حول العالم

الإندبندنت: تعرف على التاريخ المظلم لطقوس أعياد الميلاد

اندبندنت: يعود الاحتفال برأس السنة لسنوات عديدة قبل المسيحية- الأناضول
اندبندنت: يعود الاحتفال برأس السنة لسنوات عديدة قبل المسيحية- الأناضول

نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية تقريرا، تحدثت فيه عن التاريخ المظلم لطقوس أعياد الميلاد، حيث تنضوي العادات التي تبدو لنا طبيعية ومبهجة على خلفيات مظلمة وأحداث تاريخية سوداء. ومن الواضح أن لآلهة الرومانيين سابقا دورا كبيرا في الطريقة التي يحتفل بها المسيحيون بأعياد الميلاد.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن عيد الميلاد ربما يعني للكثيرين صورة المسيح وهو صغير أو الحكماء الثلاثة. في المقابل، يعتبره آخرون بمثابة فرصة لارتداء البلوزات الاحتفالية وإنفاق الأموال أو الانتظار في صفوف كبيرة من أجل الاستماع إلى خطاب ملكة بريطانيا. في الواقع، يعود الاحتفال برأس السنة لسنوات عديدة قبل المسيحية، علما أن الكثير من تلك المظاهر الاحتفالية لها جذور مظلمة وشريرة.

وأكدت الصحيفة أنه قبل ميلاد المسيح كان الاحتفال برأس السنة عند غالبية الأشخاص يتزامن مع منتصف فصل الشتاء. وقد اختلف المؤرخون حول تحديد تاريخ ميلاد المسيح، فمنهم من قال إنه ولد في 29 من آذار/ مارس، ومنهم من قال في 6 من كانون الثاني/ يناير. ومؤخرا، أكد العديد من المؤرخين أن المسيح ولد في أحد أيام شهر حزيران/ يونيو. من جهة أخرى، حدد يوليوس الثاني تاريخ ميلاد المسيح في 24 من كانون الأول/ ديسمبر.

وأفادت الصحيفة بأن القديس أوغسطينوس استغل احتفالات منتصف الشتاء ليعلن عن ميلاد المسيح في 25 من كانون الأول/ ديسمبر. وفي هذا السياق، كان هناك احتفالان كبيران توافقا مع تحديد تاريخ ميلاد المسيح. الأول، عيد ساتورن عند الرومان القدماء، أما الثاني، فكانت الاحتفالات في الدول الإسكندنافية المرتبطة ببعض الأساطير.

والجدير بالذكر أن الاحتفال بعيد ساتورن ينطلق في 19 من كانون الأول/ ديسمبر، ويستمر لمدة أسبوع. وكانت المدارس تغلق في ذلك الأسبوع، ولا يعاقب المجرمون، في حين تتسم المعاملات بين الأشخاص بمستوى من الأخلاق العالية. في الحقيقة، لم يكن الإله ساتورن، الذي كان يقام له ذلك الاحتفال، يتمتع بسماحة المسيح ولا حتى كرم بابا نويل. وتجدر الإشارة إلى أن ساتورن كان إله الحصاد، وكان الرومان يصورونه وهو ممسك بمنجل حاد في يده، وبصدد أكل أطفاله.

وأفادت الصحيفة بأنه في الوقت الحالي لا يحتفل الكثيرون بالإله ساتورن، ولكن طريقة الاحتفال القديمة به ما زالت منتشرة. فعلى سبيل المثال، نجد في كل مكان شجر نبات الدبق شبه الطفيلي. ويقال إن تلك الشجرة التي صنع منها الخشب الذي صلب عليه المسيح. وقديما، حرّمت أغلب الكنائس زراعته لارتباطه بالعقيدة الوثنية. وليس نبات الدبق شبه الطفيلي فحسب، بل أيضا نبات البهشية ونبات العشقة، التي هي أهم نباتات الزينة في الاحتفال بعيد الميلاد.

فقديما، كان هناك اعتقاد سائد بأن إحضار نبات البهشية إلى المنزل عشية عيد الميلاد سيجلب للمنزل سوء الحظ. ولكن حاليا، يجب عليك تزيين المنزل قبل عيد الميلاد بيوم بهذه النباتات.

وأفادت الصحيفة بأن الكثيرين يعتبرون المشاركة في صناعة حلوى عيد الميلاد البودينغ وتحريكها من اليمين واليسار يجلب الحظ، اعتقادا منهم أن ذلك الاتجاه الذي ذهب فيه الحكماء الثلاثة، أي من الشرق إلى الغرب، لمباركة المسيح وهو طفل. إلا أن الرومان القدماء كانوا يحتفلون في 25 من كانون الأول/ ديسمبر بولادة إله الشمس.

 

وأردفت الصحيفة بأن إشعال الحطب في عيد الميلاد من العادات القديمة في عبادة الشجرة. وتقول العادة إنه في حال كانت ألسنة اللهب الصادرة من ذلك الحطب المشتعل دون رؤوس فسوف يأتي الموت خلال السنة القادمة. وتذكر إحدى الأساطير أنك إذا ذهبت إلى إحدى المقابر عشية عيد الميلاد ونبشت حفرة كبيرة، ستعثر على ذهب. بالإضافة إلى ذلك، تتحدث الحيوانات في تلك الليلة بأصوات آدمية، في حين يشاع أن الشخص الذي يخرج من الكنيسة عشية عيد الميلاد قبل إنهاء الصلاة يشاهد الأشباح في الشارع.

وأوضحت الصحيفة أن السبب وراء تعليق الجوارب خارج المنزل في عشية عيد الميلاد، هو انتظار بابا نويل أو القديس نقولا؛ للحصول على الهدايا، يتمثل في أن القديس نقولا حاول مساعدة ثلاث فتيات كن يمارسن البغاء بهدف كسب المال وشراء الطعام. وقد ألقى إليهن المال أسفل مدخنة المنزل، فسقطت في جواربهن.

وفي هذا الصدد، قالت صحيفة "هاربر" الأسبوعية إن الشكل الحالي لبابا نويل، بلحيته الكثة البيضاء وردائه الأحمر، لا يعود للقديس نقولا الذي جاء بعد ميلاد المسيح بحوالي 350 سنة، وإنما ظهر بابا نويل لأول مرة بتلك الهيئة في ستينات القرن التاسع عشر. وكان يرتدي في البداية رداء أخضرا، وتربطه علاقة بالرجل الأخضر الأسطوري، إله الأخشاب والغابات في المعتقدات الوثنية. ويقال إن شركة كوكاكولا قامت بتغيير لون الرداء إلى اللون الأحمر. 

وفي الختام، أبرزت الصحيفة أن فكرة شجرة الصنوبر أو شجرة عيد الميلاد تعود للملكة فيكتوريا والأمير ألبرت، الذين عمموا استخدامها في عيد الميلاد سنة 1840. وفي هذا الصدد، لا بد من استرجاع قصة آلهة الجبال، كوبيلي، التي كانت تحب إله الموت، آتيس. وعندما غضبت عليه قامت بإثارة الجبال ضده، إلا أنه هرب منها، وخصى نفسه على شجرة الصنوبر.

التعليقات (1)
مالك علي
الجمعة، 22-12-2017 08:19 ص
لم أجد هكذا مقال على الاندبندنت ابداً، برغم صحة ما فيه.