ذكر تقرير حديث، ارتفاع الطلب على الأراضي الصناعية في
دبي، خاصة مع ارتفاع حركة النشاط التجاري في عدد من
الصناعات المبتكرة.
وأظهرت نشرة توقعات "كلاتونز" نصف السنوية الخاصة بسوق العقارات الصناعية لفترة صيف 2017 ظهور موجة جديدة من الطلب خلال الأشهر الستة الأولى من العام من قبل عدة شركات مثل "نون دوت كوم" التي تعمل على افتتاح مستودع حديث بمساحة 195 ألف قدم مربعة في دبي الجنوب، في حين تدرس شركة أمازون خيارات مستودعات مصممة حسب الطلب بعد قيامها بشراء "سوق دوت كوم".
وأعلنت "سيمنز" عن خططها لإنشاء مركزها العالمي للخدمات اللوجستية والتوزيع في موقع إكسبو 2020، ما يؤكد الأهمية الجغرافية الاستراتيجية التي ستكتسبها هذه المنطقة من الآن فصاعدا بالنسبة لشركات الخدمات اللوجستية والتوزيع العالمية.
وقال رئيس قسم الأبحاث بشركة كلاتونز، فيصل دوراني: "تواصل دبي المضي قدما في خططها التنموية الطموحة الأمر الذي مهّد الطريق إلى ظهور شركات جديدة ومبتكرة بالإضافة إلى توسع الشركات العالمية الكبرى في السوق المحلية. فعلى سبيل المثال، تعتبر شركات التجزئة الإلكترونية جديدة نسبيا في المنطقة وستتطلب مراكز توزيع ومرافق لوجستية أخرى".
وتوقع أن نشهد تزايدا في الطلب من هذا القطاع مع تسارع وتيرة نموه، وخاصة في المنطقة المحيطة بمطار آل مكتوم الدولي وموقع إكسبو 2020، حيث يتركز السواد الأعظم من الطلب على المساحات الصناعية حاليا.
وأضاف: "يشكل ذلك منعطفا حاسما بالنسبة للمدينة مع تحول مرافقها اللوجستية ذات المستوى العالمي من مراكز إقليمية إلى مراكز عالمية. ويمثل إعلان شركة سيمنز في نيسان/ أبريل عن إنشاء مركزها العالمي للخدمات اللوجستية والتوزيع في موقع إكسبو 2020 دفعة كبيرة من الثقة لدبي ويسلط الضوء على جهود الحكومة الرامية إلى تعزيز مكانة الإمارة على الساحة العالمية".
وقال: "على الرغم من الظروف الاقتصادية العالمية المتدهورة، فإننا نتوقع أن تنضم سيمنز إلى شركات دولية رائدة أخرى، للمشاركة فيما سيعدّ أكبر وأحدث مركز للتوزيع اللوجستي في العالم في محيط المنطقة الحرة في جبل علي "جافزا" ومطار آل مكتوم الدولي، والذي يتوقع أن تزداد أهميته ويكبر دوره عند إنشاء محطات شبكة الاتحاد للقطارات".
وعلى الرغم من ظهور متطلبات جديدة على المساحات الصناعية، فقد تراجع الطلب في كافة مناطق السوق خلال عام 2017، وقد تفاقمت هذه الظاهرة نظرا لقدوم فصل الصيف وتباطؤ الأعمال التجارية، حيث سجلت السوق مستويات منخفضة بشكل كبير عما كانت عليه في بداية العام. وقد ساهم استمرار حالة عدم الاستقرار في التوقعات الاقتصادية العالمية، والتي تسببت في تراجع مستويات الطلب في جميع أنحاء المدينة، إضافة إلى تزايد حجم المساحات المزمع بناؤها.
ولفت التقرير إلى أنه رغم تراجع الطلب، فإن الإيجارات الإجمالية في الأسواق الرئيسية في جميع المناطق التي تمت مراقبتها ظلت ثابتة إلى حد كبير. أما في الأسواق الثانوية، فقد انخفضت أسعار التأجير في مجمع دبي للاستثمار ومجمع دبي الصناعي ودبي الجنوب بنسبة تتراوح بين 4% و12% خلال العام الماضي.