وجه مجموعة من
المثقفين والعلماء المختصين بقضايا الخليج وشبه الجزيرة العربية رسالة مفتوحة إلى
صحيفة "
نيويورك تايمز"، لاستهجان ما ورد في مقالة الكاتب توماس
فريدمان
بشأن "الربيع العربي في المملكة العربية
السعودية".
وعبرت الشخصيات
الموقعة على الرسالة التي نشرها موقع "مشروع البحث والإعلام في الشرق الأوسط"، عن "دهشتها وقلقها وغضبها في الوقت ذاته" من
التفاصيل الواردة في المقابلة التي أجراها فريدمان مع ولي العهد السعودي محمد بن
سلمان، وتضمنت "سردا لأكاذيب مغايرة لحقيقة ما يجري على الأرض" وفق
وصفهم.
وقال الموقعون، إن وصف
فريدمان للحالة السعودية بالربيع "مختلف تماما عن واقع الربيع العربي، الذي كان
محاولة من الشباب وقطاعات كبيرة من سكان
البلدان العربية لإجبار حكوماتهم على إضفاء طابع ديمقراطي على النظم
السياسية، ومقاومة للحجر على حرية الرأي والتعبير ووقف التعذيب المنهجي وإيذاء
المواطنين من طرف قوات الأمن".
ووقع على الرسالة كل من
شيلا كارابيكو من جامعة، ريتشموند وليزا حجار من جامعة كاليفورنيا سانتا باربر، وتوبي جونز
من جامعة روتجرز مارك ليفين، وجامعة كاليفورنيا إيرفين وجوشوا ستاتشر من جامعة ولاية
كين، وبوب فيتاليس من جامعة بنسلفانيا وجيسيكا واينيجار من جامعة نورث وسترن.
وأضافوا: "لكن
ولي العهد السعودي لم يعالج هذه القضايا وكل الأدلة بشأن ما فعله تشير إلى عكس ذلك، وقوته المتنامية رافقها تصاعد الرقابة والاعتقال دون محاكمة عادل، بالإضافة لأشكال
من القمع العنيف ضد المعارضة".
وشدد الموقعون على أن
تسليط فريدمان الضوء على إصلاحات ابن سلمان بشأن "الإسلام المتطرف الذي عززه
السعوديون منذ فترة طويلة، إما يعد جهلا بالمعطيات الدينية والتاريخية والسياسية
وتقديما لطموحات ابن سلمان، أو أنه أسوأ منذ ذلك ويتعداه لسرد كذب واضح مغاير لما
يجري على الأرض".
واتهموا فريدمان
بممارسة "الخداع" من خلال الترويج لمحاربة ابن سلمان للفساد وقالوا، إن "الأمير اشترى يختا فخما بملايين الدولارات خلال قضائه عطلة في البحر الأبيض
المتوسط في حين أن المرأة السعودية، لم تكن قادرة حتى وقت قريب على قيادة
السيارة".
ولفت الموقعون إلى أن فريدمان وفر منذ فترة
طويلة للمختصين في الشرق الأوسط مساعدة هزلية، واستمر عموده في الصحيفة بعد عقود من
تقارير "نيويورك تايمز" المؤكدة عن "الإصلاح" والحداثة"
و"مكافحة الفساد".
ورأوا أن ما تقوم به الصحيفة "مرحلة خطيرة
من العلاقة مع النظام السعودي"، متسائلين "هل هناك محاولة من الكاتب
والأمير للاستخفاف بالقراء ونشر هذه القطعة المثيرة للسخرية.. هذه ليست كتابة إنها
دعاية صافية".