ملفات وتقارير

هل تركي آل الشيخ أداة ابن سلمان لإنهاء نفوذ أمراء الرياضة؟

تركي آل الشيخ يترأس الهيئة العامة للرياضة والاتحاد العربي لكرة القدم- أرشيفية
تركي آل الشيخ يترأس الهيئة العامة للرياضة والاتحاد العربي لكرة القدم- أرشيفية

ظهرت مؤشرات مؤخرا تشي بإجراءات في السعودية تهدف لإنهاء تقسيمة النفوذ في العائلة، التي كانت تتوزع بين السياسة والاقتصاد والرياضة واحتكارها لمعسكر السلطة، المتمثلة بالعاهل السعودي وولي عهده محمد بن سلمان.

وجاء في مقدمة هذه المؤشرات الاعتقالات الأخيرة للأمراء، إلى جانب الحملة التي يقودها رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، تركي آل الشيخ، ضد ما أسماه" محاربة فكر الرجل الواحد"، التي ظهرت كأنها موجهة ضد نفوذ أمراء في النوادي الرياضية.

وسبق أن أصدر آل الشيخ قرارا بإقالة أمير سعودي عن إدارة النادي، هو الأمير فيصل بن تركي، وتكليف سلمان المالك رئيسا للنادي خلفا له في خطوة مفاجئة.

وآخر هذه القرارات، كان إقالة الأمير سعود بن محمد بن عبد العزيز آل سعود، من رئاسة اتحاد الرياضات البحرية، وتعيين اللواء ركن حمد الجعيد بدلا منه. والجعيد -وفقا لناشطين- تجمعه علاقة صداقة بتركي آل الشيخ.

ومنذ تولي آل الشيخ رئاسة مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة السعودية، أطلق حملة "لاءات ثلاث" هي "لا فساد ولا تعصب ولا تقاعس".

 

إلا أن هذه الحملة التي يقودها بنفسه -منذ أن تم تعيينه بقرار ملكي في 6 أيلول/ سبتمبر 2017 بعد أن كان مستشارا مثيرا للجدل في الديوان الملكي إلى جانب تأييده الكبير لابن سلمان- ظهرت على أنها تستهدف إنهاء نفوذ أمراء في عالم الرياضة في المملكة.

ونقلت قناة "العربية" السعودية عن آل الشيخ توجيهه رسالة ضمنية لأمير سعودي، مفادها أن الهيئة العامة للرياضة لن تقبل بتحويل كيان يتبعها إلى ملك خاص لأي شخص مهما كان دوره.

وجاءت هذه الرسالة بعد تمكنه من الإطاحة بالأمير بن تركي عن رئاسة نادي النصر، في حين أن رسالته الأخيرة بدت أنها موجهة للأمير فهد بن خالد، الذي كان يرأس نادي الأهلي السعودي.

وسبق أن تمكن آل الشيخ من إقالة الأمير فهد عن رئاسة النادي الأهلي، ووضع خلفا له الأمير تركي بن محمد العبدالله الفيصل، وعين الأول مستشارا خاصا للهيئة العامة للرياضة بعد إقالته، في حين أن الثاني يعد من مؤيدي ابن سلمان، أو على الأقل ليس معارضا.

وتسبب تركي آل الشيخ بخلق أزمة حادة مع جماهير النادي الأهلي، إذ أجمعت الجماهير أنه السبب في ابتعاد الأمير خالد بن عبد الله، نجل الملك عبد الله، عن النادي، إذ يعتبر الأمير خالد "رمزا" لأهلي جدة.

وأطلقت جماهير الأهلي هاشتاغ "الرمز أمر"، لتهاجم من خلاله تركي آل الشيخ، وهو ما دفع الأخير لوصفهم بـ"الأطفال"، قبل أن يعود في لقاء مع الإعلامي تركي العجمة عبر "روتانا خليجية"، للقول إنه مستعد لتقبيل رأس خالد بن عبد الله لو كان الخلاف معه فقط. 

