صحافة دولية

غازيتا: ما هي شروط روسيا لبيع تركيا منظومة إس 400؟

الحالة الأولى من نوعها لعضو في حلف الأطلسي - أ ف ب
الحالة الأولى من نوعها لعضو في حلف الأطلسي - أ ف ب
نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرا؛ تحدثت فيه عن الصفقة المبرمة بين روسيا وتركيا حول بيع أنظمة الدفاع الصاروخي "إس-400" لأنقرة، مشيرة إلى أن موسكو رفضت إطلاع تركيا على النظام الداخلي لهذه المنظومة الدفاعية.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن روسيا رفضت طلب السلطات التركية المتمثل في السماح للخبراء الأتراك بالحصول على النظام الداخلي للأنظمة الدفاعية الصاروخية إس-400 "ترايمف"، التي ستشتريها تركيا من روسيا، حيث سيتم تثبيت المنظومة من قبل خبراء روس.

ووفقا لمصادر روسية، فإن موسكو، وبموجب الاتفاق المبرم بين الدولتين، فإنها ستتكفل لوحدها بصيانة هذه المعدات وتقديم الخدمات التقنية.

وبينت الصحيفة أن الجانب الروسي سيثبت نظام الرادار الروسي "سفويتشوجوي" للصواريخ المضادة للطائرات التي سيتم تسليمها لتركيا. وفي هذا الصدد، قال مصدر روسي: "لم نقبل المطالب التركية بكشف النظام الداخلي لأنظمة إس-400 الروسية، وبالتالي سيكون لهذه الأنظمة نظام رادار "سفويتشوجوي" من إنتاج روسي"، مشيرا إلى أن الأتراك "أصروا على أخذ كلمة السر والرموز الالكترونية للأنظمة، لكننا رفضنا". 

وذكرت الصحيفة أن روسيا تلقت دفعة أولى من تركيا ضمن عقد أنظمة "إس-400". ووفقا لما أكده مساعد رئيس التعاون العسكري التقني الروسي، فلاديمير كوزين، بتاريخ 29 أيلول/ سبتمبر، فإنه "لا يمكننا تحديد موعد دقيق للتسليم. في الواقع، يريد الأتراك أن يتم ذلك مبكرا، لكن لا تزال المسألة قيد النقاش". كما أكدت الحكومة الروسية، بعد الزيارة التي قام الرئيس الروسي إلى أنقرة، أن مسألة تسليم المنظومة أصبحت على رأس جدول أعمال الكرملين.

وحسب مستشار الصناعات الدفاعية التركية، إسماعيل دمير، في 25 أيلول/ سبتمبر، فإن تسليم المنظومة تركيا سيتم في غضون سنتين.


وأوردت الصحيفة أن الدائرة الاتحادية الروسية للتعاون العسكري التقني، التي أعلنت عن توقيع العقد، لم تكشف أي تفاصيل تخص هذا الاتفاق، وذلك لخصوصية وحساسية المسألة. 

وخلافا للمتوقع، لم يتولد عن إعلان الاتفاق الروسي التركي أي مشاكل فعلية بين الحلف وتركيا، لتصبح بذلك أول عضو في حلف شمال الأطلسي يعتمد نظام صواريخ متطور مضاد للطائرات من خارج منظومة الحلف.

ونقلت الصحيفة عن الخبير العسكري الروسي فيكتور إسين؛ قوله إن "الاتفاق حول القيود المفروضة على وصول الأنظمة المضادة للطائرات إلى تركيا، يعتبر ممارسة شائعة عندما يتعلق الأمر بالتعاون العسكري التقني وتصدير الأسلحة بين الطرفين"، مبينا أنه بموجب هذا الاتفاق لا يحق للطرف التركي تفكيك الأنظمة، وبالتالي من الضروري أن يقدم له متخصصين روسا يتكفلون بالخدمات التقنية. 

كما يلتزم الطرف التركي بعدم نقل هذه الأنظمة إلى طرف ثالث، وبعدم إجراء أي تغييرات عليها، فضلا عن تفكيكها. كما أن الجانب الروسي لم يعط للأتراك أي وثائق حول كيفية إنتاج هذه الأنظمة، وبالتالي لا يمتلكون أي بيانات حولها. 

وأضافت الصحيفة أن مثل هذا الاتفاق لا يعطي ضمانا مطلقا بأن التكنولوجيات الروسية في أنظمة "إس-400" لن تقع في أيدي حلف شمال الأطلسي. ومع ذلك، تبقى الأسرار الأساسية محمية، وهذا ما أكده إسين بقوله: "حتى الأمريكيون أنفسهم يفرضون التزامات مماثلة عند بيع أسلحة من هذا القبيل".

وأكدت الصحيفة أن منظومة الدفاع الجوي إس-400 "ترايمف" قادرة على استهداف كل الطائرات الحديثة ومنع الهجمات الجوية. وهذه المنظومة موجودة في جميع المناطق العسكرية في روسيا، كما أنها تغطي موسكو والمنطقة الصناعية المركزية. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، نشرت روسيا المنظومة في قاعدة حميميم الجوية الروسية في سوريا. 

وبينت الصحيفة أن المنظومة قادرة على كشف الأهداف على مسافة 40 كلم. كما أنه يمكن أن تصيب هدفا يتحرك بسرعة تصل إلى 4,8 كلم في الثانية.

وأشار الخبير العسكري ورئيس تحرير مجلة "أرسنال أتشييستفا"، فيكتور مراخوفسكي،أنه يمكن منظومة "إس 400" بأنظمة صواريخ باتريوت الأمريكية، إلا أن المنظومة الروسية تستخدم مع أنواع مختلفة من الصواريخ، ما يعني أنها المنافس الرئيسي والأقوى للأنظمة الأمريكية.
التعليقات (0)