كشفت
وزارة الصحة المغربية عن أن المغرب، وكباقي دول العالم، يمكن أن يعاني من اختفاء لبعض
الأدوية والتي هي في غالبيتها مستوردة وفي وضعية احتكارية.
جاء ذلك ردا على نشر بعض المنابر الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي أخبارا وتعاليق حول انقطاع بعض الأدوية الخاصة بعلاج الأطفال في الصيدليات والمستشفيات بالمغرب.
وقالت وزارة الصحة، في بيان توصلت "
عربي21" بنسخة منه، الخميس، إن "انقطاع بعض الأدوية بشكل عام أمر معروف ووارد على الصعيد العالمي، بما في ذلك الدول المتقدمة، ففي فرنسا مثلا وقع نفاد لأكثر من 400 دواء حيوي وأساسي وأكثر من 200 ألف إشعار من طرف الصيدليات بانقطاع بعض الأدوية خلال السنة الماضية".
وأوضحت الوزارة أن هذا الأمر يرجع إلى عدة أسباب أهمها "انقطاع تزويد المؤسسات الصناعية بالمواد الأولية المستعملة في صناعة الأدوية، وانقطاع المنتوج في البلد المصنع أو مشكلة في جودة الدواء خلال تصنيع المنتوج المستورد، بالإضافة إلى الأدوية التي لا يوجد لها جنيس مسوق في المغرب".
وأشارت الوزارة إلى أن "المؤسسات الصناعية المحلية المصنعة للأدوية، ملزمة باحترام المخزون الاحتياطي للأدوية طبقا للمرسوم 02-263 بتاريخ 12حزيران/ يونيو 2002 من أجل تدبير مرحلة الانقطاع إلى حين تسوية الوضعية".
ولفتت الوزارة إلى أنه و"للحد من آفة انقطاع أو نفاد بعض الأدوية، فقد قامت بعدة تدابير، أهمها تشجيع تسجيل أدوية مماثلة جنيسة جديدة لتوفير البديل للدواء الذي هو في حالة احتكار، ومراقبة دائمة ومتواصلة للمخزون الاحتياطي الشهري لأدوية المؤسسات الصناعية من طرف المرصد الوطني لمراقبة الأدوية ومواد الصحة التابع لمديرية الأدوية والصيدلة من أجل استباق أي انقطاع يمكن تجنبه".
وحول نفاد بعض الأدوية الخاصة بعلاج الأطفال من
المستشفيات والصيدليات، أكدت الوزارة أن "هذه الأدوية هي حقن تستعمل فقط في المستشفيات، اثنان منها فانكوميسين، وأميكاسين يستوردان من خارج المغرب وفي وضعية احتكارية، حيث وقع فيهما انقطاع لفترة عشرة أيام، وهما حاليا موجودان لدى المختبرات وشركات توزيع الأدوية بالمغرب".
وأضافت أنه "بالنسبة للأدوية التي تتكون من الدوبامين والفينوباربيطال فهي حقن تستورد بدورها من خارج المغرب، وتوجد في وضعية احتكارية، وهي بالفعل في حالة انقطاع، كما سجل ذلك قبل أيام المرصد الوطني لمراقبة الأدوية ومواد الصحة، مما دفع بالمصالح المختصة بالوزارة إلى التعجيل باتخاذ مجموعة من التدابير والإجراءات للحد من الآثار السلبية لهذا الانقطاع".
وأوضح البيان أنه لسد الخصاص "بادرت الوزارة إلى تسجيل أدوية جنيسة للدوبامين والفينوباربيطال، وسوف تكون هذه الأدوية في الأسابيع القليلة المقبلة في متناول الأطباء ومستعملي الدواء".
وشددت وزارة الصحة، على أنها "تعمل على تشجيع الصناعة الدوائية المحلية وتوفير أدوية ذات جودة عالية وبثمن مناسب، وتقليص نسبة استيراد الأدوية من الخارج، وبذلك تمكن المغرب من إنتاج 65 في المئة من حاجياته الدوائية، حيث يعتبر المغرب أقل بلدان العالم التي تعاني من انقطاعات بعض الأدوية بين الفينة والأخرى".
وأكدت الوزارة "أنها تضع دائما المريض في صلب اهتمامها، بمنأى عن أي شكل من أشكال المزايدات، والمغالطات التي يكون لها، ويا للأسف، أثر سييء على المواطن وعلى صحته وعلى كيفية تعاطيه مع سبل العلاج والاستشفاء. فصحة المواطن فوق كل اعتبار".
وحذرت الوزارة من أن "الذين يحاولون نشر الأكاذيب والتضليلات والمغالطات عليهم أن يعلموا أن المتضرر المباشر مما ينشرون هو المواطن المريض الذي لا حول له ولا قوة، بما يبثونه من تشكيك في جدوى العلاج ببعض الأدوية أو غير ذلك، ناهيك عن الضرر المباشر الذي يلحق بمؤسسات الصناعة الدوائية ببلادنا التي تسهم بدورها وبشكل قوي في الدينامية الاقتصادية والرفع من مستوى التقدم الذي حققه المغرب في هذا المجال”، وفق تعبير البيان.