هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يشكو المدنيون في جنوب سوريا من ظاهرة الخطف التي التي زادت خلال العام الجاري، إذ أدت إلى أزمة اجتماعية لاسيما في محافظتي درعا والسويداء، بسبب قيام مجموعات مسلحة باحتجاز عشرات المدنيين، وطلب فدية مالية، مقابل إطلاق سراحهم.
وبحسب نشطاء وحقوقيون من المحافظتين، يتعرض عدد كبير من المخطوفين للتعذيب والإخفاء القسري، إذ يتم تصويرهم لابتزاز ذويهم وإجبارهم على دفع الفدية، إلا أن بعض الحوادث تطورت لتصل لقتل الشخص المخطوف، وفق قولهم.
وأفادوا بأن ذلك حدث مع الشاب موسى السكري من بلدة الكرك الشرقي، بعد أن أخفق الخاطفون في الحصول على مبلغ 50 ألف دولار مقابل تسليمه لأهله.
من جهته، أفاد المدير التنفيذي لـ"منظمة سوريون من أجل العدالة"، بسام الأحمد، لـ"عربي21"، بأن المنظمة أعدت دراسة فندت فيها أسباب انتشار هذه الظاهرة، وتبعاتها.
وقال: "منذ بداية شهر كانون الثاني/ يناير 2017، ازدادت حالة الفلتان الأمني في محافظة السويداء، لاسيما في المناطق الحدودية والقريبة من محافظة درعا، وبات الخطف والسرقة مصدر رزق للعديد من أفراد الجماعات المسلحة في كلتا المحافظتين.
واستدرك: "في المقابل، تم تسجيل عشرات حالات الخطف المضاد التي قام بها بعض أهالي المخطوفين بحق بعض أهالي درعا النازحين في محافظة السويداء".
وقال الأحمد: "وصل عدد المخطوفين بين كلتا المحافظتين في شهر كانون الثاني/ يناير2017 إلى أكثر من 150 مخطوفا في شهر واحد".
وأوضح أنه لم يتم الإفراج عن معظمهم إلا عقب دفع فدية مالية، بينما انخفضت أعداد حالات الخطف في الأشهر التي تلت شهر كانون الثاني/ يناير، لكن سرعان ما ارتفعت مرة أخرى، حيث تمّ توثيق ما لا يقل عن 65 حالة خطف في شهر آب/ أغسطس.
وأضاف أنه منذ شهر كانون الثاني/ يناير، وحتى نهاية شهر آب/ أغسطس، وقع ما لا يقل عن 300 حادثة خطف.
بدوره، ذكر عضو مركز غزالة للإعلام، الناشط أبو غياث الشرع، لـ"عربي21"، أن عددا كبيرا من عمليات الخطف تمت بوضح النهار، بالقرب من حواجز قوات النظام ومليشيات الدفاع الوطني في السويداء.
وذهب إلى أن هذا "يشير إلى تورط الجهات الحكومية في افتعال الفتنة أو غض الطرف عنها، بينما تتستر عصابات الخطف المنتشرة في درعا خشية انكشاف أمرها".
وأضاف الشرع أن سيناريو الخطف المضاد بين الجارتين طال هذا الشهر مدنيون من بلدة خربة غزالة، إذ وقع الشاب مصطفى الحاج علي رهن الاعتقال لدى مسلحين من آل بدران في السويداء، ردا على خطف شاب من عائلتهم في في ريف درعا.
في حين تعرض المدرس أحمد فارس المصري للخطف داخل مدينة السويداء على يد مسلحين قاموا بإنشاء مجموعة على برنامج "واتس أب"، وأضافوا إليها الأرقام الموجودة في هاتف المخطوف، ثم نشروا صورا تظهر آثار التعذيب على جسده المكبل بسلاسل حديدية، مطالبين بتقديم فدية مالية قدرها 20 مليون ليرة سورية.
وأشار الشرع إلى أن تلك الحوادث أثرت سلبا على حركة التبادل التجاري بين المحافظتين، نتيجة قيام أهالي السويداء بإغلاق الطرق المؤدية إلى مدن وبلدات ريف درعا الشرقي مرات عدة كرد فعل على اختطاف أبنائهم.
يشار إلى أن محكمة دار العدل في حوران، أصدرت في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، بيانا جاء فيه أن المحكمة تدين عمليات الخطف بحق المدنيين من أهالي درعا والسويداء.
وأعلنت أنها ستلاحق بصفتها القضائية "جميع المتورطين بهذا الجرم الشنيع، وسيتم محاسبتهم وفق القوانين والأنظمة النافذة".