ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات الساخرة من النظام السوري، بعد طرحه
ورقة نقدية جديدة من فئة 2000 ليرة سورية، تحمل على أحد وجهيها صورة
بشار الأسد.
وأعلن حاكم "مصرف
سوريا المركزي" التابع للنظام، يوم الأحد، عن طرح الورقة النقدية في مدينة دمشق وعدد من المحافظات الأخرى.
وما أن تناقلت وسائل الإعلام الخبر، حتى أطلق ناشطون هاشتاغ #الحيوان_بألفين، عبروا من خلاله عن سخريتهم وغضبهم من وضع صورة بشار الأسد على العملة، وذلك في إشارة إلى وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرئيس السوري بالحيوان، أثناء مقابلة الأول مع محطة فوكس نيوز الأميركية، في نيسان/ أبريل الماضي.
سخرية
وسخر الصحفي عدنان الحسين وغرد تحت هاشتاغ #الحيوان_بألفين: "طرح النظام السوري ورقة عملة جديدة بقيمة ألفي ليرة، وهاشتاغ الحيوان بألفين أبرز المستقبلين لها".
وقال الناشط الإعلامي أبو جعفر المغربل عبر "فيسبوك": "إن العملة الأسدية الجديدة فئة 2000 ليرة التي تحمل صورة الأهبل بشار، لا تتعدى قيمتها ثلاثة دولارات، وهذا يعني أنها لا تصلح إلا كمناديل للتواليت".
وأضاف وسيم سميح قائلا: "المصاري زبالة الدنيا، وبشار زبالة سوريا، والزبالة تليق بالزبالة".
فيما أشار عادل بيرو إلى أن الورقة النقدية والصورة التي عليها لا تعادل ثمن فردة حذاء واحدة، لأن ثمن الحذاء من النوعية الردئية في السوق يصل لنحو 4000 ليرة سورية، في إشارة إلى تدني سعر صرف
الليرة السورية، ووصول معدلات التضخم إلى مستويات غير مسبوقة عالميا.
وبلهجة محلية كتب محمد طه على "فيسبوك": "النظام يضخ ورقة من فئة 2000 ليرة سورية، وعليها صورة بشار، بعد ما بهدل سوريا وشلح الشعب، شلة حرامية تحكم البلد".
وتساءل أحمد خطيب: "وين صورة البوط العسكري على راسو للأهبل"، ومثله فعل أحمد درغام: "وين صورة أبو علي بوتين".
دعوات للمقاطعة
ومقابل سخرية بعض الناشطين السوريين، دعا فريق آخر إلى مقاطعة الورقة النقدية الجديدة وتجريم تداولها في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وفي هذا الصدد، وصف الشيخ عبد الله الجابر كل من يتعامل بالورقة النقدية الجديدة بأنه "شريك الطاغية"، وابتهل إلى الله بأن لا يبارك كل يد تتداولها.
بالمقابل، قلل علي بلالو من شأن دعوات المقاطعة، مبينا أن الورقة النقدية من فئة 1000 ليرة، متدوالة في كل المناطق السورية، رغم أنها تحمل صورة الرئيس الراحل حافظ الأسد، واختتم تدوينته عبر "فيسبوك" متسائلا: "ما الفرق بين صورة الوالد المجرم والولد".
إعادة إنتاج النظام
وذهب الصحفي أحمد العقدة، إلى منحى آخر، فقال: "إن ظهور بشار الأسد في شوارع دمشق وحماة وقريبا في حلب، والآن على العملة، هي محاولة لإعادة إنتاج النظام بقرار إيراني".
وغرد آخر: "النظام يعيد إنتاج النظام من جديد، والعملة الجديدة واحد من المؤشرات على ذلك".
فيما قال الصحفي سردار درويش: "المستبد والمجرم بشار الأسد لن يكتفي الناس منه في مخيلتهم، لكنه مع طرح العملة النقدية الجديدة سيكون في جيوب السوريين أيضا".
بؤس اقتصادي
وفي الوقت الذي صوّرت فيه وسائل الإعلام الموالية للنظام الخطوة على أنها "إنجاز جديد للنظام"، كان هناك من يبحث عن الدوافع الاقتصادية التي تقف وراء إصدار النظام لهذه الورقة النقدية الكبيرة.
وفي هذا السياق، نقل موقع "اقتصاد مال وأعمال السوريين" عن محللين ماليين تأكيدهم أن إصدار الورقة النقدية الجديدة، إنما هو دليل على بؤس الاقتصاد السوري، ودليل كذلك على ارتفاع متسويات التضخم.
وبالبناء على ذلك، رأى الموقع في الخطوة الجديدة "مصيبة ومأساة حقيقية سيترتب عليها آثار خطيرة، وليس إنجازا كما تصور وسائل إعلام النظام".
يذكر أن إصدار الورقة النقدية الجديدة من فئة 2000 ليرة سورية، المطبوعة منذ العام 2015، يتزامن مع هبوط في سعر صرف الليرة، التي خسرت أكثر من 500% من قيمتها مقابل العملات الأجنبية خلال الثورة السورية، وذلك بعد أن حققت مكاسب بسيطة خلال فترة الأعياد الماضية.