صحافة دولية

نيويورك تايمز: أزمة قطر تفرض تحديات يومية على شبكة "بي إن"

نيويورك تايمز: "بي إن" وجدت نفسها خلال الأشهر الثلاثة الماضية في مركز الأزمة الدبلوماسية- أ ف ب
نيويورك تايمز: "بي إن" وجدت نفسها خلال الأشهر الثلاثة الماضية في مركز الأزمة الدبلوماسية- أ ف ب
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا عن التحديات اليومية التي تواجهها شبكة "بي إن" من الدول المحاصرة في ملاعب الرياضة، مشيرة إلى أن الشبكة تعد أكبر مشتر لحقوق بث الأحداث الرياضية، التي استثمرت مليارات الدولارات للحصول على حقوق بث المباريات الرياضية، خاصة كرة القدم.

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الشبكة وجدت نفسها خلال الأشهر الثلاثة الماضية في مركز الأزمة الدبلوماسية المرّة، التي أدت إلى حصار شنته السعودية مع مصر والبحرين والإمارات على قطر، التي ستنظم مباريات كأس العالم عام 2022. 

وتذكر الصحيفة أن "بي إن" وجدت تحديات لعملياتها التجارية في الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث لديها ملايين المشتركين، مشيرة إلى أن الإمارات قامت بحجب الإشارة لمدة ستة أسابيع عن المشاهدين، قبل إعادتها في الفترة الأخيرة، حيث تعرضت طواقم "بي إن" للتحرش في الملاعب، أو تم إخراجها منها لمواجهة تحقيقات الشرطة، وتم إغلاق المحلات التي تبيع الاشتراكات للشركة في السعودية، ولم يعد يسمح بالترويج لها في داخل البلاد. 

وينقل التقرير عن المستشارة العامة للشركة الشقيقة "بي إن  ميديا غروب" صوفي جوردان، قولها إن "هناك العديد من المستويات المختلفة لهذه القضية"، وأضافت أن ما يحدث "غير مسبوق". 

وتنوه الصحيفة إلى أنه يعمل في الشركة خمسة آلاف موظف في 43 دولة، من بينها الولايات المتحدة، حيث منعوا من أداء مهمتهم في الميدان، ومنعت فرق الإنتاج من دخول الدول التي تدعم الحصار بشكل عرقل مهمتها لتكون الشركة المسؤولة عن بث الألعاب الآسيوية في الشرق الأوسط، ورفض اللاعبون والمدربون من الدول المعادية لقطر المقابلات معها. 

ويفيد التقرير بأن المشكلة في الآونة الأخيرة أصبحت أكثر تعقيدا، حيث قدمت وكالة حقوق بث رياضية "لاغاردير" المساعدة لـ"بي إن" في بث مباريات التأهل لكأس العالم ومباريات الأمم الآسيوية في الدول التي تملك شبكة "بي إن" حقوق البث فيها، وتقول جوردان: "كل خطوة لمنع الشراء من قنوات (بي إن) وضعتها السلطات السعودية". 

وتشير الصحيفة إلى الأزمة التي بدأت في حزيران/ يونيو، عندما قام التحالف الذي تقوده السعودية بقطع العلاقات الدبلوماسية كلها مع قطر؛ بذريعة دعمها الإرهاب، مستدركة بأنه رغم رفض الدوحة الاتهامات، إلا أن دول التحالف قامت بإصدار قائمة من المطالب التي يجب على قطر تنفيذها قبل البدء بأية عملية تطبيع، وكانت من بين المطالب إغلاق شبكة "الجزيرة"، التي تمولها الحكومة القطرية، مثل قناة "بي إن". 

ويورد التقرير نقلا عن مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المركز البحثي "تشاتام هاوس" جين كيننمونت، قولها: "المطالب كبيرة لدرجة أنه لا يمكن لقطر قبولها من الناحية السياسية".

وتستدرك الصحيفة قائلة: "إلا أن البث الحي للأحداث الرياضية، خاصة مباريات كرة القدم، حيث تحدث المواجهات المكلفة، فكونها مالكا وحيدا لحقوق بث نهائيات الكأس الآسيوية في الشرق الأوسط، قامت (بي إن)، وبالتعاون مع فريق إنتاج من (لاغاردير)، ببث أكبر مناسبة رياضية في تاريخ السعودية مع اليابان، التي ضمنت نتيجتها (1-0) تأهل المنتخب السعودي لكأس العالم العام القادم في موسكو".

