فجأة.. قامت الدنيا من حولي؛ لأني ظهرت في حلقة تلفزيونية على قناة «مكملين»، مساء الخميس، ولو توقف الذين أقاموا الدنيا، لبعض الوقت، أمام الحلقة وما قيل فيها، لكانوا وفروا على أنفسهم مؤونة الغضب، والعصبية، والتشنج! لو توقفوا لاكتشفوا أن الحلقة مسجلة، ولو سألوا لتبين لهم أني سجلتها من شهرين لقناة الحوار، التي تبث برامجها من لندن، وليس للقناة التي أذاعت، والتي لم أسجل لها حرفا في أي وقت!.
وإذا كانت قناة الحوار، وهي بالمناسبة قناة تحاول أن تكون موضوعية في تناول الشأن المصري، قد أعطت الحلقة لقناة أخرى تذيعها على شاشتها، فهذا حقها قطعا، لأن أي قناة تسجل أي لقاء مع أي ضيف يصبح اللقاء ملكا لها، ويصبح من حقها أن تذيعه على شاشتها هي، أو على أي شاشة.. ولو أذاعت قناة بي بي سي، مثلا، هذه الحلقة التي ظهرتُ فيها، غدا، ما كان من حقي، ولا حق أحد، أن يناقش الأمر معها، أو يعترض عليه!. ثم إن القضية كلها هي ماذا قلت.. وليست أبدا أين قلت!!. هذا هو مضمون القضية.. ولا مضمون سواه!.
فما قلته من أول كلمة لآخر كلمة هو ذاته ما أقوله هنا كل صباح من سنين، وهو داعم في جوهره لثوابت الدولة المصرية، بوجه عام، ورافض لفكر وسلوك الإخوان على طول الخط!. هذا ما قلته تماما، والذين يتكلمون عن الحلقة يجب أن يشاهدوا ما جاء على لساني فيها، أولا، ثم يعلق كل واحد منهم بعد ذلك، إذا شاء.. أما أن نعلق على شيء لم نسمعه، ولم نتوقف أمامه، ولم نتأمل محتواه، فهذه هي كارثة إعلامنا في غالبيته.. إنه لا يبذل جهدا، أي جهد، فيما يقدمه للمتلقي، ولذلك يفقد القدرة على مخاطبته بما يؤثر فيه، وينصرف عنه الجمهور يوما بعد يوم، إلى قنوات لم يكن يعيرها أي اهتمام حين ظهرت!.
ما قلته في الحلقة هو بالضبط ما أقوله هنا، كل يوم، وفي كل مكان أكتب فيه، وعلى كل شاشة مصرية أو عربية أظهر عليها.. هو نفسه.. لأني كما لابد أن الذين يتابعونني يعرفون، لا أتلون، ولا أنافق، ولا أداهن، ولا أحمل المباخر، ولا أمسح الجوخ، ولأن ولائي في كل الحالات إنما يظل للدولة المصرية وحدها، وبمعناها العام والشامل!.
ثم إن عندي قناعة بأن القنوات الأخرى، مثل مكملين، أو غيرها، لها مشاهدون مصريون لا يرون غيرها، ولا يرون للأسف أي قناة مصرية، وهؤلاء لابد أن يسمعوا كلاما من نوع ما قلته أنا في الحلقة، ليعرفوا أن هناك رأيا آخر، وحقائق أخرى، ودنيا ثانية، بخلاف الدنيا التي تصدرها لهم تلك القنوات على مدى الليل والنهار!.
إن الدنيا أمامهم هناك سوداء تماما، ولأنهم مصريون يعيشون بيننا، ويجب بالتالي أن يكونوا في حسابنا، فلابد أن يعرفوا إذا شاهدوا هذه القنوات أن هناك وجها مختلفا للأمور في مصر، وأنه وجه إيجابي، ولن يروه إلا من خلال ما قلته أنا، أو يقوله غيري ممن يقتنعون بما أقتنع!.
على إعلامنا أن يتوقف عن أسلوب اللت والعجن، وأن يتجاوزه بسرعة، وأن يخاطب القارئ، أو المستمع، أو المشاهد، بما يحترم عقله.. وعقله وحده.. وإلا، فإنه في النهاية كإعلام، لن يجد أحدا يخاطبه!.
الناس لها عقول قادرة على أن تفرز وتميز، وافتراض أنهم بلا عقول، خطأ، وخطر!.
مفهوم؟!
إنني لحُسن الحظ لا أحمل أي بطحة على رأسي، ولذلك، أستطيع بسهولة أن أقول للأعور إنه أعور، في عينه، وأمامه، وفي حضوره.. فلا يفتح فمه!
"المصري اليوم" المصرية
1
شارك
التعليقات (1)
May di
الأحد، 08-10-201707:41 م
هو حضرتك محمد ناصر طلع لحضرتك من اللمبة .... كدااااااااب