يلجأ دونالد ترامب الابن النجل الأكبر للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى "تويتر" بنفس إقبال والده، ويرد بهجوم معاكس على أي استهداف له، ويبدو اليوم مستعدا للمواجهة بينما يجد نفسه في قلب قضية تدخل روسيا في الانتخابات الأميركية.
ومع الكشف في الساعات الأخيرة عن معلومات محرجة له، اختار دونالد ترامب الابن (39 عاما) الرد بسخرية وازدراء بينما كان سيلجأ آخرون إلى تصريحات يعدها محاموهم بعناية.
وتدور شبهات حول الأخ الأكبر الذي يدير مع شقيقه الأصغر إريك امبراطورية والدهما المالية في نيويورك.
ووافق ترامب الابن في أوج الحملة الرئاسية على لقاء المحامية الروسية فيسيلنيسكايا في 9 حزيران/يونيو 2016. لكنه عدل روايته للقاء الذي تم في برج "ترامب تاور" مرات عدة منذ انكشاف القضية الأحد.
وحتى يوم الاثنين كان يقول إنه لم يكن يعرف من تكون المحامية وأنه وافق على لقائها بناء على طلب من أحد "معارفه" ولأنها يمكن أن يكون لديها معلومات محرجة حول المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون.
اقرأ أيضا: نجل ترامب ينشر رسائل تتضمن عرضا روسيا للإضرار بكلينتون
وسخر الاثنين قائلا: "بالطبع أنا أول شخص من فريق حملة شارك في اجتماع للاستماع إلى معلومات حول المنافسة، وذلك ردا على البلبلة التي أحدثها الكشف عن هذا الفصل الأخير في القضية التي تقض البيت الأبيض". قبل أن يعيد مشاركة مقال على "تويتر" بعنوان "تقرير نيويورك تايمز يثير الملل".
وأكدت صحيفة "نيويورك تايمز" بعدها أنه تلقى رسالة إلكترونية تقول إن المحامية لديها معلومات من الكرملين لكن ذلك لم يؤثر عليه.
ورد بالقول: "وسائل الإعلام والديموقراطيون منهمكون تماما بهذه القضية، إذا كان هذا اللقاء السخيف كل ما عثروا عليه بعد عام فأنا أفهم شعورهم بالإحباط".
إلا أنه وتحت الضغوط الثلاثاء، عاد ونشر في تغريدة المبادلات الإلكترونية المتعلقة باللقاء. وقال فيها إنه "يرحب" بأي معلومات ردا على عرض من المروج روب غولدستون بأن المحامية الروسية ربما لديها معلومات محرجة مصدرها الحكومة الروسية حول كلينتون.
"والدي لم يكن على علم"
يهوى دونالد ترامب الابن الصيد وساعد والده في عدة مشاريع من برنامج "ذي ابرنتيس" التلفزيوني وحتى تنظيم مسابقة جمال في موسكو في 2013. لكنه يعتمد الآن على محاميه النيويوركي الان فوتيرفاس لمواجهة تحقيقات الكونغرس ومكتب التحقيقات الفدرالي "اف بي آي" حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية والتي من المؤكد أنها ستدقق أكثر في تحركاته.
يواجه دونالد الابن، وهو أب لخمسة أولاد ومتزوج من عارضة أزياء سابقة، إمكانية أن يصبح محط تركيز البرامج الفكاهية على غرار ما حصل مساء الاثنين مع ستيفن كولبرت وتريفور نوا المعارضين لترامب.
اقرأ أيضا: نيويورك تايمز: ترامب الابن وكوشنر التقيا مع محامية روسية
إلا أن أنصار ترامب على غرار رونالد كيسلر الصحافي السابق لدى "واشنطن بوست" يرون أن القضية تظهر خصوصا أن ترامب الابن لا يزال حديث العهد بالسياسة.
وتابع كيسلر: "من الواضح أن موافقته على اللقاء عندما لم يكن يعلم هوية المحامية لم تكن بالفكرة الصائبة بل تصرف هاو لكنه ليس جريمة". أما حول أسلوب دونالد الابن الهجومي فرد كيسلر بالقول: "الذين يعتقدون أن هذه القضايا مجرد ترهات معجبون بأسلوبه".
وهذه ليست المرة الأولى التي يكشف فيها دونالد الابن عن أسلوبه الحاد. فقد قال في مقابلة مع "نيويورك تايمز" في آذار/مارس الماضي: "لست مجاملا ... بل أقول الأشياء كما هي".
خلال الحملة الرئاسية، لفت النجل الأكبر الأنظار بخطابه القوي خلال المؤتمر الجمهوري في كليفلاند في تموز/ يوليو 2016 لكنه أثار جدلا قويا عندما قارن استقبال اللاجئين السوريين بحلوى مسمومة. وكتب آنذاك على "تويتر": "إذا كان لدي كوب من السكاكر وقلت لكم إن ثلاثة منها ستقتلكم فهل ستأكلون منها؟ هذه مشكلتنا مع اللاجئين السوريين".
في مطلع حزيران/ وخلال الاستماع أمام الكونغرس إلى المدير السابق للـ"اف بي آي" جيمس كومي، أطلق دونالد الابن عدة تغريدات انتقد فيها وسائل الإعلام وشدد على كل ما من شأنه تبرئة ساحة والده.
وسارع إلى التأكيد فور انكشاف قضية اللقاء أن "والدي ليس على علم" بالموضوع. ودافع عنه هذا الأخير في بيان الثلاثاء بقوله إن ابنه "يتحلى بخصال عالية وأنا أشيد بشفافيته".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب دافع الأربعاء عبر "تويتر" عن ابنه الأكبر الذي وصفه بأنه "بريء" بعد نشر رسائل إلكترونية غذت التكهنات بشأن دور موسكو في وصوله إلى البيت الأبيض في 2016.
وقال ترامب بعد نشر ابنه الثلاثاء مراسلاته بشأن لقائه مع محامية تمثل موسكو أملا في الحصول على معلومات تلحق الضرر بمنافسته هيلاري كلينتون، ومقابلته مع "فوكس نيوز": "ابني قام بعمل جيد الليلة الماضية".
وأضاف: "كان صريحا ونزيها وبريئا. هذه أكبر عملية تنكيل سياسي في التاريخ. شيء محزن".
وفي وقت متأخر الثلاثاء قال
ترامب الابن لشبكة "فوكس نيوز" إنه لم يطلع والده على الاجتماع عندما لم يحصل على أي معلومات من شأنها أن تلحق الضرر بكلينتون. وتابع لمقدم البرامج شون هانيتي: "كان مجرد لا شيء. لم يكن هناك ما يقال".