ويعتبر ناشطون أن آل الشيخ يؤدي دورا هاما بالنسبة لولي العهد محمد بن سلمان، وهو التحجيم العلني لعدد كبير من الأمراء، والتشهير بالمخطئ منهم، وهو ما جعل بعض الأمراء يتغزلون به، ويتوددون له أمام الملأ، في سابقة لم يشاهدها السعوديون من قبل.

وكان قبلها نشر عن نادي النصر قبل إقالة الأمير السعودي:

 

 


وقبل رسالته عن نادي الأهلي قال:


 

 

وكان آل الشيخ من أشد الفرحين بحملة الاعتقالات الواسعة التي شنتها السلطات السعودية ضد أمراء ووزراء ورجال أعمال ومسؤولين كبار في المملكة، التي قادها الأمير محمد بن سلمان بنفسه.

 

 

 

 

ونشر في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قال فيها:

 

 

ويعد آل الشيخ رجلا مثيرا للجدل، فقد سطع نجمه كثيرا بعد أن أصبح مستشارا لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إذ تجول بين ليلة وضحاها من كاتب أغان لشخص يتابعه الإعلام في كل حركاته، بعد أن نال ثقة ولي العهد الشاب.

ومنذ وصوله لمنصب رئيس الهيئة العامة للرياضة لوحظ تسييسه للرياضة، خصوصا كرة القدم، باتجاه معاداة قطر.

 

ويعتبر مراقبون أن مبادرة "ادعم ناديك" التي أطلقها آل الشيخ جاءت لتغيير مفهوم متجذر في الرياضة السعودية، وهو وجود شخص يدير النادي ويتحكم بكافة تفاصيله، في خطوة ستجهز على مفهوم "الرمز" في الأندية السعودية التي يتقدمها أمراء سعوديون.

ولاقت حملة "ادعم ناديك" عزوفا كبيرا من الجماهير السعودية، وغضبا واسع من ربط آل الشيخ، ومسؤولين ولاعبين بالأندية، مسألة ولاء المشجع لفريقه بالاشتراك في الحملة.

 

وقال ناشطون إنه من غير المعقول أن يتم اقتطاع مبالغ شهرية من رواتبهم المتواضعة، لأجل دعم لاعبين يتقاضون ملايين عدة من الريالات بشكل سنوي.

 

ولا يمكن أن يقرأ هذا التحول الكبير في الرياضة السعودية بمعزل عن الأحداث الأخيرة التي تحصل المملكة من اعتقال لأمراء معارضين للقرارات الملكية.

 

وطالت الاعتقالات من الجانب الاقتصادي أمراء معروفين بثرائهم مثل الأمير الوليد بن طلال الذي ما زال معتقلا حتى اليوم، ويرفض تسليم أمواله.

وقرأ عديدون الاعتقالات بأنها تلاحق الأمراء أصحاب النفوذ في عالم الاقتصاد والأعمال الذين لا يحسبون على معسكر ابن سلمان.

وبحسب آخر التسريبات، فإن من المعتقلين الـ11 من الأمراء هم نجلي مالك "المراعي"، الأمراء "نايف بن سلطان" و"سعود بن سلطان"، أبناء الملياردير سلطان بن محمد الكبير، مؤسس شركة المراعي، بالإضافة إلى الأمير نايف عضو في مجلس إدارة شركة المراعي، ورئيس ثالث أكبر شركات الاتصالات السعودية "زين".

وأطاحت الأوامر الملكية بالعديد من الشخصيات من مناصبهم بعد استلامه السلطة، وتعيينه نجله وليا للعهد بعد الإطاحة بمحمد بن نايف، وقام بإدخال شخصيات مقربة من ابن سلمان، وبعيدة عن معسكر ابن نايف.

 

اقرأ أيضا: تركي آل شيخ يثير غضب المغاربة بـ"تصريحات مسيئة" (فيديو)

 

التعليقات (0)