تواجه السيارات التي تمر بالقرب من تواجد قوات النظام في الجنوب السوري؛ خطر
العبوات الناسفة، فلا يكاد يمر يوم إلا ويسمع فيه عن سقوط ضحايا إثر انفجار إحداها، خاصة في ريف
درعا الشرقي.
أبو سليمان الحوراني، أحد خبراء تفكيك العبوات الناسفة، قدم شرحا تفصيليا لـ"
عربي21" حول أهم الطرق المستهدفة قائلا: "أوقع استهداف الطريق الواصل بين بلدات بصر الحرير ناحتة، والطريق الواصل بين بلدات اللجاة، والطريق الرابط بين الغارية الشرقية الصورة، بالإضافة لطريق صوامع الحبوب بمنطقة غرز عشرات الضحايا والمصابين".
وأردف الحوراني: "يعد الطريق الممتد من بلدات المسيفرة مرورا بالكرك الشرقي ورخم، وصولا إلى بلدة المليحة الغربية، الأكثر عرضة للاستهداف، كونه الطريق الرئيسي لدخول البضائع والمحروقات ومواد البناء القادمة من منطقة صمّا في محافظة السويداء، والرابط بين ريف درعا الشرقي ومنطقة اللجاة، وتمر عبره مئات السيارات يوميا".
وأكد الحوراني أن الاستهداف لا يقتصر على السيارات العسكرية، فقد تم اغتيال عدد من رؤساء المنظمات الثورية بهذه الطريقة، كما حدث صباح في 20 آذار/ مارس، حين استهدفت سيارة مدير الدفاع المدني السوري في محافظة درعا، عبد الله السرحان، وسيارة مدير مكتب الهيئة السورية للإعلام بدرعا، أسامة ناصر الزعبي، صباح الاثنين الماضي.
وأشار إلى أن المدنيين أيضا نالوا نصيبهم من تلك
التفجيرات، حين انفجرت إحدى العبوات بسيارة مدنية تحمل عائلة من أبناء بلدة المتاعية، حيث توفي علي حسين الحريري، أثناء مروره من طريق صوامع الحبوب، مع زوجته أم عمر، فيما نجا طفلهما الوحيد عمر، الذي طار في الهواء من شدة الانفجار، وسقط على بعد أمتار من جثتي والديه دون أن يتأذى".
وحول آلية تصنيع وتوجيه تلك العبوات، ذكر الحوراني أنه مع فريقه تمكنوا من تفكيك بعض العبوات مؤخرا، فاتضح أنه تم تطويرها إلكترونيا بطريقة هندسية معقدة، بحيث تكون المسافة بين الراصد وأدوات التفجير كبيرة كي لا يتم كشف موقعها.
وأضاف الحوراني: "قمنا بتجميع أدوات التفجير المستخدمة، فتبين أنها مؤلفة من عبوات عسكرية وضعت بداخلها مادة (TNT)، وربطت بجهاز لاسلكي بعيد المدى يبقى بحوزة الراصد، فيما تغلف العبوة بمادة الفوم العازل (foam)، وتطلى بالدهان على شكل حجارة كي تتناسب مع طبيعة المنطقة المراد التفجير فيها، ثم تربط بمكثف كهربائي ومجموعة من البطاريات وعدسة متحركة وصاعق. فعند مرور الهدف المراد تفجيره، يقوم الراصد بتفعيل عمل العدسة المتحركة، لتصدر أشعة تحت الحمراء، وفي لحظة اجتياز الهدف لها تعطي شحنة كهربائية للصاعق ويحدث الانفجار".
يذكر أن فصيل جيش الثورة، أحد تشكيلات الجبهة الجنوبية، تمكن من تفكيك 13 عبوة وضعت في أماكن متفرقة على جوانب تلك الطرقات، مساء الثلاثاء 22 آب/ أغسطس الحالي.
ويشكل المرور عبر تلك الطرق المقابلة لمناطق سيطرة النظام؛ كابوسا يؤرق الحياة اليومية للمدنيين المضطرين للمرور عبرها، حيث يطالبون فصائل الجبهة الجنوبية بتكثيف الحراسة تلك الطرق، أو مراقبة تحركات القاطنين بقربها والتحقق من هوياتهم.