سياسة عربية

بعد "الرياض2"....هل ستشارك المعارضة في "سوتشي"؟

مؤتمر سوتشي
مؤتمر سوتشي

جدد المتحدث باسم "الائتلاف السوري المعارض" أحمد رمضان موقف الائتلاف المعارض من مسألة حضور مؤتمر "الحوار الوطني" الذي سيعقد في مدينة سوتشي الروسية، قائلا لـ"عربي21": "لن نشارك وموقفنا معلن ومعروف للجميع".

ومقابل موقف الائتلاف الصلب للآن من المؤتمر الذي دعت إليه روسيا، لم يحسم رئيس وفد المعارضة والمنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات نصر الحريري، مشاركة الهيئة العليا للمفاوضات في المؤتمر، مكتفيا في أول تصريح إعلامي له بعد توليه المنصب الجديد خلفا لرياض حجاب، بالإشارة إلى أن المؤتمر "لا يخدم العملية السياسية"، تاركا الباب مواربا على القرار النهائي.

وهو الأمر الذي فتح باب التوقعات بشأن مشاركة وفد المعارضة الذي يضم بين جنبيه ممثلين عن "منصة موسكو" التي تولي مؤتمر "سوتشي" اهتماما منقطع النظير.

من جهته، رجح رئيس الأمانة العامة لإعلان دمشق، والعضو السابق في الائتلاف سمير نشار مشاركة الوفد في مؤتمر "سوتشي"، معتبرا أن الهيئة العليا للمفاوضات الجديدة التي خرج بها مؤتمر "الرياض2"، من الأجساد السياسية السورية المعارضة "الأكثر تعرضا للتأثيرات الإقليمية والدولية"، مضيفا "لقد ظهر هذا الأمر بوضوح خلال المؤتمر".

وقال نشار لـ"عربي21": إن نصر الحريري هو من قبل في الجولة الرابعة من محادثات جنيف بمنصتي "موسكو والقاهرة"، وهو من جعلهم شركاء في القرار السياسي مع الهيئة العليا للمفاوضات السابقة التي أنتجها مؤتمر "الرياض1".

وأضاف، كان ذلك الاعتراف من الحريري بمثابة الخرق لوفد المعارضة الذي أسس لمؤتمر "الرياض2" الذي كان نتاج للتحولات في المواقف الدولية والإقليمية حيال الملف السوري، وتحديدا حيال مسألة مصير حكم بشار الأسد.

وبحسب نشار، فإن الأسباب السياسية التي استدعت عقد مؤتمر الرياض2، أسباب فرضتها التحولات الإقليمية والدولية، ولم تفرضها الضرورة السورية، لأن القرار الأممي 2254 لم يتحدث عن ضرورة تشكيل وفد واحد مع منصتي موسكو والقاهرة، وإنما أشار إلى ضرورة مراعاة وجودهم، أي كمستشارين.

 

وتساءل: "حتى وإن تضمن القرار الأممي ضم المنصتين، فلماذا لم يتم المطالبة ببنود القرار ذاته التي تشير إلى ضرورة إطلاق المعتقلين وفك الحصار عن المناطق المحاصرة؟، ولماذا لم يتم التقيد إلا بهذا البند فقط الذي يطالب بتشكيل وفد واحد للمعارضة، يضم منصة موسكو، وهي حصان طروادة الأسد إلى المعارضة؟".

وبالبناء على ذلك، رأى نشار أنه إذا تلاقت التأثيرات الإقليمية والدولية على ضرورة ذهاب الهيئة العليا إلى سوتشي، فإن الهيئة ستذهب ولن تعدم المبررات لحضورها، كما قال.

من جانبه، اعتبر الإعلامي المعارض عبد الجليل السعيد، أن مشاركة الهيئة العليا للمفاوضات في سوتشي "أمر إيجابي"، قائلا إن "المشاركة في أي مؤتمر قد يسهم إلى حل سوري مطلوبة".

وأضاف لـ"عربي21"، إن مؤتمر سوتشي لن يفضي إلى حل أخير، لكنه مؤتمر محسوب على روسيا صاحبة المبادرة الحقيقة على الأرض والطرف الذي يمتلك الوصاية الحقيقة على النظام، والولاية الفعلية التي تخولهم الضغط على إيران، إلى جانب علاقتها الجيدة مع تركيا، وكل ذلك يؤهل روسيا لأن تفرض على الجميع تنازلات.

ودعا السعيد، المعارضة إلى التجاوب مع هذا المؤتمر، دون النظر إلى حملات التشويش والتخوين والتشكيك بمحتواها، مشددا على أن الحكم على المشاركة يجب أن يأتي من مصلحة السوريين بالدرجة الأولى.

وبدا السعيد جازما بأن غالبية الأطياف السورية ستشارك في مؤتمر سوتشي، وذلك بمقتضى العلاقات والتنسيق الروسية التركية الجيدة.

وباستثناء إعلان "تيار الغد السوري" الذي يترأسه رئيس الائتلاف السابق أحمد الجربا، عن عزمه المشاركة في مؤتمر "سوتشي"، لازالت بقية أطياف المعارضة على موقفها الرافض المشاركة.

يذكر أن موسكو لم تنه بعد دعواتها للمشاركة في مؤتمر "سوتشي" المقرر عقده في كانون الأول/ديسمبر، وذلك بعد أيام قليلة من انتهاء الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف التي ستبدأ الثلاثاء المقبل.

التعليقات (0)