معاريف: التنسيق الأمني الأمريكي الفلسطيني مستمر خارج فلسطين
عربي21- عدنان أبو عامر21-Jan-1802:27 AM
1
شارك
مدير المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج
كشف
جاكي خوجي، الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية بصحيفة معاريف، أن العلاقات الأمنية
الوثيقة بين أجهزة أمن السلطة الفلسطينية والولايات المتحدة وإسرائيل ما زالت قوية
ومتينة، وتعود جذورها إلى السنوات الأولى لتأسيس السلطة قبل أكثر من عشرين عاما،
رغم حالة التوتر السياسي السائدة بين رام الله وواشنطن وتل أبيب.
وأضاف:
الأمريكان علموا ودربوا وسلحوا الأجهزة الأمنية الفلسطينية، التي أقيمت بغرض أن
تكون النواة الأولى لجيش المستقبل الفلسطيني، لكن المهام التي تقوم بها أقرب ما
تكون إلى حرس الحدود الإسرائيلي، وليس الجيش، فقد أقاموا حرس الرئاسة، وهدفها
الأساسي حماية أبي مازن.
وأوضح
خوجي، وهو محرر الملف الفلسطيني بإذاعة الجيش الإسرائيلي، أن الأمريكان بات لديهم
تأثير كبير ونفوذ متزايد في الميدان الحقيقي لعمل السلطة، خاصة في رحاب المقاطعة،
المقر الرئيس لمحمود عباس، لكن المكسب الأساسي لأجهزة الأمن الأمريكية يكمن في
التعاون الذي تبديه أجهزة الأمن الفلسطينية معها في الحرب ضد الإرهاب العالمي،
خارج الحدود الفلسطينية.
وأشار: يتركز العديد من الجاليات الفلسطينية حول العالم، وبعضهم ينضم لجهات متطرفة، وتحرص
أجهزة الأمن الفلسطينية على استغلال تواجد الفلسطينيين في العديد من دول العالم،
خاصة الدول الغربية منها، في مجالس الطلاب الجامعية، والمنظمات الإسلامية مثل
القاعدة وتنظيم الدولة، وغيرهما، للتجسس عليهم، والحصول على معلومات عنهم.
وأضاف:
من المؤكد أن الأجهزة الأمنية الأمريكية، وتحديدا السي آي إيه، تريد التعاون مع
أذرع أمنية طويلة وصديقة وذات مبعوثين ومندوبين خارج الحدود، وهو ما يتوفر في
أجهزة الأمن الفلسطينية؛ من أجل جمع المزيد من المعلومات الأمنية، أو العمل ضد
العناصر المنتمية لتلك التنظيمات.
وأوضح
أن التعاون الأمني الأمريكي الفلسطيني يتحصل على معلومات استخبارية هائلة، وينجح
في تنفيذ إحباطات مسبقة لهجمات معادية، كما يتكرر في الأداء الفلسطيني مع الجيش
الإسرائيلي وجهاز الأمن العام الشاباك، حيث يتكثف العمل معهما لملاحقة عناصر حماس
والجهاد الإسلامي، ومطاردة كل من يفكر بسفك دماء الإسرائيليين.
وأشار إلى أن أحد هذه الأجهزة يأتي بالمعلومات الميدانية، وجهاز آخر يقوم بالاعتقال، أو
العكس، وهكذا أحبطت الأجهزة الأمنية الفلسطينية والإسرائيلية مئات العمليات خلال
العقد الأخير بفضل التعاون الأمني، أو كما تسميه السلطة الفلسطينية "التنسيق الأمني".
وأكد
أن التعاون الأمني الفلسطيني الإسرائيلي أدى إلى اعتماد إسرائيل الكبير على جهازي
المخابرات العامة والأمن الوقائي، التابعين لأبي مازن، فلا يوجد أي ضابط في
الجيش الإسرائيلي أو مسؤول في الشاباك ينكر دور هذه الأجهزة في الحفاظ على
الاستقرار الأمني في الضفة الغربية والقدس.
وختم
بالقول: رغم أن إسرائيل تستطيع التعامل مع التهديدات الأمنية في المناطق الفلسطينية،
لكن التعاون مع الأجهزة الفلسطينية يوفر عليها خسائر بشرية كبيرة، كما حصل في
ظاهرة تفجير الحافلات داخل مدنها. وفي الوقت ذاته، فإن بقاء التعاون الأمني
الفلسطيني الإسرائيلي هو بطاقة التأمين لبقاء محمود عباس.