حول العالم

هل بدأ التحضير من أجل الانتقال إلى كوكب آخر؟

الارض
الارض
نشرت صحيفة "فوكس" الألمانية تقريرا تحدثت فيه عن محاولات علماء الفضاء البحث عن كوكب آخر توجد به حياة غير كوكب الأرض. فمنذ فترة قصيرة، قام الباحثون بإرسال رسالة عبر الفضاء لتصل إلى الكائنات الفضائية في أقرب نظام نجمي. وفي حين يرى بعض الباحثين أن هناك احتمالا كبيرا لوجود كائنات فضائية بالفعل، يحذر آخرون من تلك المخاطرة، على غرار ستيفن هوكينج.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه من المحتمل أن توجد حياة في النظام النجمي "للنجم لويتن". ويلقب العلماء نجم لوتين بالقزم الأحمر، ويضم في مجموعته كوكبين، يحملان مسميات فلكية "لوتين b" و "لوتين c". وتقدر كتلة "لوتين b" بنحو 2.9 من كتلة الأرض، بينما تقدر كتلة "لوتين c" بنحو 1.2 من كتلة الأرض. وتعادل الدورة الكاملة للكوكب الأول 18.7 يوم، بينما يتم الكوكب الآخر دورته في 4.7 يوم.
 
وأكدت الصحيفة أن قمر "لوتين b" يقع في نطاق صالح للحياة حول نجمه، وقد عثر على أثر وجود ماء على سطحه. وإذا ما ثبت وجود نظام للحياة على سطحه، فسيصبح بمنزلة كوكب "أرض" هائل. كما أكد علماء الفضاء أنه في حال كان هذا الكوكب يملك التكنولوجيا نفسها التي نمتلكها، فسوف يتمكن من تلقي رسالة من الأرض خلال 12.36 سنة. ويرجع طول مدة وصول الرسالة إلى أن النجم لوتين يقع في كوكبة الكلب الأصغر البعيدة عن كوكب الأرض بسنين ضوئية عديدة.
 
وفي شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أطلق مجموعة من العلماء والفنانين رسالة إلى الفضاء في إطار مشروع "ميتي"، الذي يهدف إلى مراسلة الكائنات الذكية خارج كوكب الأرض، وذلك وفقا لموقع سبيس. ومن أجل ذلك، استخدم العلماء هوائي راديو في مدينة ترومسو النرويجية.
 
وأفادت الصحيفة بأن الهدف من مشروع ميتي، ومقره سان فرانسيسكو، إرسال رسائل للكائنات الفضائية الأخرى وانتظار الرد منها، علما بأن تلك الرسائل لا تهدف إلى إعلام الكائنات الفضائية بوجودنا فحسب، وإنما تطلعهم على ثقافتنا أيضا. وتتمثل الرسالة في إشارات مضيئة ثنائية الرمز، تحتوي على معادلات رياضية ومحتوى علمي، فضلا عن 33 مقطوعة موسيقية من اختيار مجموعة من المبدعين في مهرجان سونار للموسيقي والإبداع والتكنولوجيا في مدينة برشلونة.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن طاقم المشروع يطمح عبر هذه الطريقة لفتح قنوات اتصال مستقبلية مع السكان "المفترضين" لكوكب لوتين b. وفي هذا الإطار، صرح رئيس المشروع، دوغلاس فاكوش، لموقع سبيس أن "هذه الرسالة تعتبر نموذجا أوليا لشيء يجب أن نفعله ملايين المرات". وأردف قائلا إنه يتوقع نجاح المشروع خلال 25 سنة "ما دمنا نفكر في المشروع ونبحث عن إجابة، وإذا نجح المشروع فإن مستقبل البشرية سيتغير بشكل كبير".
 
وأكدت الصحيفة أنه في سنة 1974 أرسل مجموعة من الباحثين رسالة إلى النجوم عرفت باسم رسالة "أريسيبو" من خلال مقراب راديوي طوله 300 متر، يقع في مرصد أريسيبو في إقليم بورتوريكو. وكانت الرسالة ثنائية الترميز واحتوت على معلومات عن طبيعة الإنسان وسكان العالم، بالإضافة إلى المصدر الذي بثت منه الرسالة. وقد وجهت الرسالة إلى تجمع الجاثي النجمي المغلق "مسييه 13" في كوكبة الجاثي، التي تضم قرابة 300 ألف نجم.
 
وبينت الصحيفة أنه تم اختيار ذلك التجمع نظرا لوجود العديد من النجوم في نطاق صغير، ما يزيد من فرص وجود حياة. والجدير بالذكر أن "مسييه 13" يبعد عن كوكب الأرض حوالي 25 ألف سنة ضوئية، لذلك، من المتوقع أن يكون الجواب عن تلك الرسالة بعد 50 ألف سنة.
 
ونوهت الصحيفة بأن الفيزيائي المعروف، ستيفن هوكينج، قد حذر من خطورة تلك الرسائل، التي قد تستلمها كائنات نجهل طبيعتها، فتأتي إلى كوكب الأرض لتنهب ثرواته وتقضي علينا. في المقابل، يعتقد فاكوش ومجموعة أخرى من العلماء أنه لا توجد خطورة في تلك الرسائل، نظرا لأن أي حضارة فضائية موجودة في نطاق 100 سنة ضوئية قد تمكنت بالفعل من تحديد مكاننا من خلال موجات الراديو التي تبثها الأرض.
 
حيال هذا الشأن، أكد فاكوش أنه "مهما كانت الحضارة الموجودة في النجم لويتن، فإنها لا تملك الإمكانيات التي تخول لها السفر إلى كوكب الأرض وتهديدنا، ولكنها تستطيع التقاط موجات الراديو الصادرة من الأرض. لذلك لا تعتبر مثل تلك الرسائل تهديدا". وفي السياق نفسه، اعتبر رئيس المشروع أن الرسالة التي أرسلت في تشرين الأول/ أكتوبر هي مرحلة أولى من مشروع "سونار يتصل بكوكب لوتين b".
 
وفي الختام، أكدت الصحيفة أنه في نيسان/ أبريل سنة 2018، سيتحول مهرجان سونار إلى مشروع علمي موسع عن كوكب الأرض وسكانه. وبعد ذلك، سيقوم العلماء والفنانون بإعادة بث رسائل أخرى إلى نجم لوتين من مقراب ترومسو الراديوي.
0
التعليقات (0)