ملفات وتقارير

بعد مجزرة الأبيار.. هل ستنقلب قبائل الشرق ضد حفتر؟

ماذا تفعل قوات حفتر في الشرق الليبي؟ - أ ف ب (أرشيفية)
ماذا تفعل قوات حفتر في الشرق الليبي؟ - أ ف ب (أرشيفية)

أثارت مجزرة جديدة في منطقة "الأبيار" بمدينة بنغازي (شرق ليبيا)؛ ردود فعل غاضبة محليا ودوليا، وطرحت عدة تساؤلات حول مصير قائد القوات التابعة للبرلمان الليبي خليفة حفتر، بعد اتهام قواته بتنفيذ المجزرة وإلقاء الجثث في الشارع.

وتم العثور على 36 جثة في طريق مصنع الإسمنت، بين بلدة الأبيار ومدينة بنغازي، وهي مناطق نفوذ حفتر. وبحسب المعلوومات، فقد كانت الجثث مكبلة الأيدي، وعليها آثار إطلاق رصاص بالرأس. وقد تم الكشف عبر قوات تابعة لوكيل داخلية حكومة الوفاق في الشرق، فرج قعيم.

اختفاء قسري

من جهته، أكد مكتب التحقيقات بمكتب النائب العام الليبي؛ أنه تم التعرف على 22 جثة، وأمرت النيابة بتسليمها لذويهم، موضحا أن النيابة العامة أصدرت أوامرها للجهات الأمنية للبحث والتحري بشأن الفاعلين، وضبطهم وإحالتهم إلى النيابة المختصة.

وأدان المجلس الرئاسي لحكومة لوفاق بطرابلس؛ الجريمة، متوعدا من قاموا بها بالاعتقال والمحاكمة، في حين شددت وزارة العدل بحكومة الوفاق على ضرورة سرعة محاكمة المسؤولين عن هذه المجزرة.

وطالبت السفارة الإيطالية فى ليبيا بعدم إفلات القائمين على هذه الجريمة من دون عقاب، واصفة ما جرى بـ"الجريمة البشعة"، وفق موقعها الرسمي.

وبعد الكشف عن أسماء بعض الضحايا، تأكد أن أغلبهم تم القبض عليهم مؤخرا من قبل قوات حفتر، وبعضهم ينتمي إلى مجلس شورى ثوار بنغازي، والبعض الآخر من الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي ضد حفتر، وهو ما عزز الاتهامات لحفتر بالوقوف وراء الجريمة.

حفتر يحقق

وبعد ردود الفعل الغاضبة دوليا ومحليا، سارع حفتر لتكليف رئيس أركانه، عبد الرازق الناظوري، للتحقيق في الواقعة، والتعرف على هوية أصحاب الجثث، وفيما إذا كانوا ممن تم القبض عليهم سابقا من قبل قواته، حسب بيان له.

ومن بين أسماء الضحايا التي كشفتها النيابة العامة، أحمد عمران السحاتي، وهو شقيق لقائد كتيبة راف الله السحاتي، أبرز الكتائب التي ساهمت في إسقاط القذافي، والشاب مفتاح محمد حمي، وهو طالب طب كان يعيش في لندن وقبض عليه الشهر الماضي أثناء عودته لبنغازي، وكذلك مفتاح البكوش الورفلي الذي قبض عليه قبل شهرين داخل أحد المساجد بتهمة معارضة قوات حفتر.

ما علاقة المداخلة؟

وأشارت الاتهامات الأولى إلى بعض قيادات الفكر المدخلي بتورطهم في تنفيذ هذه المجزرة، وعلى رأسهم حمزة الشريف القيادي بكتيبة طارق بن زياد التابعة لصدام حفتر، نجل خليفة حفتر، والمتهمة سابقا بالتورط في عدة قضايا. ويشرف الشريف على معتقل بمنطقة بنغازي، وهو من المقربين إلى "ضابط الإعدامات" بجيش حفتر، محمود الورفلي.

وطرحت المجزرة تساؤلات عن مصير حفتر في الشرق بعد الكشف عن الضحايا، وفيما إذا كانت قبائل الشرق ومسلحيها سينقلبون ضد حفتر، وهل وجود شخصيات مناوئة لحفتر بين الضحايا يؤكد ضلوع قواته في المجزرة؟ وما علاقة المداخلة بالأمر؟

خارج السيطرة

ورأى الناشط السياسي من بنغازي، فرج فركاش، أنه "ربما كانت هناك مجموعات تنتمي إلى فئة دينية معينة (المداخلة) أصبحت الآن خارج سيطرة القيادة العامة، وتتصرف استنادا على فتاوى مشبوهة، ولا تعير للشرف العسكري أو لقيادتها أو للجنايات الدولية أي اهتمام، وهي المتورطة"، وفق تقديره.

وقال لـ"عربي21": "هذه الأفعال المشينة، رغم الصراع الحاصل في ليبيا، تعتبر دخيلة على ثقافة الشعب الليبي، لكن على القيادة العامة (حفتر) إن أرادت استعادة ثقة مؤيديهم المهزوزة تنقية المؤسسة من هذه العناصر الإجرامية المحسوبة عليها"، وفق قوله.

حفتر المسؤول

لكن المحلل السياسي، وليد ماضي، أشار إلى أن "من يسيطر على الأرض هناك هو من يتحمل المسؤولية"، في إشارة إلى قوات حفتر"، معتبرا أن "القيادة العامة للجيش (قوات حفتر) أو الحكومة المؤقتة التابعة لها؛ غير معنيتان ببناء مفهوم حقيقي للدولة في منطقة برقة"، بحسب تعبيره.

وأضاف لـ"عربي21": "كلا الطرفين يعتبران بنغازي مرحلة مؤقتة فقط، أما البرلمان فهو يعمل من أجل تمديد مدته وزيادة مكاسب أعضائه"، حسب تقديره.

مسلحو المداخلة

وكشف الناشط الليبي، محمد فؤاد، أن المنطقة التى وجدت فيها الجثث هى مناطق تحت سيطرة التيار المدخلي، الذي وصفه بـ"الإرهابي"، وقال إنه "ينفذ معظم عمليات القبض في الشرق الليبي، وما حدث هو نقطة فارقة في مسيرة عملية الكرامة وقائدها حفتر"، على حد قوله.

وأوضح في حديث لـ"عربي21"؛ أن "كل الضحايا تقريبا قبض عليهم منذ أقل من ثلاثة أسابيع، وبعضهم كانوا من مؤيدي عمليىة الكرامة أصلا، وليس بالإمكان توجيه التهمة لغير الجيش (حفتر) طبعا، ومطالبة حفتر بالتحقيق هو إشارة واضحة بأن المتورطين هم تابعون لقواته"، وفق تقديره.

من جهته، أكد الصحفي الليبي، عبد الله الكبير أن "المجزرة هي جريمة أخرى تضاف إلى سلسلة الجرائم التي ترتكب في شرق ليبيا بدم بارد"، مضيفا لـ"عربي21": "كم عدد الجثث التي يحتاجها هؤلاء حتى يقتنعوا أنه لا يوجد جيش حقيقي في الشرق، وإنما عصابات مسلحة بعضها مؤدلج دينيا ويرى في كل مخالفيه فرق ضالة مبتدعة"، حسب قوله.

 
0
التعليقات (0)