هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الوقت الذي يقضيه المراهقون في تصفح مواقع الإنترنت.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن إدمان الأطفال على استخدام الهاتف الجوال بات أمرا منتشرا في العالم بأسره.
فبمجرد النهوض من النوم، يبادر طفل الإحدى عشرة سنة مباشرة بفتح الإنستغرام، وفي حين يتناول وجبة فطور الصباح لا يكف عن التطلع في الفيسبوك.
وطوال النهار، يتلقى الطفل رسائل على الواتساب، وفي فترة ما بعد الظهر يقوم بتحميل صوره على الإنستغرام، ويلعب لمدة أكثر من نصف ساعة على الكمبيوتر اللوحي، كل ذلك وعيناه لا تفارق التلفزيون، ومتابعة السلسلة المفضلة لديه.
وأضافت الصحيفة أن الوقت الذي يقضيه الأطفال في استخدام الإنترنت في فترة ما قبل المراهقة، يبلغ في المتوسط حوالي أربع ساعات و 36 دقيقة.
ووفقا لتقرير صدر مؤخرا عن منظمة "كومن سنس ميديا"، المختصة في الدفاع عن الاستخدام السليم للتكنولوجيات الجديدة في صفوف الأطفال والآباء، يتراوح معدل استخدام الطفل في سن التسع سنوات لهذه الأجهزة بين ساعتين و19 دقيقة في اليوم.
من جانب آخر، بات الجزء الأكبر من وقت الأطفال مخصصا لمشاهدة التلفزيون وألعاب الفيديو.
اقرأ أيضا : 10 نصائح مهمة لتعزيز احترام الطفل لوالديه.. تعرف عليها
وتجدر الإشارة إلى أن آخر الأبحاث أحالت إلى أن 30 بالمائة من الأطفال الإسبان يمتلكون هاتفا محمولا منذ سن 10 سنوات، في حين أن 70 بالمائة منهم يحظون بهاتف جوال في سن 12. ويبقى السؤال المطروح: هل يقضي الأطفال وقتا أكثر ممّا يجب في استخدام الإنترنت؟
ونقلت الصحيفة على لسان بياتريز ماركانو، منسقة قسم التكنولوجيا في كلية التربية في إسبانيا، أنه بالنسبة للأطفال في المدرسة الابتدائية، يعد قضاء أكثر من ساعتين في تصفح الإنترنت أمرا مبالغا فيه، في حين أنه بالنسبة للتلاميذ في المدرسة الثانوية، تعتبر أربع ساعات في استخدام الإنترنت أمرا مقبولا. في المقابل، بالنسبة لطالب جامعي، فقد يقتضي الأمر استخدام الإنترنت لأكثر من ست ساعات.
وأوردت الصحيفة أنه، في وقتنا الحاضر، باتت حدود استخدام التكنولوجيات الجديدة غير واضحة بشكل متزايد. وفي الأثناء، من الصعب وضع مبادئ توجيهية قابلة للتطبيق لجميع الحالات، مع العلم أن الضوء المنبعث من شاشات هذه الأجهزة له تأثير كبير على البصر ومدى قدرة الطفل على التركيز.
إضافة إلى ذلك، غالبا ما يتسبب الاستخدام المفرط لهذه الأجهزة في التعرض لإجهاد جسدي كبير. وقد يتحول الأمر إلى نوع من الإدمان، يصل إلى درجة الإصابة بما يسمى برهاب فقدان الهاتف المحمول، أو النوموفوبيا، وهو الخوف غير العقلاني من مغادرة المنزل دون هاتف محمول.
اقرأ أيضا : لماذا يدق المخادعان "فيسبوك وغوغل" ناقوس الخطر؟
وأقرت الصحيفة بأنه على الرغم من أن هذه التكنولوجيات الجديدة مفيدة جدا وتساهم في تعزيز الروابط العاطفية، إلا أن إساءة استخدامها قد يؤدي إلى عزل الطفل عن أقاربه وأسرته.
من جهة أخرى، تعتبر التكنولوجيا ضرورية بالنسبة للأطفال في مجال التعليم والترفيه والتواصل. في المقابل، قد ينجر عن تعرض الطفل إليها منذ سن مبكرة، العديد من الآثار السلبية.
وذكرت الصحيفة أن من العواقب الوخيمة لاستخدام الطفل للإنترنت، سرقة هويته وفقدان خصوصية البيانات والاستمالة والخداع فضلا عن إرسال محتوى جنسي إليه أو التحرش به عن بعد، الأمر الذي انتشر كثيرا في الفترة الأخيرة.
وعلى الرغم من هذه الجوانب السلبية، إلا أن الاستخدام الرشيد لهذه التكنولوجيات يمكن أن يسهل على الأطفال فهم المواضيع المعقدة، ويساعدهم على حل المسائل الرياضية وفهم تطور التاريخ أو العلاقات الاجتماعية. فضلا عن ذلك، تلعب هذه التقنيات دورا في تيسير التعاون والاتصال والتعلم بين الأطفال الصغار.
وفي الأثناء، من الضروري الابتعاد عن الهاتف المحمول لبضع ساعات في اليوم، إلى جانب القيام بتمارين للعين وأنشطة بدنية، والدخول في محادثات مباشرة مع الآخرين.
وأوضحت الصحيفة، وفقا لأحد الخبراء، أنه ليس هناك سن محددة لشراء هاتف محمول لطفلك، فكل ما يجب تجنبه هو اتخاذ مثل هذا القرار لأسباب خاطئة.
اقرا أيضا : هل طفلك يعصي أوامرك؟ هذه أخطاء يجب تفاديها عند معاقبته
ففي بعض الأحيان يضغط المراهقون على آبائهم لشراء هاتف محمول، حتى يحظوا بالقبول ضمن مجموعة أصدقائهم.
من ناحية أخرى، وفي ظل الشعور بالتوتر الذي يعتري الوالدين بسبب نسق الحياة السريع وعدم الموازنة بين الحياة الخاصة والعملية، يرى العديد منهم أن توفير أجهزة نقالة لأطفالهم يعد وسيلة ناجعة لإلهائهم.
وفي الختام، أفادت الصحيفة على لسان بياتريز ماركانو، بأن معظم المؤسسات التعليمية تعمل على تعزيز الكفاءات الرقمية في صفوف الأطفال الصغار، بما في ذلك إرساء منهجية تدريس تساعد على تصفية المعلومات، فضلا عن اختيار المواقع المناسبة للبحث، إلى جانب اتخاذ الاحتياطات اللازمة للحفاظ على أمن شبكة الإنترنت.