هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن تحول القارة السمراء إلى ساحة نزاع بين السعودية وقطر في ضوء الجولة التي الأفريقية التي قام بها الأمير تميم بن حمد.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي أعده إيفغيني بودوفكين -وترجمته "عربي21"- إن الأمير تميم، أجرى مؤخرا محادثات مع الرئيس الغاني، نانا أكوفو أدو، علما بأن العاصمة الغانية أكرا ستكون المحطة الأخيرة للأمير القطر.
وذكرت الصحيفة أن جولة الأمير تميم "مرتبطة ارتباطا وثيقا بمسألة التنافس على النفوذ بين الدوحة والرياض، وقد أكد مصدر في وزارة الخارجية القطرية أن زيارة تميم بن حمد آل ثاني إلى غانا "اقتصادية بالأساس"، كما أشار المصدر نفسه إلى "رغبة الدوحة في تطوير الزراعة في هذه المناطق من أجل حل أزمة الغذاء في القارة السمراء".
وأوضحت الصحيفة أنه خلال هذه الجولة الأفريقية، زار آل ثاني ست دول؛ من بينها ساحل العاج ومالي وغينيا، ويوم الجمعة الماضي، وقع رئيس ساحل العاج، الحسن واتارا، مع نظيره القطري عدة اتفاقيات تعاون، وقد أكد هذا الطرف على مدى أهمية تعاون بلده مع قطر.
وأضافت الصحيفة أن الاتحاد الأفريقي يدعم جهود وساطة الكويت فيما يتعلق بالأزمة الخليجية، حيث التقى الأمير القطري برئيس غينيا، ألفا كوندي، الذي يشغل منصب رئيس الاتحاد الأفريقي حاليا. وعقب المحادثات وقع زعماء الدولتين مذكرة تفاهم، تضمنت الاتفاق على العديد من مشاريع البنية التحتية.
كما أعرب كوندي وآل ثاني عن رغبتهما "في تطوير مجالات التعاون بين البلدين، بما في ذلك مكافحة الإرهاب. وأكد الأمير تميم من جانبه أنه سيلتزم بمواصلة الاستثمار في قطاع الصحة والتعليم في غينيا".
ونوهت الصحيفة بأن قطر "تعد من بين الدول العربية القليلة إلى جانب السعودية، التي تمكنت من إقامة شراكات وثيقة مع الدول الأفريقية. فخلال السنوات الماضية، كانت الدوحة وسيطا بين إريتريا وجيبوتي، كما ساهمت في الحد من الصراع الأهلي في السودان. كما استثمرت قطر بكثافة في القارة السمراء، في دول مثل أثيوبيا وكينيا التي تتمتع بمؤهلات سياحية واعدة".
وأفادت الصحيفة بأن السعودية أيضا تعمل على تعزيز مكانتها في أفريقيا، "خصوصا في ظل تأزم العلاقات مع قطر واستمرار الحصار. وفي هذا الصدد، تمارس الرياض ضغوطا على الدول الأخرى في المنطقة لإقناعها بالمشاركة في الحصار على الدوحة. فخلال شهر حزيران/ يونيو الماضي، سحبت السنغال سفيرها من قطر تحت الضغط، إلا أنه عاد إلى الدوحة من جديد خلال شهر آب/ أغسطس الماضي".
ونقلت الصحيفة عن الخبير والباحث، نبيل الناصري، قوله إن "جولة الأمير القطري تهدف إلى إثبات أن الحصار المفروض على الإمارة من قبل السعودية لم يضعفها". وأضاف أن "الدوحة خلال هذه الجولة يجب أن تظهر مدى استعدادها لمحاربة محاولات خصومها للحد من تأثير سياستها الخارجية".
ووفقا لمصدر دبلوماسي في وزارة الخارجية القطرية، فإن "جولة الأمير تميم بن حمد آل ثاني تهدف إلى تعزيز موقف الدوحة في أفريقيا، خاصة وأن موقف السنغال أثار قلق السلطات القطرية".
كما أشار المصدر نفسه إلى أن "الهدف الأساسي لهذه الجولة هو تطوير العلاقات الاقتصادية، نظرا لأن أفريقيا تعد من بين المجالات ذات الأولوية لاستثماراتنا متوسطة وبعيدة الأمد".
وأكدت الصحيفة أن قطر "تبدي اهتماما خاصا بالتعاون مع الدول الأفريقية في مجال الزراعة، نظرا لأن ذلك سيساهم في تنويع مصادر الغذاء لمواطني قطر".
وبحسب ما يؤكده مدير مركز دراسات الخليج العربي في جامعة قطر، عبد الله باعبود، "لا يعكس توجه الدوحة نحو التعاون مع أفريقيا، رغبة في التنافس مع الرياض، وإنما يعود ذلك إلى ضرورة بحث الإمارة عن شركاء جدد في ظل الحصار المفروض عليه".
وحيال هذا الشأن، أضاف باعبود "إن إقامة علاقات مع دول أفريقيا رغم الضغوط الخارجية هو جزء من خطة قطر الرامية إلى تنويع شركائها الاقتصاديين والسياسيين من أجل التغلب على تبعات الحصار".
وفي الختام، بين باعبود أن "هذه الخطة بدأت تؤتي أكلها"، فيجب أن "لا ننسى أن دول جنوب أفريقيا إلى جانب العديد من الدول الأخرى، قد رفضت الانضمام إلى الحصار المفروض من قبل الرباعي العربي". ووفقا للخبير: "أضعف الحصار المسلط على قطر دول مجلس التعاون الخليجي، لذلك من الطبيعي أن يحاول أعضاؤه التنويع في علاقاتهم".