العثماني يعتذر .. وأحكام ثقيلة لمعتقلي "زاكورة" بالمغرب

ساعات بعد تقديم رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني اعتذارا لسكان مدينة زاكورة (الجنوب الشرقي للمغرب) بسبب معاناتهم مع انعدام الماء الصالح للشرب، أدانت المحكمة الابتدائية بالمدينة بـ24 شهرا في حق ستة من معتقلي انتفاضة العطش.  

دفعة أولى من المعتقلين

 
وأصدرت المحكمة الابتدائية بزاكورة، في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، أحكامها بالحبس لمدة 24 شهرا في حق 8 معتقلين في ملف ما بات يعرف بـ"انتفاضة العطش" بزاكورة.

وقضت المحكمة في جلستها التي انطلقت على الساعة الثانية بعد الزوال الاثنين وإلى غاية الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، بالحكم على المعتقلين أحمد اليعيشي وحمزة ناجي وإبراهيم بماد، بأربعة أشهر حبسا نافذا وألف درهم غرامة مالية لكل واحد منهم.

وحكمت على كل من الحسن الدحاني وحمزة العبدلاوي بثلاثة أشهر حبسا نافذا وألف درهم غرامة مالية لكل منهما، وقضت المحكمة ذاتها في حق كل من عبد الحق الزوين وأحمد بنويك واليوسفي مراد بشهرين حبسا نافذا وألف درهم غرامة مالية.

ولم تأخذ هيئة المحكمة بعين الاعتبار دفوعات محامي المتهمين البالغ عددهم 16 محاميا، الذين دفعوا بملتمس "بطلان محاضر الاستماع للمعتقلين التي أنجزتها عناصر الشرطة؛ لكونها لم تحترم الضمانات القانونية المكفولة للمتهمين".

يشار إلى أنه تمت متابعة المعتقلين الثمانية على خلفية الأحداث التي عرفتها الوقفة الاحتجاجية للمطالبة بالماء يوم الأحد 8 أكتوبر الجاري، من أجل تهم تتعلق بـ”إهانة موظف في أثناء مزاولته لعمله، وتعييب أشياء ذات منفعة عمومية والمشاركة في مظاهرة غير مرخصة".

وتوبع هؤلاء المعتقلون الثمانية بتهم "التجمهر غير المرخص له وتعييب ممتلكات وإهانة موظف وتكسير ممتلكات عمومية وخاصة". 

فيما تمت إحالة 7 معتقلين بينهم 3 تلاميذ وطالب جامعي على غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بورزازت بتهم ثقيلة منها "تكوين عصابة إجرامية وإضرام النار".

اعتذار رئيس الحكومة

 
وقدم رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، اعتذاره إلى ساكنة منطقة زاكورة بسب معاناتهم مع أزمة المياه بالإقليم، وذلك خلال كلمة له في الجلسة الشهرية لمساءلة رئيس الحكومة بمجلس النواب.

وقال العثماني في رده على سؤال البرلماني عن فيدرالية اليسار عمر بلا فريج، إنه يقدم اعتذاره "علنا لمن لم يصل إليهم الماء في زاكورة، مؤكدا أن هذه الأزمة هي مسؤولية الدولة، ولكن تقع إشكالات وسنعالجها بتدخلات المكتب الوطني للماء والكهرباء والإدارات الترابية والعملات ووزارة الفلاحة".

وتابع رئيس الحكومة أن "السلطات الحكومية من وزارة الفلاحة والمكتب الوطني للماء والكهرباء وغيرهما، يقومون بمجهوداتهم لمعاجلة الإشكال"، لافتا إلى أن "هناك عدم تنسيق وعدم التقائية بين الجهات المعنية في الموضوع".

وأضاف: "عندنا لقاءان حول زاكورة، وأي مشكل قد يقع ستجتمع عليه الوزارات المعنية من أجل معرفة التدخلات الممكنة، وإذا كان المطلوب هو المال سنحاول توفيره، وإذا كان المطلوب هو القيام بزيارات ميدانية سنقوم بها، وقد حلت كاتبة الدولة المكلفة بالماء شرفات أفيلال يعين المكان، وتم حل المشكل فعلا".

وكشف العثماني أن حكومته "طلبت من المكتب الوطني للماء والكهرباء إيصال الماء إلى المنطقة"، معتبرا أن "هذه إجراءات استعجالية، وهناك إجراءات على المدى المتوسط والطويل ضمن المخطط الوطني للماء".

إلى ذلك، وصلت، أمس الأحد، قافلة تضامنية من مناطق مغربية مختلفة إلى مدينة زاكورة، من أجل دعم الخطوات الاحتجاجية التي يقوم بها أبناء المنطقة منذ أسابيع للاحتجاج على أزمة الماء، وهي الاحتجاجات التي تسببت في اعتقال عدد من أبناء المدينة.