ملفات وتقارير

مرتضى منصور.. لسان السيسي الساخن ضد منافسيه

مرتضى منصور ـ أرشيفية
مرتضى منصور ـ أرشيفية

كعادته، أثار المستشار مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك الرياضي، الكثير من علامات الاستفهام، بعد إعلانه السبت ترشحه للانتخابات الرئاسية التي تشهدها مصر في آذار/ مارس المقبل، مؤكدا في تصريحات صحفية نشرها موقع جريدة «المصري اليوم» الإلكتروني، أن ترشحه لا يعني عدم تقديره لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، ولكن طالما أنه قرر المنافسة، فإنه سيتخذ كل الطرق من أجل الفوز بالرئاسة، وقال ردا على إعلان نجله أحمد مرتضى -عضو البرلمان- دعمه للسيسي، إن نجله لن يمنح صوته لأي مرشح ينافس السيسي، ولكن هذا لا ينطبق على والده، معلنا أنه سوف يبدأ جمع توقيعات زملائه أعضاء البرلمان، الذين لم يوقعوا حتى الآن للسيسي.

هذا الإعلان المفاجئ لم يكن الأول لمنصور، حيث سبق أن أعلن ترشحه في الانتخابات التي جرت عام 2014، إلا أنه انسحب مبكرا من المنافسة، ولعل هذا يدعو للتساؤل عن الأسباب التي دفعت المستشار لمواجهة الجنرال، وهل الأمر متعلق بما أعلنه حزب مصر العروبة من ترشيح الفريق سامي عنان للرئاسة، بالإضافة للخطوات التي ينتهجها خالد علي من أجل منافسة السيسي، وهل يمكن أن يكون منصور هو الشخص الذي كان يبحث عنه نظام السيسي للقيام بدور الديكور في حال لجأ لمنع عنان وعلي من منافسة السيسي.

الكاتب الصحفي سليم عزوز أكد لـ "عربي21" أن الشكل الذي أعلن به مرتضى ترشحه وتوقيت الإعلان، يشير إلى أنه مدفوع من قبل نظام السيسي؛ لاستخدامه بما يخدم مصالح هذا النظام، موضحا أن الأمر في الأساس متعلق بترشح سامي عنان، خاصة بعد إعلان سامي بلح، الأمين العام لحزب مصر العروبة، أن المؤتمر الصحفي لعنان سوف يتم تحديده بعد الانتهاء من جمع التوكيلات، وهي نقطة غريبة؛ لأن الأصل أن يعلن عنان عزمه الترشح ثم يطلب التوكيلات، لا سيما أنه رسميا لم يعلن بنفسه الترشح إلى الآن، بما يشير إلى أنه ما زال يجس نبض الشارع المصري بهذا القرار الذي أعلنه حزبه.

وأكد عزوز أن عنان في حال ترشحه لن يكون ديكورا؛ لأنه أكبر في المقام العسكري من السيسي، وبالتالي لا يمكن أن يزين له العملية الانتخابية، كما أن الود بينهما مفقود، باعتبار أن عنان لم يكن على وفاق مع المشير حسين طنطاوي قبل الثورة، ومن المعلوم أن السيسي أحد رجال طنطاوي. وعن علاقة ذلك بترشيح منصور، أكد عزوز أن الدفع به الآن جاء لابتذال المشهد الانتخابي، كما حدث في الانتخابات التي جرت عام 2014، وبالتالي فإنه لن يستمر إلا إذا استمر عنان، ليكون دوره الهجوم عليه بالنيابة عن السيسي، وبالتالي إذا تراجع عنان فسوف يتراجع منصور، موضحا أنه في الانتخابات الماضية كان هناك تفكير بأن يكون منصور المرشح الديكور، ولكن مع وجود حمدين صباحي، وباعتباره سياسيا معروفا، وله سابقة في الترشح، ولأنه يعلم حدود دوره في اللعبة، كل هذا دفعهم لسحب منصور، والدفع بحمدين. أما هذه المرة، فربما يفاضلون بينه وبين خالد علي للقيام بالدور الذي كان يؤديه حمدين صباحي.

من جانبه، أكد الباحث في العلوم السياسية، أسامة أمجد، أن منصور ورقة في يد نظام السيسي يستخدمها في الوقت المناسب، وأيد أمجد لـ"عربي21" ما ذهب إليه عزوز، بأن منصور جاء ليمارس اللعبة التي يجيدها، وهي فتح النار الساخنة على خصومه، وفي هذه الحالة، فإن له خصمين، هما عنان وخالد علي، وهو الدور الذي لا يمكن للسيسي أن يقوم به بنفسه، ولذلك فوجوده في عملية الترشيح مستمر حتى النهاية، بل وحتى إذا لم يستكمل عنان وعلي طريقهما، لأنه في هذه الحالة سيكون المرشح الديكوري الذي يجمل للسيسي العملية الانتخابية التي تغيرت أوراقها كثيرا بوجود مرشحين ذوي ثقل مثل عنان تحديدا.

قرارات ضد الحريات

من جانبه، أعلن منصور عن أول قرارته التي سيتخذها في حال فوزه بمنصب الرئيس، منها غلق مواقع التواصل الاجتماعي، والقبض على الإعلاميين المعارضين للسيسي، مثل معتز مطر ومحمد ناصر وحمزة زوبع، فضلا عن السياسيين مثل آيات العرابي ومها عزام وغيرهما، مؤكدا أنه سوف يحضرهم لمصر خلال 24 ساعة فقط، كما أنه لن يتهاون في موضوع سد النهضة، وسيحل مشكلة أطفال الشوارع. أما أهم قرار سوف يتخذه، فهو ترك رئاسة نادي الزمالك.

في إطار متصل، ما زالت النيابة العامة بانتظار موافقة البرلمان على الطلبات المقدمة له برفع الحصانة عن منصور باعتباره نائبا في البرلمان، من أجل التحقيق معه فيما يقرب من 100 بلاغ تتهمه بالسب والقذف بحق شخصيات سياسية ورياضية. 

0
التعليقات (0)