ينتاب عدد من المراقبين والمعارضين السوريين قلق بالغ من إمكانية انعكاس الأزمة الخليجية بين قطر من جهة والسعودية والإمارات من جهة أخرى، على واقع الثورة السورية بحكم الدعم الخليجي الذي تتمتع به.
وأثارت اتهامات السعودية لقطر بدعمها لـ"الإرهاب"، قلقا في أوساط المعارضة السورية من وصول هذه الاتهامات لفصائل عسكرية معارضة بعينها تتلقى دعما مباشرا أو غير مباشر من قطر وتقاتل قوات نظام الأسد السوري والمليشيات المتحالفة معه.
الخليج أول الداعمين للثورة
ويقول الباحث والكاتب السياسي محمود عثمان إن دول الخليج تأتي في مقدمة الدول الداعمة للثورة السورية على الصعيد الإنساني والإغاثة، إضافة للجانب العسكري متمثلا في دعم الجيش الحر.
وشدد الكاتب على أن العامل النفسي بالنسبة للسوريين في هذه القضية ووصفه بالأهم، وقال إن "حالة الخلافات الحادة وغير المستقرة للداعمين الأصدقاء ستؤثر بشكل سلبي على الشعب السوري".
وأوضح عثمان أن "أي تطور في الأحداث يؤثر على الشعب نفسيا بإرادته وصموده، والثورة هي عمل نفسي يحتاج إلى مزيد من الصمود والمعنويات العالية، وبالتالي فإن حالة التفتت والترهل العربية تؤثر على عزيمة الشعب السوري".
تكاتف لدعم الثورة
من جهته قال رئيس الحكومة السورية المؤقتة جواد أبو حطب إن الخلافات الخليجية-الخليجية تؤثر سلبا على الثورة السورية.
وأضاف أبو حطب في حديث خاص لـ"عربي21" أن "الشعب السوري بحاجة إلى كل الأشقاء في الخليج"، وأشار إلى أن "حالة الدمار في سوريا شملت أكثر من نصف الشعب السوري، وبالتالي فإن أية خلافات خليجية داخلية ستؤثر بشكل كبير عليه".
وطالب أبو حطب من الدول الخليجية التكاتف، حيث قال: "نتمنى من الأخوة أن يتكاتفوا في دعم الثورة السورية"، مشددا على "أن الخلافات بين الأشقاء هي ملهاة، وذلك سيؤثر معنويا ولوجستيا على الثورة بشكل كبيرة".
وحول الموقف السوري من الأزمة، قال القيادي في المعارضة السورية إن "على السوريين أن لا ينجروا لهذا الخلاف، وأن يقفوا مع الطرفين"، مضيفا: "ليس من مصلحتنا الوقوف مع طرف ضد طرف".
تداعيات سلبية قريبة
بدوره، يرى عضو الائتلاف السوري عن كتلة الأركان العسكرية أحمد التيناوي أن "أكثر المنظمات والهيئات الداعمة للثورة السورية هي خليجية أو بدعم حكومي خليجي، وبالتالي فإن ما يحصل في الخليج ينعكس سلبا على الثورة السورية".
وأشار في حديث خاص لـ"عربي21" إلى أن "الوضع غير المستقر في الخليج سيكون له تداعيات سلبية قريبة وملحوظة بسبب عدم وجود موارد أخرى للشعب السوري"، معربا عن أمله في "أن يتم حل الخلافات بأسرع وقت ممكن".
وبشأن تأثيرات هذا الخلاف على الواقع الميداني في سوريا، قال التيناوي إنه "لا يوجد أي معلومات تشير لتقليص الدعم عن الثورة السورية"، مضيفا: "لا أعتقد أن ذلك سيظهر خلال الأيام القادمة، فبرنامج دعم الفصائل بدأ قبل عامين، ولكن هذا البرنامج تراجع كثيرا وتأثر بنسب وصلت لأكثر من 70 في المائة سابقا".
وختم القيادي السوري حديثه بالقول إن "المساعدات العسكرية أصبحت محصورة في جهتين فقط، مما انعكس سلبا على الأداء الميداني للجيش الحر في خسارة مناطق محررة أمام قوات النظام".