وبكل الاحترام تشعر كفلسطيني أن ما يقوله ويفعله ترامب إهانة للعرب والمسلمين،ولكن للأسف السعودية ومصر والامارات والبحرين لا يشاركونك ذلك، بل كل ما بصق عليهم قالوا ما أحلاه وأرقه من ندى؛ وبالعكس تهبه السعودية والامارات مئات مليارات الدولارات مقابل كرمه بالبصاق عليهم.