هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذر شباب ثورة 11 من فبراير وقوى سياسية ثورية في مدينة تعز (جنوب غربي اليمن)، من إعادة تدوير بقايا نظام الرئيس الراحل، علي عبدالله صالح، التي اندلعت الثورة ضده في عام 2011، في وقت نفذت قوات حكومية حملة أمنية ضد ما اعتبرته "نشاطا انقلابيا" جنوب تعز.
وقال بيان صادر عن قوات اللواء 35 مدرع، إن مديرية الشمايتين شهدت نشاطا انقلابيا وتحديا صريحا لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، من خلال إقامة مراسيم "تأبين لصالح" في ذكرى "أربعين يوما على مقتله".
وأضاف أنه استجابة لمطالبة الشارع، توجهت حملة أمنية من قوات اللواء إلى منطقة الأصابح، التي تتبع بلدة "الشمايتين" جنوب تعز، للتحقيق وضبط منظمي "أربعينية صالح"، كونها نشاطا انقلابيا في ظروف بالغة الخطورة، وفي وقت ما تزال تعز تخوض معركة "استعادة الدولة" ضد الانقلاب.
ووصف بيان الجيش هذه التحركات بأنها استفزاز لمشاعر أسر قتلى تعز، الذين قاوموا قوات صالح المتحالفة مع الحوثيين طيلة السنوات الثلاث الماضية.
وأشار بيان الجيش إلى أن الحملة الأمنية تعرضت لإطلاق النار من قبل مسلحين تمركزوا في منزل "عادل الأصبحي"، المسؤول عن فعالية "تأبين صالح"، ما حدا بجنودها إلى الرد على مصادر النيران، وضبط عدد من المسلحين مع متفجرات وأسلحة تؤكد ارتباطها بخلية تتزعمها "سونيا الخبتي"، التي تعمل لمصلحة الحوثيين. لافتا إلى أن المدعو "الأصبحي"، وبعد التواصل معه، هدد بمواجهة أفراد الحملة والجيش الوطني، وأعلن عدم اعترافه بالشرعية.
تحذير من شباب فبراير
وكان شباب ثورة فبراير أصدروا بيانا، مساء الجمعة، حذروا فيه من مساع حثيثة لإعادة إنتاج نظام صالح عبر البقايا التابعة له في تعز.
وقال البيان إن شباب ثورة فبراير حاولوا بكل الطرق تجاهل كل الاستفزازات الصادرة من بقايا النظام السابق، وعدم إبداء أي مظاهر احتفالية بمقتل صالح على يد حلفائه الحوثيين، إلا أن تلك الاستفزازات بلغت ذروتها بمحاولة إقامة فعاليات "تأبين له" في عمق أراضي الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
وأضاف أن الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل تم إعلان تحدي شباب الثورة، وتهديدهم من بقايا نظام صالح بأنهم سيعودون للتخلص من كل شيء له علاقة بتلك الثورة الشبابية.
وكان شباب الثورة قد أدوا صلاة الجمعة، أمام مقر شركة النفط (المبنى الحالي للسلطة المحلية)، في مسعى ثوري لإعادة الوضع في تعز إلى مساره الصحيح.
ورفض البيان أي محاولات لاستيعاب بقايا النظام السابق في مواقع قيادية بأي شكل أو مضمون. مطالبا بسرعة تحرير ما تبقى من محافظة تعز، ورفع الخذلان الذي تتعرض له.
وردا على مراسيم تأبين صالح، أطلق شباب الثورة الألعاب النارية من قلعة القاهرة وتلة الأخوة وسط تعز، احتفاء بمصرع "عفاش" (كنية صالح)، وإهداء هذا الاحتفال لكل أسر القتلى والجرحى من ثوار فبراير والجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
وشدد بيان شباب الثورة على الاستمرار في درب النضال الثوري حتى تحقيق كامل أهداف ثورة الشباب المباركة.
صحوة ثورية
من جهته، قال الصحفي والناشط اليمني، ياسين العقلاني، أن شباب الثورة لن يسمحوا بإعادة تدوير بقايا النظام السابق وإنتاجه من جديد، خصوصا بعد احتضان أقارب صالح المتورطين في قتل اليمنيين بتحالفهم مع الحوثيين.
وأضاف، في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن هناك صحوة ثورية من شباب فبراير، ولن يقبلوا مجددا المبادرة الخليجية (أجازت بموجبها تسوية سياسية يتنحي صالح عن السلطة ونقلها لنائبه الرئيس الحالي، عبدربه منصور هادي، في عام 2011)، التي منحت رموز النظام السابق حصانة من الملاحقة القانونية. مشددا أن هذه المرة لا يمكن التساهل أو التسامح مع هؤلاء بعد كل هذه الدماء والدمار.
واتهم دولة إقليمية، لم يسمها، بدعم بقايا "مؤتمر صالح" بإقامة مراسيم "تأبين للرجل" في مدينة تعز، وهي محاولة للعودة إلى الواجهة.
لكن هذه الأنشطة، وفقا للناشط اليمني، كشفت عن طبيعة الصراع القادم.
تلويح بثورة عاصفة
وفي هذا السياق، اعتبرت أحزاب تحالف القوى السياسية المساندة للشرعية ببلدة الشمايتين إقامة فعالية تأبين لمن دمر تعز وتمادى في تهديده بقوله: اقتلوهم، اقنصوهم، احرقوهم"، في إشارة إلى الراحل صالح الذي دعا في خطاب له قبل أشهر من مقتله، قواته المتحالفة مع الحوثيين بهذه اللغة ضد أبناء محافظة تعز.
وقالت في بلاغ رفعته إلى قيادة السلطة المحلية في المدينة، الجمعة، إن هناك بعض المستهترين بدماء وتضحيات أبناء تعز، والكل يعلم أن الأسلحة التي تقصف بها وتدمرها وتقتل نساءها وأطفالها، مصدرها "صالح"، الذي يحاولون إقامة حفل تأبين له، راقصين على تلك التضحيات.
ووقفت أحزاب تحالف القوى السياسية المساندة للشرعية بمديرية الشمايتين مع الشرعية، ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الشرعية والجيش الوطني وكل مؤسسات الدولة الشرعية، داعمين ومساندين بكل الإمكانيات المادية والبشرية والإعلامية؛ حتى تتحرر كل ربوع اليمن من مليشيات الانقلاب الكهنوتي الحوثي، ومن ساعدهم، وسهل لهم دخول المعسكرات، وسلمهم أسلحة الدولة؛ للقضاء على الجمهورية والدولة اليمنية الاتحادية.
وحمل بيان القوى السياسية السلطة الشرعية المسؤولية عن ضبطهم.
ولوحت بثورة عاصفة تسحق وتدوس المفسدين والداعمين لهم، في حال لم يتم التعامل معهم بشكل جدي، وفقا لدمائهم التي سفكت في الجبال والأدوية والقرى.