يتوقع مبرمو
الصفقات حدوث ارتفاعا في عمليات
الاستحواذ والاندماج في
الولايات المتحدة وأوروبا خلال العام الجاري، مشيرين إلى الأوضاع الاقتصادية الأفضل والموقف الأكثر تقبلا لبطء وتيرة الإصلاحات الضريبية في الولايات المتحدة.
ورغم البداية البطيئة خلال العام الجاري، انتعش نشاط الصفقات في الأشهر الأخيرة، مع توقع المصرفيين والمحامين الآن أن تقترب أحجام عمليات الاندماج والاستحواذ العالمية هذا العام من المستويات التي شهدتها السنوات الثلاث السابقة.
ووفقا لصحيفة "الاقتصادية"، قال سكوت سونينبليك، وهو شريك تجاري في شركة لينكليترز للمحاماة في نيويورك: "شهدنا موجة أقوى من النشاط في الفترة الأخيرة عندما توقف مبرمو الصفقات عن الانتظار على الهامش لحين حدوث بعض التطورات السياسية في واشنطن وأعطوا الموافقة على مشاريعهم المتوقفة".
وجاءت أكبر المكاسب من
أوروبا، حيث قفزت أحجام الصفقات المبرمة 28 في المائة، لتصل منذ بداية العام حتى الآن إلى 611 مليار دولار. وتم التأكيد على تزايد وتيرة النشاط في كل أنحاء المنطقة الأسبوع الماضي من خلال إبرام سلسلة من الصفقات.
وقال جان بابتيست شارليه، الرئيس المشارك للاستثمار المصرفي في فرنسا لدى مورجغان ستانلي: "تشجعت الشركات بسبب التحسن الذي طرأ على الاقتصاد الكلي وتتطلع لاستخدام قوتها المالية لتصبح عالمية، وإصلاح أوجه القصور لديها واقتناء التكنولوجيا".
ولا يزال نشاط إبرام الصفقات في الولايات المتحدة أقل 12 في المائة عن 895 مليار دولار حققها العام الماضي، رغم إبرام ثلاث صفقات كبرى خلال الأسابيع الأخيرة اشتملت على مقاول الدفاع "نورثروب جرومان"، والتكتل الصناعي المختص بالفضاء والطيران "يونايتد تكنولوجيز"، والمجموعة الصيدلانية "جيلياد للعلوم".
ويقول مستشارون إن السبب الرئيسي في حدوث تباطؤ النشاط الأولي كان التغير الحاصل في البيت الأبيض، الذي حمل الرؤساء التنفيذيين على إيقاف صفقاتهم بينما كانوا ينتظرون أن تحدد إدارة ترمب جدولا زمنيا للإصلاحات الحاسمة.
وقال ستيفن آركانو، شريك عمليات الاستحواذ والاندماج في شركة سكادين آربس للمحاماة: "لم تكن هناك أية نقطة زمنية محددة في هذا العام نظرتُ فيها وقلتُ في نفسي إن النشاط ميت. لكن في وقت مبكر من العام، بدا أن هناك نوعا من التردد في التعاملات في الوقت الذي كان فيه المشاركون في السوق يدرسون الآثار المترتبة على نتائج الانتخابات".
ويشعر كثير من المستشارين بالقلق إزاء الافتقار إلى وجود مسؤولين في واشنطن يضطلعون بأدوار حاسمة بالنسبة لمجال إبرام الصفقات، مثلا مسؤولين في وزارة العدل، التي تفرض سياسات مكافحة الاحتكار، وممثلين عن لجنة الاستثمارات الأجنبية في الولايات المتحدة.
لكن رغم سلسلة الخطوات السياسية الخاطئة والافتقار إلى الإنجازات في السياسة الاقتصادية في مجالات مثل الإصلاحات الضريبية، يقول مبرمو الصفقات إن الكثير من الشركات قررت أنه لا يمكنها الانتظار لفترة زمنية أطول حتى حدوث التغيير التنظيمي.
يقول كريس فينتريسكا، الرئيس المشارك العالمي لعمليات الاندماج والاستحواذ في جيه بي مورجان: "لا تثق الشركات كثيرا بالجدول الزمني الخاص بالإصلاحات الضريبية، لذلك توصلت إلى النتيجة التي مفادها أنها بحاجة إلى المضي قدما في مجال دفع قيمة أعمالها، آخذة في الحسبان التحديات التي أصبحت ملموسة بشكل أكبر لتحقيق النمو في بيئة ذات نمو منخفض".
على الصعيد العالمي كانت الشركات تعمل على تنفيذ مستويات شبه قياسية من التعاملات متوسطة الحجم التي تراوح وفقا لـ "تومسون رويترز"، بين مليار دولار وخمسة مليارات. وأبرمت 357 صفقة في هذا النطاق خلال فترة الأشهر التسعة الأولى من العام، مرتفعة 12 في المائة عن العام الماضي وهو المستوى الأعلى منذ عام 2007، الذي كان العام الأقوى في عمليات الاستحواذ والاندماج.