ملفات وتقارير

ما خيارات كتالونيا في ظل الرفض الدولي للانفصال؟

أقالت السلطات في مدريد السبت قائد شرطة كتالونيا بعد يوم واحد من إعلان فرض الوصاية- جيتي
أقالت السلطات في مدريد السبت قائد شرطة كتالونيا بعد يوم واحد من إعلان فرض الوصاية- جيتي

مع توالي المواقف الدولية الرافضة لاستقلال إقليم كتالونيا عن إسبانيا، يطرح مراقبون تساؤلات بشأن الأفق السياسي الذي ينتظر هذا الإقليم، وواقعية الخطوة التي أقدم عليها قادته، لا سيما في ظل تصعيد منسارع من قبل السلطة في مدريد.

 

وجاء الرد الفرنسي الرسمي على التصعيد المتبادل بين كتالونيا ومدريد، ليرسم موقفا دوليا أكثر وضوحا لصالح دعم الدولة الإسبانية في خطواها ضد الإقليم الطامح للإستقلال.

 

فقد أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "دعمه الكامل" لرئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي "من أجل احترام دولة القانون في إسبانيا"، ما يثير تساؤلات حول الخيارات المتوفرة لكتالونيا في ظل الرفض الدولي لإعلانها الانفصال من جانب واحد.

 

اقرأ أيضا: معارضو استقلال إقليم كتالونيا يتظاهرون في برشلونة

 

وقبل الموقف الفرنسي، كانت واشنطن تؤكد بوضوح دعمها لمدريد على لسان المتحدثة باسم الخارجية هيذر نوريت، التي قالت إن بلادها "تدعم وحدة إسبانيا وإقليم كتالوني جزء داخلي منها"، وهو ذات الموفق والموقف الذي عبر عنه رئيس البرلمان الأوربي أنطونيو تاجاني  بالقول إن الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوربي "لن تعترف باستقلال كتالونيا".

 

وبناء على هذه المواقف، تحدثت "عربي21" مع المحلل السياسي والمتابع للشؤون الأوروبية ماجد نعمة، للتعرف على خيارات الداعمين للانفصال في كتالونيا، وماهية الرهان الذي يشجعهم على الاستمرار في طريق الاستقلال عن إسبانيا، رغم المعارضة الدولية.

 

اقرأ أيضا: بعد كتالونيا.. هذه المناطق تتطلع لإعلان استقلالها

 

فئة من المغامرين

 

يؤكد نعمة أن أحد الخيارات أمام إقليم كتالونيا، الذهاب إلى الطريق المسدود وحدوث صدامات، مشددا على أن "الانفصاليين هم فئة من المغامرين، لأن كل الرهانات سيئة بالنسبة لهم، نظرا لأن جميع الدول الأوربية محدود استقلالها بالميزانيات التي تصنعها تعليمات بروكسل"، بحسب تعبيره. 

 

ويوضح أنه في حال نشأت دولة جديدة في إسبانيا، فلن يعترف بها الاتحاد الأوربي، لافتا إلى أن "هناك أقلية انفصالية تريد الاستقلال، وتريد فتح الجروح الأهلية الإسبانية".

 

ويرى نعمة في حديثه لـ"عربي21" أنه "في حال تمت انتخابات جدية وهادئة، لن ينجح المطالبون بالانفصال في هذه المعركة"، منوها إلى أن "أسوأ سيناريو يمكن أن يحصل من خلال محاولات جر السلطات المركزية في مدريد إلى الخطأ واستعمال القوة". 

 

اقرأ أيضا: السلمية.. خيار رئيس إقليم كتالونيا للاعتراض على وصاية مدريد

 

يذكر أن الواقع الراهن في كتالونيا "مشابه لما حدث في الباسك الذي كلف إسبانيا وسكان الإقليم الكثير من القتلى والدمار، وفي النهاية اقتنع الباسكيون أن نهاية مستقبلهم داخل إسبانيا"، بحسب المحلل السياسي.

ويرى نعمة أن "مصالح سكان كتالونيا متشابكة مع إسبانيا، رغم المشكلات الموجودة لديهم بسبب الأزمة التي تعيشها مدريد منذ سنوات من فراغ سياسي وانهيار اقتصادي، وهذا يشمل كل الأقاليم وليس فقط كتالونيا". 

 

ويقول إنه يخشى من أن "تنتهي هذه المغامرة الكتالونية إلى بحر من الدم، إذا ما أصر القادة الانفصاليون على هذا الطريق"، مؤكدا أن "استراتيجية القائمين على إقليم كتالونيا هي المواجهة، ولم يتركوا بعد الآن أي خيار للسلطة الإسبانية المركزية". 

 

اقرأ أيضا: المغرب يرفض الاستقلال الأحادي الجانب لكتالونيا

 

ويختم رؤيته بالقول: "سنشهد سيناريو ما حدث في إقليم الباسك، الذي رأيناه في السابق، وانتهى بفشل ذريع".

 

فشل الاستقلال

 

في المقابل، يرى المحلل السياسي والمختص في العلاقات الدولية أحمد أبو علي أن "جميع الأطراف لا ترغب الوصول إلى سيناريو الحرب الأهلية، وسيبقى التصعيد بشكل محدود".

 

ويوضح أبو علي في حديثه لـ"عربي21" أن قادة إقليم كتالونيا كانوا يراهنون على الشعب في التوجه نحو الاستقلال، مستدركا: "لكن في حال لم تمكنهم حكومة مدريد من الاستقلال فسيأخذون خطوة إلى الوراء حتى لا يصلوا لسيناريو المواجهة والصدام".

 

ويستبعد أبو علي تكرار ما حدث في إقليم باسك، "نظرا لأن الظروف الدولية المحيطة جميعها غير داعم للانفصال، وداعمون بكل قوة لقرار الحكومة المركزية في إسبانيا".

 

اقرأ أيضا: ما هي أول دولة أبدت استعدادها للاعتراف باستقلال كتالونيا؟

 

ويشدد على أن الاعتبارات الجغرافية والحدود مع فرنسا تجعل من الصعب لإقليم كتالونيا تأسيس دولة جديدة، مشيرا إلى أنه "فعليا تم تغيير قيادة الإقليم بعد قرار حكومة مدريد حل الحكم الذاتي وتفعيل المادة 155 من الدستور".

 

ويلفت إلى أن "إجراءات الحكومة الإسبانية السريعة وكذلك الدعم القوى من الاتحاد الأوربي ساهم في إفشال تنفيذ مشروع استقلال كتالونيا".

 

وكانت الحكومة الإسبانية أعلنت مؤخرا سلسة من الإجراءات ردا على دعوات الاستقلال في كتالونيا حيث، أقالت السبت قائد شرطة إقليم كتالونيا، وذلك بعد يوم واحد من إعلان فرض الوصاية إثر تصويت البرلمان الكتالوني لصالح الاستقلال عن إسبانيا.

 

 

التعليقات (1)
ابن الجبل
الأحد، 29-10-2017 06:39 م
غريب امر العالم الغربي فهو مؤيد لكل انفصال في الوطن العربي او العالم الاسلامي،ومعارض لإنفصال إقليم كتالونيا عن إسبانيا.