ملفات وتقارير

سعد الحريري وريث السياسة والمال يخشى مصير والده

الحريري يعد حليفا استراتيجيا للسعودية- أرشيفية
الحريري يعد حليفا استراتيجيا للسعودية- أرشيفية

ورث رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، عن أبيه المال والمنصب السياسي، حيث خلفه بعد اغتياله عام 2005 في رئاسة حزب المستقبل، وقيادة إمبراطورية اقتصادية منتشرة بأكثر من بلد.

ويبدو الحريري قلقا من أن يرث من أبيه أيضا المصير ذاته من الاغتيال الذي تعرض له في 14 شباط/ فبراير 2005، حيث أشار سعد في خطاب استقالته من رئاسة الحكومة اليوم السبت، إلى خوفه من هذا المصير.

 

فمن هو سعد الحريري؟

دخل سعد الحريري المولود في السعودية عام 1970، السياسة صدفة، بعد اغتيال والده رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري، حيث لم يشتغل وينشغل فيها قبل وفاة والده.

ودرس سعد الحريري إدارة أعمال دولية، وتولى بعد تخرجه منصب مدير عام شركة "سعودي أوجيه" بالفترة 1994-2005، وتقلد مناصب عدة في شركات اقتصادية كبرى مثل "أوجيه تيليكوم" وغيرها، وهو مالك قناة المستقبل.

ومن أبرز تحركاته السياسية تشكيله مع أحزاب لبنانية أخرى تكتل "14 آذار"، وهي الحزب التقدمي الاشتراكي، وحزب الكتائب، والقوات اللبنانية، بالإضافة لتيار المستقبل الذي يرأسه، وجاء التأسيس ردا على قوى الثامن من آذار، حيث اتهمها باغتيال والده.

وتم انتخاب الحريري الابن، نائبا في البرلمان لدورتين متتاليتين عام 2005 و2009، وبعد حصول تكتله النيابي على الأغلبية كلفه الرئيس ميشال سليمان بتشكيل أول حكومة له في حزيران/يونيو 2009.


وواجه الحريري صعوبات في تشكيل حكومته الأولى، فاضطر للاعتذار عن تشكيلها في أيلول/ سبتمبر 2009.

 

رئاسته للحكومة

وتمكن الحريري من تشكيل الحكومة بعد مفاوضات شاقة مع كافة القوى السياسية اللبنانية في تشرين الثاني/نوفمبر 2009، لكن حكومته ما لبثت أن واجهت صعوبات عدة خاصة بعد صدور القرار الظني في جريمة اغتيال والده.

ففقدت حكومة الحريري حينها النصاب القانوني، بعد أن استقال وزراء تكتل الإصلاح والتغيير وحزب الله وحركة أمل، الذين وصل عددهم لـ 11 وزيرا، وجاءت استقالتهم رفضا لاتهام الحريري لحزب الله باغتيال والده، وإصرار هذه القوى على طرح موضوع شهود الزور بالقضية ومطالبتهم بمحاكمتهم.

وشهدت علاقات الحريري الخارجية تباينا، حيث توترت علاقته مع سوريا بعد اتهام قوى الـ 14 من آذار لدمشق بالمسؤولية عن اغتيال رفيق الحريري، لكنها عادت للتحسن بعد أن زار سعد دمشق بتاريخ 19 كانون الأول/ديسمبر 2009، كرئيس لوزراء لبنان.

وتحسنت علاقة الحريري مع إيران، ونتج عن هذا التحسن زيارة قام فيها إلى طهران في تشرين الثاني/نوفمبر 2010، وشهدت توقيع اتفاقيات تعاون اقتصادي بين البلدين.

وغادر لبنان إلى منفاه الاختياري في السعودية وباريس عام 2011، لكنه عاد عام 2014 في ظل انتهاء فترة سليمان الرئاسية وتعثر انتخاب رئيس جديد نتيجة للتجاذب والخلافات السياسية بين مختلف القوى.

 

علاقات وثيقة الصلة بالسعودية

 

وتعد علاقة الحريري مع السعودية أهم تحالفاته الخارجية، ودائما ما تتوافق قراراته السياسية والرؤية السعودية لقضايا المنطقة، إذ اتفق الاثنان على تأيد الثورة السورية، ورفض مشاركة حزب الله في الحرب في سوريا.


وحظي الحريري الابن بثقة العائلة السعودية الحاكمة، ما سهل له إيجاد صلات وثيقة بالعائلة المالكة السعودية، خاصة أثناء حكم الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز.


وتدعم السعودية "تيار المستقبل" الذي يتزعمه سعد، بالوقت ذاته الذي تدعم فيه القيادات السنية المعارضة لآل الحريري، وأبرزها رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، إلا أن الحريري يعد الحليف الأبرز إلى جانب المملكة.

 

وسعى الحريري لتشكيل حلف لبناني مدعوم من السعودية لمعارضة وجود القوات السورية في لبنان، وبالوقت ذاته يعارض فيه سياسة حزب الله وتقاربه مع إيران، وأدى ضغط حلفه لخروج سوريا من لبنان بتاريخ 2005.

 

توتر مع حزب الله

 

واتسمت علاقة آل الحريري عموما بحزب الله بالتوتر، فالحزب المعروف بعلاقاته مع إيران الغريمة الإقليمية للسعودية، يعارض الدول الخليجية، ويناصب العداء لكل من يحالفه، وتعد عائلة الحريري أحد أهم حلفاء السعودية في لبنان.


وازداد الخلاف بين سعد الحريري وحزب الله بعد تدخل الأخير في الحرب الدائرة في سوريا، إضافة لدعمه للحوثيين في اليمن، الأمر الذي اعتبره الحريري تهديدا لمصالح لبنان، على اعتبار أن الحزب يتحالف مع خصوم داعمي لبنان.


وسعى الحريري لكسب ود ودعم السعودية للبنان بالمجالات كافة، ولهذا حاول دائما ثني حزب الله عن التدخل بشؤون الدول العربية وخاصة الخليجية، وطالب بخروجه من سوريا وإيقاف دعمه للحوثي في اليمن.

 

ثروة الحريري


وقدرت مجلة "فوربس" الأمريكية أموال آل الحريري في عام 2008، بحوالي 10.6 مليارات دولار، وتعد البنوك من أبرز أملاك العائلة، إذ يمتلكون أحد أهم المصارف في لبنان والعالم العربي بالكامل.

 

الحكومة الثانية


وتم تكليف الحريري مرة أخرى بتشكيل الحكومة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، بعد أن تم التفاهم بين جميع الكتل السياسية على استلامه الحكومة ممثلا لتكتل 14 آذار، وعون للرئاسة عن تكتل 8 آذار.

وعاد الحريري الابن كعادته ليفاجئ الجميع اليوم، ويقدم استقالته من العاصمة السعودية الرياض، ما أثار العديد من التساؤلات والتكهنات.
اقرأ أيضا: ما هي أسباب استقالة الحريري من منصبه وتداعياتها؟

التعليقات (0)