سياسة عربية

بعد فشله بالتقدم جنوب حلب.. حزب الله يدعم قواته بـ"النخبة"

جاءت تحركات حزب الله بعد تراجع حدة المعارك مع تنظيم الدولة في ريف دير الزور الشرقي- جيتي
جاءت تحركات حزب الله بعد تراجع حدة المعارك مع تنظيم الدولة في ريف دير الزور الشرقي- جيتي
أكدت وسائل إعلام لبنانية مقربة من "حزب الله"، أمس الاثنين، وصول قوات النخبة المسماة بـ"قوات الرضوان" من دير الزور إلى ريف حلب الجنوبي، حيث يخوض الحزب إلى جانب قوات النظام ومليشيات إيراينة معارك ضد المعارضة.

وأوضحت وسائل الإعلام، أن تحركات الحزب جاءت بعد تراجع حدة المعارك مع تنظيم الدولة في ريف دير الزور الشرقي، وبعد تضاؤل الحاجة إلى مشاركة قوات النخبة التابعة للحزب هناك.

وتأتي هذه الخطوة، بعد فشل قوات النظام في تحقيق تقدم ملحوظ في عملياتها الهادفة إلى الوصول إلى مطار "أبو الظهور العسكري" بريف إدلب الشرقي، انطلاقا من ريف حلب الجنوبي، بفعل المقاومة الشرسة التي تبديها المعارضة في هذه المنطقة الاستراتيجية.

وقال المسؤول في المكتب الإعلامي لجنوب حلب حسن عبيد: إن "هيئة تحرير الشام" إلى جانب "جيش النصر" أفشلا كل محاولات تقدم النظام والمليشيات المساندة له في مناطق قرية عبيسان وجبل الحص جنوب شرق حلب.

وأضاف لـ"عربي21": "يبدي المقاتلون من أبناء المنطقة مقاومة شرسة، وتمنحهم طبيعة المنطقة الوعرة عامل صمود إضافي"، ويعلق: "الأرض تقاتل مع أهلها".

ولفت إلى أن المعارك تتخذ من جانب المعارضة طابع "الكر والفر"، موضحا أن المعارضة تضطر أحيانا إلى التراجع عن بعض مواقعها نتيجة القصف الجوي الكثيف، لكن سرعان ما تعاود استعادتها فور غياب الطائرات.

وبحسب عبيد، فإن قوات النظام تبعد عن الوصول لهدفها أي مطار "أبو الظهور العسكري" ما يزيد عن 30 كيلو مترا.

وأشار من جانب آخر، إلى أنه مقابل فشل قوات النظام بالتقدم في ريف حلب الجنوبي باتجاه الجنوب، فإن محور ريف حماة الشرقي يشهد تراجعا ملحوظا للمعارضة، مبينا أن المسافة التي تفصل مواقع النظام عن مطار "أبو الظهور العسكري" الذي تسيطر عليه المعارضة، تقدر بحوالي 25 كيلومترا.

ويحاول النظام والمليشيات المساندة لقواته الوصول إلى مطار "أبو الظهور العسكري" من محوري ريف حلب الجنوبي، وريف حماة الشرقي.

الخبير العسكري العقيد فايز الأسمر، اعتبر أن المعارك التي يشنها النظام في ريف حلب والجنوبي وريف حماة "نتيجة مباشرة لاتفاق الأستانة، الذي حيّد الكثير من الفصائل عن قتال النظام".

وأوضح الأسمر في حديثه لـ"عربي21"، أن النظام يحاول التقدم على أكبر مساحة ممكنة على حساب المعارضة، دون أن يعير التفاتا لاتفاق "خفض التصعيد" رغم تطبيقه في ريف حماة الشمالي، بذريعة وجود عناصر القاعدة.

وعن أهداف النظام من وراء هذه المعارك، قال الخبير العسكري: "النظام يحاول فرض حصار كامل على مدينة إدلب باستثناء الجهة الشمالية منها المتصلة مع تركيا".

لكن وبحسب الأسمر، فإن النظام لن يستطيع أن يتقدم بشكل واضح، رغم الأوضاع غير المستقرة التي تمر بها "هيئة تحرير الشام" من اعتقالات لبعض قادتها، وكذلك من توترات مع بعض الألوية التي كانت تحسب عليها.

وأضاف: "لولا هيئة تحرير الشام إلى جانب فصيلي جيش النصر وجيش العزة لكانت إدلب من حصة النظام".

في الأثناء، أطلق ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي وسم #ريف_حلب_الجنوبي_بلا_مشفى، أشاروا من خلاله إلى خلو الريف الجنوبي من المراكز الصحية وسيارات الإسعاف، الأمر الذي يفاقم من أوضاع المدنيين الذين يتعرضون للاستهداف المباشر.

وأوضح الناشطون، أنه في الوقت الذي تتعرض فيه مدن وبلدات ريف حلب الجنوبي إلى حملة قصف كثيفة من قبل مقاتلات النظام والروسية، فإن أقرب نقطة طبية عن المنطقة تبعد نحو 100 كيلو متر.
التعليقات (0)