وبحسب التقرير، فإن مراسل "بي إن" العُماني الجنسية تم إخراجه من ستاد الملك عبدالله في جدة قبل بدء المباراة، وحققت الشرطة مع حسن الهاشمي، الذي سمح له بالعودة إلى الملعب قبل نهاية المباراة بقليل، وقال إن بعض معداته صودرت، فيما طلب رفع المايكرفون الذي يحمل شارة "بي إن" على طاولة المؤتمر الصحافي، ورفض اللاعبون والمدرب تقديم تصريحات للقناة، وتقول جوردان إن "تراكم الحوادث التي تلعب فيها الفرق السعودية والإماراتية والمصرية بدأت تترك أثرا مهما"، وتضيف: "أعمل في الرياضة منذ 20 عاما، ولم أر شيئا مثل هذا". 

وتعلق الصحيفة قائلة إن "شبكة (بي إن) أصبحت جزءا مهما من الجهود القطرية لتأكيد حضورها الدولي عبر الرياضة، وأنفقت المليارات لشراء حقوق بث المباريات الرياضية الشعبية، مثل الدوري الأوروبي (يويفا) والإسباني (لا ليغا) والإنجليزي (إنجلاند بريمير ليغ)، وتزامنت الجهود القطرية مع فوزها عام 2010 بحق تنظيم مباريات كأس العالم في عام 2022، التي تكلف 200 مليار دولار".

وينقل التقرير عن مدير لجنة تنظيم مباريات كأس العالم  لعام 2022 حسن الذوادي، قوله: "لا شك أن الحصار تسبب بمضايقات"، وأضاف في حديث سابق لقناة "الجزيرة" أنهم لم يعودوا قادرين على التعاون مع المتعهدين والشركات ومقدمي الخدمات، ولهذا تحركوا لتطبيق الخطة والبحث عن بدائل. 

وتلفت الصحيفة إلى أن "بي إن" تعاني من الصعوبات بشكل أسبوعي، حيث أجبر مراسل لها على إزالة شعار الشركة عن مايكروفون أثناء المرحلة الأولى من مباريات كأس الدول الآسيوية، وفي مباراة بين فريق العين الإماراتي والهلال السعودي، مشيرة إلى أن "بي إن" تملك حقوق البث الرسمية للمباراة ومباراة الإياب، من خلال عقد بقيمة 100 مليون دولار. 

ويستدرك التقرير بأن الحصار أدى إلى ظهور نسخ مقرصنة في السعودية لبث المباريات، بحيث ظهرت نسخة مزورة "بي أوت"، وتقوم الشركة بمتابعة الأمر قانونيا، لافتا إلى أن "يويفا" و"إنجلاند بريمير ليغ" قدما الدعم لشبكة "بي أن". 

وتنقل الصحيفة عن مدير البث في "بريمير ليغ" ريتشارد ميلنر، قوله: "قلنا مرارا إن حماية حقوق البث والاستثمار الذي قمنا به مع شركائنا مهم لـ(البريمير ليغ) ولمستقبل الكرة الإنجليزية". 

ويبين التقرير أنه في أفريقيا، حيث وقعت "بي إن" عقدا مدته ثماني سنوات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "مينا"، ومع الكونفدرالية للكرة الأفريقية، واجه العاملون في الشبكة سلسلة من المعوقات، ففي 20 حزيران/ يونيو عندما التقى فريق الوداد المغربي مع الأهلي المصري، حاول مدرب الفريق إزالة ميكرفون "بي إن" أثناء المؤتمر الصحافي، حيث صرخ قائلا: "لا لن أتحدث مع (بي إن) الرياضية، ولا نتعامل مع (بي إن)، ابعدوا مايكرفون (بي إن) من هنا". 

                       

وتوضح الصحيفة أنه عندما اشتكت "بي إن" أصدرت الكونفدرالية بيانا طالبت فيه بتحكيم صوت العقل، ولم تحل الأزمة بعد شهرين، وتعلق جوردان قائلة: "ما نطلبه من السلطات الكروية هو إجراءات مهمة ورادعة"، مضيفة أنه لم يتم عمل الكثير، والدليل على ذلك هو استمرار الحوادث. 

وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن المشكلة هي أن اللجنة الكونفدرالية لدول آسيا برئاسة الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، هو أحد أعضاء العائلة الحاكمة في البحرين، وهي إحدى الدول المحاصرة لقطر، وبحسب ثلاثة أشخاص مطلعين، فإن آل خليفة أخبر اللجنة بأنه يخرج نفسه من أي خلاف، فيما تتولى لجنة الضبط الأمر.
التعليقات (0)