نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا استعرضت فيه قائمة بأسماء الأغذية الضرورية لتعزيز صحة دماغ الطفل. فقد أثبتت الدراسات الأخيرة وجود العديد من الأطعمة التي تساعد على تحفيز مناطق التركيز والتعلم والذاكرة في الدماغ.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن الدماغ هو أكبر عضو في الجهاز العصبي المركزي، حيث يعد بمنزلة مركز عمليات وبرج مراقبة للجسم. في الواقع، يشكل الدماغ اثنين بالمائة من إجمالي كتلة الجسم. فالدماغ هو عبارة عن تشابك حقيقي من الخلايا العصبية المرتبطة بعضها ببعض، المكونة من مائة ألف مليون خلية عصبية وتريليون وصلة العصبية، التي تعرف بنقاط الاشتباك العصبي.
وفي هذا الصدد، أشار الدكتور رامون كانغاس، عضو اللجنة الاستشارية للمجلس العام للتغذية في إسبانيا، إلى أن "الطريقة التي تتغذى بها الأم في أثناء الحمل تؤثر حتما على صحة طفلها طوال حياته، ومن جهة أخرى، تعزز التغذية المناسبة للمرأة الحامل من النمو النفسي والمعرفي المثالي للطفل". في الحقيقة، تبدأ هذه العملية في التشكل منذ الأسابيع الأولى من الحمل، ليتم استكمال نموها في حدود سن الثلاث والست سنوات، حيث يبلغ الدماغ 90 بالمائة من حجمه النهائي.
وأوضحت الصحيفة أن خلايا الدماغ تتجدد باستمرار. ومع ذلك، يؤدي هذا النشاط المستمر إلى فقدان دماغ الطفل لحوالي 20 بالمائة من الطاقة، ما يتطلب تعويضها من خلال بعض المحفزات مثل ممارسة الرياضة، وبصفة خاصة اتباع نظام غذائي صحي. لذلك، من المهم اختيار الأطعمة الغنية بالمغذيات، التي تضطلع بدور فعال في تحفيز عمليات مهمة مثل التعلم والذاكرة واللغة. فقد أكد العلم أن اتباع نظام غذائي صحي ومتنوع ومتوازن من شأنه أن يحسن أداء الدماغ، كما يسمح للمغذيات والأكسجين بالوصول إلى كل الخلايا العصبية وتوليد اتصالات عصبية جديدة.
وأشارت الصحيفة، أولا، إلى أن الأسماك الزرقاء تعد مصدرا جيدا للأوميغا3. ولعل هذا ما أقر به الدكتور كانغاس، الذي أفاد بأن "الأحماض الدهنية أوميغا3 مفيدة للدماغ ولأغشية الخلايا، التي تعزز قابلية الطفل للتعلم". وبالتالي، تساهم الأوميغا3، في تسهيل الاتصالات العصبية لتعزيز قدرة الطفل على التعلم. تبعا لهذا المعطى، وجب اتباع نظام غذائي غني بالأوميغا3 وأوميغا6 لنمو الدماغ والحفاظ على صحته.
وأوردت الصحيفة، ثانيا، أن الشوكولاتة تحتوي على كمية مهمة من الأحماض الأمينية الأساسية، ولعل حمض التربتوفان هو أكثر الأحماض التي تعزز الشعور بالرفاه ويساعد على الحفاظ على تركيز الطفل وهدوئه. وغالبا ما توجد هذه المادة في الحليب والبيض واللحوم والأسماك وبذور دوّار الشمس والشوكولاتة الداكنة.
وأوردت الصحيفة، ثالثا، أن المعكرونة تعد من أهم مصادر الكربوهيدرات، إذ تتحول الكربوهيدرات إلى الجلوكوز، الذي يوفر بدوره الطاقة للدماغ. بناء على ذلك، من المستحسن أن يتناول الطفل أغذية الكربوهيدرات في الصباح لتجديد نشاط الدماغ، علما بأن هذه المادة توجد في الحبوب، والشوفان، والأرز، والبطاطس.
وأشارت الصحيفة، رابعا، إلى أن البيض يعد مصدرا مهما لمادة الكولين، الأساسية لتعزيز الخلايا العصبية. بالإضافة إلى ذلك، تشارك الفيتامينات من صنف ب في تشكيل الناقلات العصبية والمواد التي تمرر المعلومات من عصبون إلى آخر من خلال الوصلات العصبية، ما يساهم في تعزيز الذاكرة والقدرة على التركيز. ونجد مادة الكولين بصفة خاصة في الفواكه والخضروات والأسماك والألبان والمكسرات.
وبينت الصحيفة، خامسا، أن البقوليات غنية بنسبة مهمة من البروتين والحديد أكثر من اللحوم. فمن المعلوم أن البروتينات هي المسؤولة عن تشكيل الخلايا والناقلات العصبية، في حين أن الحديد هو المسؤول عن نقل الأكسجين إلى الخلايا العصبية. من جانب آخر، يساعد كل من البروتينات والحديد على تحسين أداء الطفل الفكري وتعزيز قدرته على التركيز وتحفيز نشاط دماغه. وعموما، توجد هذه المغذيات في اللحوم الحمراء، والبقوليات والمأكولات البحرية.
وأوضحت الصحيفة، سادسا، أن المكسرات تعد مصدرا مثاليا للأحماض الدهنية المشبعة وغير المشبعة، التي تعزز وظائف الخلايا العصبية. فهذا النوع من الأحماض الدهنية يوفر جرعة جيدة من الطاقة للدماغ، كما يساهم في تعزيز القدرة على التركيز وتحفيز الذاكرة، ناهيك عن أنها مادة متوفرة في العديد من المنتجات مثل زيت الزيتون والأفوكادو.
وأضافت الصحيفة، سابعا، أن الكالسيوم الذي يوفره الزبادي والجبن له دور فعال في علاج الإجهاد. والجدير بالذكر أن الكالسيوم يساعد على تنظيم وظيفة الأعصاب وضغط الدم، الذي يرتفع بارتفاع مستوى التوتر. لذلك توصي الجمعية الإسبانية لطب الأطفال بتوفير نصف لتر من الحليب يوميا للطفل إلى غاية بلوغه الثلاث سنوات. ومن بين الأغذية الغنية بالكالسيوم، نذكر الخضار والفواكه وصفار البيض.
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن الموز والأفوكادو والطماطم من بين الأغذية الغنية بالفيتامينات التي تنشط عمل الدماغ. لذلك، من الضروري أن نعلم أن الفيتامينات والمعادن تعد من المواد الغذائية التي تساعد على تحفيز عمل الخلايا العصبية، وتعزيز عملية تجدد خلايا المخ.
الصحيفة: البايس
الكاتب: أميني فيايبي
المصدر:
https://elpais.com/elpais/2017/09/25/mamas_papas/1506333569_071728.html