أثار غياب "جبهة ثوار
الرقة" إحدى أكبر التشكيلات العسكرية المسلحة من أبناء محافظة الرقة، عن المشاركة بـ"
معركة الرقة" إلى جانب
قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المكونة أساسا من وحدات الحماية الكردية، العديد من التساؤلات عن الأسباب التي أدت إلى استبعادها، على الرغم من وجودها ضمن تشكيل "قسد".
ويرى الناشط السياسي الملقب بـ"أبي فراس الرقاوي" أن إقصاء
جبهة ثوار الرقة عن المشاركة في معركة الرقة عملية مقصودة من قبل قوات سوريا الديمقراطية، وتعود لسببين رئيسين الأول منع الحاضنة العربية من أخذ دورها الفعال بعد تحرير المدنية، والثاني معرفتها وعلمها اليقين بوقوف جبهة ثوار الرقة ضد التغيير الديمغرافي للمنطقة.
وأضاف لـ"
عربي21"، أن جبهة ثوار الرقة كانت واضحة في موقفها منذ البداية في الثوابت الوطنية الرافضة لمشروع الكانتوتات والتقسيم على الرغم من كل محاولات دمجها، لتكون جزء أساسي في "قسد"، إلا أنها رفضت ذلك، وأصرت على موقفها بأن تكون هي من تقود معركة الرقة، فكان لهذه الأمر معطيات على الأرض والذي على أثرها تم استبعاد اللواء من المشاركة في المعركة.
وأكد الرقاوي أن الجبهة لها ثوابت تعمل لأجلها منذ بداية العمل الثوري على المستوى المدني والعسكري من خلال رؤية تحاول ترسخها بأن يكون الدور الأبرز لأهل المنطقة في تحرير الرقة، إلا أن قوات سوريا الديمقراطية جاءت ببعض المرتزقة الذين اعتبرتهم من أهل المنطقة ووضعتهم ضمن قواتها، حيث استطاعت أن ترسم مع الاتحاد الديمقراطي الكردي والإدارة الذاتية بإبعاد القوى الوطنية التي تتمتلك ثوابت بسوريا موحدة.
اقرأ أيضا: قوات كردية تدخل شرق الرقة وتعلن "المعركة الكبرى"
وكانت منطقة تل أبيض بريف الرقة الشمالي، المتاخمة للحدود التركية، شهدت في منتصف كانون الأول /ديسمبر عام 2015، حالة من التوتر بين جبهة ثوار الرقة وجيش العشائر من جهة، والوحدات الكردية من جهة أخرى، عقب الهجوم الذي شنته الأخيرة على مناطق خاضعة لسيطرة جبهة ثوار الرقة، بعدما طالبت بفتح تحقيق دولي بشأن عمليات قتل وتهجير شملت أبناء منطقة تل أبيض بريف الرقة بعد سيطرة الوحدات الكردية عليها.
بدوره، يقول الصحافي الكردي المقرب من وحدات الحماية الكردية مصطفى عبدي: إن بعد الإعلان عن تأسيس قوات سوريا الديمقراطية في 11 أكتوبر 2015، كان لواء ثوار الرقة أحد الفصائل المشاركة في الإعلان، حيث شاركت في معارك محدودة ضد تنظيم الدولة، لكن قيادة اللواء بدل التركيز على المحافظة على هيكلية "قسد" والعمل ضمنها كباقي الفصائل قامت بتشكيل قوات عشائرية تابعة لها في ريف تل أبيض ورفضت أن تشارك في حملة تحرير سد تشرين، والحملات اللاحقة ضد التنظيم.
وأضاف لـ"
عربي21"، أن غياب لواء ثوار الرقة عن معركة تحرير مدينة الرقة هو لذات الأسباب التي كانت وراء عدم مشاركته في الحملات العسكرية التي قادتها قوات سوريا الديمقراطية بدءا من ريف الحسكة إلى ريف الرقة ومنبج.
وحسب عبدي، فإن لواء ثوار الرقة قام بانتهاكات ضد المدنيين الذين رفضوا الانضمام لصفوفه، ونصب الحواجز العشوائية، قد تعتبر من الأسباب الذي عمق الخلاف بينهم كفصيل عسكري وبين "قسد"، بالإضافة إلى تعرض صفوف اللواء لانشقاقات كبيرة وانضمام عناصره لفصائل عسكرية أخرى ضمن "قسد".
يذكر أن جبهة ثوار الرقة التابعة للجيش السوري الحر كانت قد تشكلت في محافظة الرقة شمالي سوريا قبيل تحريرها من قوات نظام الأسد في عام 2013، فيما توجه اللواء بعد سيطرة تنظيم الدولة على المدينة إلى مدينة عين العرب كوباني إثر تعرضه لملاحقة التنظيم، ليشارك اللواء بجانب وحدات الحماية الكردية بمعاركه ضد التنظيم انطلاقا من مدينة عين العرب كوباني وصولا إلى مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي.